1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لماذا يقع بعض الشباب المسلم في براثن التطرف؟

٣١ مارس ٢٠١٢

تسببت حادثة تولوز التي تورط فيها شاب فرنسي مسلم من أصل جزائري في اندلاع الجدل في أوروبا حول خطر انزلاق الشباب الأوروبي المسلم في هوة التطرف. برنامج شباب توك على قناة DWعربية تناول هذه القضية في حلقة هذا الأسبوع.

https://p.dw.com/p/14TaH
صورة من: dapd

الاعتداء الذي قام به محمد مراح أمام مدرسة يهودية في تولوز وراح ضحيته عدد من أبناء الجالية اليهودية في فرنسا أعاد للساحة الأوروبية الحديث مجدد عن الخطر الذي يشكله بعض الشباب المسلم، الذي نشأ وترعرع في مجتمعات غربية، لكنه وقع في براثن الأفكار المتطرفة. برنامج شباب توك على قناة DWعربية ناقش في حلقته هذا الأسبوع أسباب وعوامل انسياق الشباب وراء الأفكار المتطرفة.

ضيفة البرنامج الباحثة المصرية في الإسلام السياسي نجوان الأشول ترى أن هناك عوامل كثيرة متشابكة تدفع الشباب للتطرف، لكنها تعتبر أن سياسات بعض الدول الأوروبية من العوامل الأساسية التي تدفعهم لمثل هذه الأفعال، وتوضح قائلة: "بعض الحكومات الأوروبية وبالتحديد فرنسا تقوم بالكثير من السياسات التي تدفع الشباب إلى الانعزال داخل المجتمع أو الانعزال والخروج خارج المجتمع تماماً. وأهم هذه السياسات هي سياسات خاصة بالتعامل معهم واعتبارهم دائماً مواطنين من الدرجة الثانية". توضح نجوان أن هذه السياسات مثلاً تتمثل في قانون منع النقاب في الأماكن العامة.

وتضيف الباحثة في الإسلام السياسي أن "الحديث طيلة الوقت أن الإسلام هو دين الإرهاب يدفع بالأقليات المسلمة سواء أكانت أصولها عربية أو غير عربية لأن تبحث عن مجتمعات أخرى بديلة، فتتجه أحياناً إلى أفغانستان وهو مجتمع معقد يؤدي إلى نمو العداء للمجتمع الذي تربى وترعرع فيه (هؤلاء الشباب). فالشاب قد يكون أوروبيا ًأصلياً لكنه لا ينظر للمجتمع باعتباره موطنه ويبحث عن هويته في موطن آخر ويقوم برد فعل تجاه السياسات الموجهة ضده".

"الشيخ (غوغل) هو سبب التطرف"

Tag der offenen Moschee in Duisburg Flash-Galerie
يوم مفتوح للتعريف بالمساجد في ألمانيا (صورة من الأرشيف)صورة من: DW

محمد هجاج، ألماني من أصل عربي وعضو في المجلس المركزي للمسلمين، ولد وترعرع في ألمانيا، يتفق جزئياً مع هذا الرأي قائلاً: "أعتقد أن بعض الشباب ممن لم ينجحوا في الدراسة أو العمل يرجعون السبب لعدم تقبل المجتمع الألماني لدينه، أو عدم قبوله لأن يربي لحيته أو أن ترتدي الشابات الحجاب". لكنه في الوقت نفسه يرى أن القانون الألماني يكفل حرية الأديان والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين، ويوضح قائلاً إن المسلم الذي يفقد عمله مثلاً، يحصل على معونة البطالة مثله مثل أي مواطن ألماني، كما أن المسلم يمكنه أن يمارس شعائر دينه بكل حرية ويفعل ما يريد. محمد هجاج يذهب بانتظام للمسجد ويمارس العبادة وهو مسئول العلاقات العامة في أحد المساجد كما أنه يربي لحيته دون التعرض لمضايقات، وهو لا يعتبر نفسه عربياً، بل يعتبر نفسه مسلما ألمانيا من أصل فلسطيني.

