1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من جديد... لبنان يفشل في انتخاب رئيس وسط الانهيار المالي

٢٠ أكتوبر ٢٠٢٢

أخفق البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد للمرة الثالثة بعد رفض حزب الله وكتل أخرى ترشيح ميشال معوض المقرب من الأمريكيين، ما يهدد بحدوث فراغ في أعلى منصب بالدولة ويزيد من التعقيدات في بلد غارق بأزمة مالية خانقة.

https://p.dw.com/p/4IT8u
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (31.05.2022)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حدد موعداً للجلسة المقبلة في 24 تشرين الأول/أكتوبرصورة من: Anwar Amro/AFP

فشل البرلمان اللبناني اليوم الخميس (20 تشرين الأول/أكتوبر 2022) مرة أخرى في انتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل انقسامات عميقة تثير مخاوف من فراغ في سدة الرئاسة بعد انقضاء ولاية الرئيس ميشال عون نهاية الشهر الحالي.
وحضر 119 برلمانيًا من أصل 128 نائبًا الجلسة العامة لمدة نصف ساعة اليوم الخميس. وتتطلب قواعد الانتخابات نصابًا بثلثي أعضاء البرلمان المنقسم سياسيًا، ما يعني أنه لا يمكن لأي حزب أو تحالف أن يفرض خياره.

واقترع 55 نائباً بورقة بيضاء، بينهم النواب التابعون لكتلة حزب الله. وحظي النائب ميشال معوض، المدعوم من القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتل أخرى بينها كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بـ42 صوتاً، في حين يحتاج إلى 86 صوتاً للفوز من الجولة الأولى، وحملت الأصوات الباقية شعارات سياسية كان من بينها "دكتاتور عادل". وكان معوض، وهو ابن الرئيس اللبناني السابق رينيه معوض، قد حصل على 36 صوتاً في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس في 13 تشرين الأول/أكتوبر.

ويؤشر فشل البرلمان في التوافق على مرشح حتى الآن، إلى أن العملية الانتخابية قد تستغرق وقتاً طويلاً، ما يزيد من تعقيدات الوضع في البلاد الغارقة في أزمة مالية خانقة وحيث نادراً ما تُحترم المهل الدستورية المحددة. وقال النائب سامي الجميّل رئيس حزب الكتائب لصحفيين في البرلمان: "لا زلنا نعمل على توحيد صفوف المعارضة حول اسم واحد، لكننا نواجه صعوبات، ونأمل رص الصفوف في الأيام المقبلة مع اقتراب الاستحقاق في الحادي والثلاثين من الشهر".

من جهته قال النائب عن حزب الله، حسن فضل الله: "إلى الآن لا يوجد توافق، ولا يوجد حوار شامل بين الكتل المختلفة أصلاً... ولذلك ستتكرر المشاهد التي نراها وأعتقد أن الجلسات ستتكثّف في الأيام العشرة الأخيرة". وتعارض كتل رئيسية بينها حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، دعم ترشيح معوض وتصفه بأنه مرشح "تحدي". ويعرف عن معوض قربه من الأمريكيين.

مسائية DW: هل ينجح ميقاتي في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة؟

وحدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً للجلسة المقبلة في 24 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تعقد الجلسة الماضية في 29 أيلول/سبتمبر بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. وحضّت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة خلال زيارة إلى بيروت في 14 تشرين الأول/اكتوبر المسؤولين اللبنانيين على تجنّب الفراغ الرئاسي والإسراع في انتخاب خلف للرئيس عون. وقالت كولونا: "يجب احترام الاستحقاق الدستوري، إنها حاجة ماسّة للبنان"، مشددة على أن "لبنان لم يعد يستطيع أن يتحمل الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة".

وانتُخب عون رئيسًا في 2016 بعد شغور رئاسي استمر أكثر من عامين بسبب فشل النواب في التوافق على مرشّح. ويشهد لبنان منذ العام 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، خسرت معه العملة المحلية نحو 95 في المئة من قيمتها في السوق السوداء، وبات أكثر من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر.

وبموجب النظام السياسي المعمول به في لبنان والقائم على التوزيع الطائفي، ينبغي أن يكون الرئيس مسيحيًا مارونيًا. وتنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول/أكتوبر بينما لا تزال الانقسامات عميقة بين الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
وسبق أن شغر منصب الرئيس عدة مرات منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وتوقعًا لفراغ آخر كثف السياسيون جهودهم للاتفاق على حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء السني المكلف نجيب ميقاتي، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس حكومة تصريف الاعمال، إذ يمكن أن تنتقل السلطات الرئاسية إلى الحكومة الجديدة.

م.ع.ح/خ.س (أ ف ب)