كارل العظيم: قيصر الإمبراطورية الرومانية وحليف الخلافة الإسلامية
٦ سبتمبر ٢٠٠٦ينحدر كارل العظيم من عائلة كارولينج الملكية، وورث السلطة عن أبيه الملك بيبين. ومع إنه ليس هناك اتفاقا بين المؤرخين على تاريخ ومكان ميلاد كارل العظيم، فإن البعض يرجح بأنه ولد في مدينة أخن وبأن تاريخ ميلاده التقريبي هو ما بين عامي 742 و748م. بعد وفات والده عام 768م تقاسم كارل العظيم، الذي كان يقدر عمره آنذاك مابين العشرين والستة والعشرين عاما، تقاسم الملك مع أخيه كارلمان حتى وفاة الأخير عام 771 تقريبا تاركا لأخيه عرش مملكة الفرانكن الذي جلس عليه لوحده وعمره تقريبا ثلاثون عاما. وعند بلوغه سن الستين في عام 880 تقريبا توّجه البابا ليو الثالث قيصرا على الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
ويذكر التاريخ بأن كارل العظيم أستطاع تغيير ملامح جغرافيا وتاريخ أوروبا وبأنه قاد ثورة تعليمية وثقافية كانت فريدة من نوعها في ذلك العصر. فقد حملات في كل الاتجاهات ليخضع لمكله ممالك أخرى وملوكا آخرين. وعندما استقرت أركان إمبراطوريته توجه إلي بناء الدولةداخليا. فقام ببناء دولة المؤسسات السياسية والاجتماعية كما وأنشأ نظما تعليمية وثقافية جعلت من فترة حكمه عصر التنوير الثقافي والنهضة التعليمية. وقد شكل ذلك اللبنات الأولى للنظم التربوية والتعليمية والثقافة الحديثة.
علاقات دبلوماسية مع الخلافة الإسلامية
تفيد كتب التاريخ بأن كارل العظيم كان قد قام بمد جسور التواصل السلمي الدبلوماسي مع الشرق العربي الإسلامي وأقام علاقات مع دولة الخلافة الإسلامية في بغداد. تلك العلاقات يمكن تسميتها وفقا لمصطلحات العلاقات الدولية المعاصرة بأنها علاقات دبلوماسية وتحالف بين أخن عاصمة إمبراطورية كارل العظيم وبغداد عاصمة الخلافة الإسلامية. حيث تبادل كارل العظيم (او كما يسميه العرب شارل العظيم) السفراء والمراسلات مع الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن الثامن الميلادي. ولعل ذلك لم يكن لمجرد التعرف على الجانب الأخر فحسب بل كان يحمل في طياته شكلا من أشكال التحالفات التي فرضتها طبيعة المرحلة والمصالح المشتركة. فقد كان الهدف من تلك العلاقات هو مواجهة الخطر البيزنطي على بغداد وتهديدات الدولة العربية في الأندلس لآخن. ويؤكد بعض المؤرخين بأن تلك العلاقات بين بغداد وآخن قد تطورت بطبيعة الحال حتى أخذت أشكالا اقتصادية وسياسية وإستراتيجية.