ويرجع الشاب الألماني المسلم أسباب التطرف لوسائل الاتصال الحديثة، فهو ينتقد بعض ما يعرض في وسائل الإعلام الغربية عن المسلمين مصوراً إياهم وكأنهم جاءوا من عصر آخر ولا يعيشون في هذا الزمن، ومن ناحية أخرى ينتقد هجاج لجوء الشباب المسلم للانترنت للبحث عن المشورة الدينية قائلاً: "عندما يكون لدى الشاب أي سؤال متعلق بالدين، فهو يسأل الشيخ (غوغل)، ويجيب الشيخ (غوغل) بفتاوى معظمها يأتي من السعودية، بينما الأفضل أن يتوجه الشاب للشيخ في المسجد ويستمع له". وردا على الاتهامات الموجهة لبعض أئمة المساجد في ألمانيا بالتحريض على التطرف، يقول هجاج إن هناك بالطبع بعض الأئمة المتطرفين لكنهم في نهاية الأمر أقلية في تقديره، ويضيف: "في برلين مثلاً هناك مسجد واحد يحمل هذا الفكر المتطرف، بينما معظم المشايخ والأئمة يتبعون الفكر الوسطي ويشجعون الشباب على الاندماج والمشاركة في المجتمع، لكن الشباب المتطرف لا يسأل الشيوخ الوسطيين".

"المشاكل العائلية والاجتماعية وراء تطرف كثير من الشباب"

أما ضيف البرنامج فولف شميدت، فيرجع أسباب التطرف لدى بعض الشباب إلى عدة أسباب، على رأسها المشاكل العائلية والاجتماعية لدى هؤلاء الشباب. شميدت ألف كتاب بعنوان "شباب وألمان وطالبان". وخلال فترة تأليفه للكتاب تعرف على أهالي وأصدقاء بعض الشباب المتطرف، وأكثر ما لفت انتباهه هو أن معظم هؤلاء الشباب لم يكونوا مندمجين في المجتمع ولم يكن لديهم أي آمال أو تطلعات في حياتهم. ويوضح في مداخلته في البرنامج قائلاً: "كثير من هؤلاء الشباب تعرضوا في طفولتهم لمشاكل في العائلة، ربما كان الوالد عنيفا أو توفي أحد الوالدين. وهؤلاء الشباب يبحثون عن معنى لحياتهم وعن مجتمع يضمهم ويكون بديلاً عن عائلاتهم ويلتقون بمحض الصدفة بمجموعات متطرفة، تستقطبهم". ويوضح الباحث الشاب أن كثير من الأهل يفاجئون بأن أبناءهم متطرفون، وأن معظم الأهل يكونون غير متدينين. لكنه في الوقت نفسه يضيف أن معظم المسلمين المقيمين في ألمانيا يرغبون في الاندماج وأن على المجتمع الألماني أن يعطي إشارة واضحة للمسلمين أنهم ينتمون لهذا المجتمع.

وفي هذا السياق يوضح محمد هجاج أنهم من خلال عملهم في المؤتمر الإسلامي الشبابي، يلتقون بالسياسيين الألمان ويناقشون معهم أوضاع المسلمين في ألمانيا.

"تهميش الشباب المسلم وراء التطرف"

وكان لمستخدمي صفحتنا على الفيسبوك آراء متباينة، فأرجع Ibrahim Alnaqiأسباب اتجاه بعض الشباب للتطرف إلى "الفراغ والفكر المنغلق وحب الظهور" من ناحية و"تهميش وظلم وازدراء الشباب المسلم" من ناحية أخرى. واتفق معه Wael el Ghamryفي النقطة الثانية قائلاً إن السبب هو "شعورهم بالاضطهاد في هذه البلاد". واعتبرت Sundus Alkaysi"أن تهميش دور الشباب وعدم تقبل هوية الشباب المسلمين بالذات في الخارج من قبل المجتمعات الغربية هي أساس التطرف بالإضافة إلى وجود فجوة بين المجتمع الذي يتربى فيه والأهل الذين غالباً ما يكونوا غير مندمجين في المجتمع الجديد، مما يحتم على جيل الأبناء مواجهة مجتمع مختلف تماماً عنهم.

