1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كازاخستان- مقتل وإصابة العشرات والرئيس يعلن "استعادة النظام"

٧ يناير ٢٠٢٢

بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة سقط فيها عشرات القتلى والجرحي واعتقل الآلاف، أكد رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أنه تمت استعادة النظام الدستوري "إلى حد كبير"، فيما يتزايد القلق من دور القوات الروسية في الأزمة.

https://p.dw.com/p/45F6n
جانب من المظاهرات في العاصمة ألما اتا
بدأت الانتفاضة في صورة احتجاجات على رفع أسعار الوقود ثم تضخمت لاحقاً ورفعت شعارات مناهضة لنزارباييفصورة من: Interior Ministry of Kazakhstan/REUTERS

أكد رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف الجمعة إعادة النظام الدستوري "إلى حد كبير" في البلد الذي يشهد منذ أيام اضطرابات غير مسبوقة.

وقال الرئيس في بيان إن "قوات إرساء النظام تبذل جهوداً حثيثة والنظام الدستوري أعيد إلى حد كبير في كافة المناطق"، مؤكداً أن عمليات إعادة النظام ستستمر "حتى القضاء على المقاتلين بشكل كامل"، وأضاف أن "الهيئات المحلية تسيطر على الوضع لكن الإرهابيين ما زالوا يستخدمون أسلحة ويلحقون أضراراً بممتلكات المواطنين".

عشرات القتلى والجرحى

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية الجمعة مقتل 26 "مجرماً مسلحاً" وإصابة 18 آخرين بجروح، فيما قُتل 18 من عناصر قوات الأمن وأصيب 748 آخرون بجروح. وقالت في بيان إن جميع مناطق كازاخستان "تم تحريرها ووضعها تحت حماية معززة" مع إقامة سبعين نقطة تفتيش في أنحاء البلاد.

كشف وزارة الصحة إصابة أكثر من ألف شخص بينهم 62 إصاباتهم خطرة. وأوقف حوالي ألفي شخص في مدينة ألما اتا.

واضافت في البيان أنه في ألما اتا التي شهدت أعنف أعمال الشغب "تؤمن قوات حفظ النظام والقوات المسلحة والرديفة لها، النظام العام وحماية البنى التحتية الاستراتيجية وتنظيف الشوارع".

وشاهد مراسلو رويترز صباح اليوم الجمعة حاملات جند مدرعة وعسكريين في الميدان الرئيسي في ألما اتا، أكبر مدن قازاخستان، حيث أطلق الجنود النار على محتجين قبل يوم.

وعلى بعد بضع مئات من الأمتار، رأى مراسلو رويترز جثة في سيارة مدنية لحقت بها أضرار بالغة. وفي جزء آخر من المدينة رأوا متجر ذخيرة منهوبا. ورأى المراسلون أيضا مركبات عسكرية وحوالي 100 في زي عسكري بميدان آخر في ألما اتا.

القوات الروسية تتدخل

كانت قوات روسية ومن دول أخرى حليفة لموسكو قد وصلت الخميس إلى كازاخستان لدعم السلطات التي واجهت على مدى ثلاثة أيام غضباً في الشارع من زيادة  أسعار الغاز تحول إلى أعمال شغب فوضوية لا سيما في ألما اتا.

قوات روسية تصل مطار ألما اتا الدولي
يثير دور القوات الروسية قلقاً بشأن احتمال سيطرتها على مؤسسات الجمهورية السوفياتية السابقةصورة من: Russian Defence Ministry/dpa/picture alliance

وذكرت إدارة توكاييف أن قوة لحفظ السلام تابعة لتحالف عسكري لجمهوريات سوفيتية سابقة، كان توكاييف قد طلبها هذا الأسبوع، تصل إلى قازاخستان حاليا لكنها لا تشارك في القتال أو في "القضاء على المسلحين".

وأضافت الإدارة إن القوة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتزعمها موسكو ستوفر غطاء وستؤدي مهمة أمنية. وذكرت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس نقلاً عن الأمين العام للتحالف أن قوة حفظ السلام التابعة لمعاهدة الأمن الجماعي ستضم إجمالاً نحو 2500 فرد وستبقى في كازاخستان لأيام أو أسابيع.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو اليوم الجمعة إن موسكو واثقة من قدرة كازاخستان على التعامل مع مشكلاتها.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جروشكو قوله إن روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي أرسلت قوات حفظ سلام لمساعدة قازاخستان في مواجهة الاضطرابات الحالية، كانت "تدافع عن كازاخستان وتقوم بما ينبغي أن يفعله الحلفاء".

تحذير أمريكي

من جانبها، حذّرت الولايات المتحدة الخميس القوات الروسية التي تم نشرها في كازاخستان من السيطرة على مؤسسات الجمهورية السوفياتية السابقة، مشيرة إلى أن العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان.

وأفاد الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الصحفيين أن "الولايات المتحدة، وبصراحة العالم، سيراقب للكشف عن أي انتهاك لحقوق الإنسان"، مضيفا "سنراقب أيضا للكشف عن أي خطوات قد تمهّد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان".

ولم يحدث أن وقع عنف بهذا الحجم في كازاخستان الخاضعة منذ العهد السوفيتي لحكم صارم من جانب الزعيم نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي يمسك بمقاليد الأمور رغم تنحيه عن الرئاسة قبل ثلاث سنوات.

وبدأت الانتفاضة في صورة احتجاجات على رفع أسعار الوقود في بداية العام الجديد ثم تضخمت يوم الأربعاء عندما اقتحم محتجون مباني عامة في ألما اتا ومدن أخرى وأضرموا النار بها مرددين شعارات مناهضة لنزارباييف، متهمين أسرته وحلفاءه بتكديس الثروات بينما تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة من الفقر.

وانقطعت خدمات الإنترنت وتوقف عمل البنوك في معظم أنحاء البلاد.

ع.ح./ع.أ.ج (رويترز، ا ف ب)