ينما اعتبر عمار الحقب أن هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة من بينها "حالة الفراغ الذهني والنفسي والانطواء الاجتماعي والنفسي، وانعدام فرص العمل"، و يضيف في تعليقه: "الواضح اليوم أن من يمارسون الإرهاب غالبيتهم من الشباب المسلمين، خصوصا الذين لا يتمتعون بالجنسية الألمانية أو غيرها. أعتقد أن مسألة المواطنة هي التي تبعث لدى الفرد الشعور بالطمأنينة والانخراط في المجتمع وثقافته وعاداته، والعكس صحيح، إذ أن ملاحظة الفرد لمدى الفوارق في تعاملات الدولة مع المواطنين ومن يحملون الجنسية وبين معاملة الدولة للوافدين الذين لا يتمتعون بحقوق المواطنة، يخلق لدى هؤلاء نزعة من القلق النفسي والشعور بالإقصاء والتهميش. الأمر الذي يترتب عليه الميول العدوانية وحالة التطرف ضد المجتمع والدولة. مع ذلك المفترض بهؤلاء أن ينخرطوا في المجتمع. وأعتقد أن على هؤلاء المتطرفين أن ينظروا إلى عنصرية الدول الإسلامية والعربية".

"على من يريد العيش في دول أوروبية احترام قوانين تلك الدول"

01.2012 DW Shababtalk arab

أما علي القيسي فيرى أن "أسباب انزلاق الشباب في مهاوي التطرف صعب القضاء عليها بسبب وقوف دول وأنظمة وضعت كل إمكاناتها وإمكانات أجهزة مخابراتها لدفع الشباب إلى التطرف وتوريطهم. وأضيف أن كثير من المساجد والمجالس الإسلامية هي السبب الأساسي لتشتت المسلمين ومنع اندماجهم وكلها لها ارتباطات بأجندات طائفية وعرقية وحزبية وسياسية، لا تخدم المهاجرين وغير المهاجرين من المسلمين".

ويرى هانز يوسف إيرنست أن "السبب الرئيسي للتطرف عند الشباب هو الإحباط وعدم وجود آفاق لحياة ذات كرامة".

وكتبت Tota Shaheenتقول: "أحياناً محاولة الشباب في التمسك بدينهم وأصولهم خارج محيطهم تجعلهم منحازين ومتزمتين حتى لو كان شيئ غير صحيح". ويرى Beleid Alsahely Alaoraneyأن "الجهل وضحالة التفكير هي التي تقود بعض الشباب للتطرف، جهلهم بدينهم وجهلهم بالمجتمعات التي يعيشون وسطها". ويضيف: "قبل أن يقرر أي إنسان يحمل مثل هذه الأفكار التوجه للعيش في أوروبا أو غيرها، عليه احترام قوانين تلك الدول والاندماج في مجتمعاتها. وإذا لم يستطع ذلك، فعليه البقاء في بلاده مع تطرفه وأفكاره".

أما Mahameed Hamzaفكتب يقول: "أظن أن التخلص من التطرف لدى الشباب المسلم في ألمانيا هو مسئولية مشتركة على القيادات ورجال الدين المسلمين من جهة والحكومة الألمانية من جهة أخرى، فعلى سبيل المثال لا يمكننا أن نتغاضى عن قدرة القيادات الإسلامية ورجال الدين على تحريك الشباب وتعبئتهم وقيادتهم نحو الأهداف التي يطرحونها على منابرهم، أما الحكومة الألمانية فعليها متابعة شئون الشباب المسلم ومعاينة الأسباب الحقيقية للتوجه للتطرف والاستثمار في معالجتها".

سمر كرم

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد