1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قلق متزايد على مدنيي غزة وتزايد التحذيرات من الهجوم على رفح

٢٨ فبراير ٢٠٢٤

حذّرت الأمم المتحدة من "مجاعة واسعة النطاق" تهدد أكثر من مليوني شخص من سكان قطاع غزة، في وقت يتواصل فيه القتال في مناطق مختلفة من القطاع، وتصر إسرائيل على اجتياح مدينة رفح رغم التحذيرات الدولية.

https://p.dw.com/p/4d0Ae
سوق في رفح جنوب قطاع غزة
يتواجد حاليا في رفح أزيد 1,4 مليون شخص في رفح مما يعني أن شن هجوم على المدينة قد يتسبب في كارثة إنسانية كبيرةصورة من: Fatima Shbair/AP Photo/picture alliance

تثير الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة قلقا دوليا متزايدا رغم الآمال بالتوصل الى هدنة محتملة تعمل عليها الدوحة والقاهرة وواشنطن، بعد نحو خمسة أشهر من حرب مدمّرة بين إسرائيل وحماس.

وفي هذا السياق حذّرت الأمم المتحدة من "مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبا" تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى منسكان القطاع الفلسطيني المحاصر، لا سيما في الشمال حيث يحول الدمار الواسع والمعارك والنهب دون إيصال المساعدات الإنسانية. وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جدا، ولا تكفي حاجات السكان.

وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو أمام مجلس الأمن الدولي "ما لم يحدث أي تغيير، فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة. ...علينا أن نثابر ونتحمّل مسؤولياتنا حتى لا يحدث ذلك أمام أعيننا".

وتحدّث راميش راجاسينغهام باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عن تفشٍّ للمجاعة "لا يمكن تجنّبه تقريباً".

وقال "نحن في نهاية شهر شباط/فبراير، ويوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كلّ ستة أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة من سوء التغذية الحاد والهزال".

تواصل القتال في مناطق مختلفة  من القطاع

ميدانيا وبحسب السلطات الصحية في القطاع، قتل 76 شخصا على الأقل في القصف في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر خلال 24 ساعة.

وقبل الفجر، استهدفت غارات مناطق في شمال غزة ترافقت مع قتال بري، كما طاولت خان يونس ورفح في الجنوب، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المنطقة المكتظة. وتركزت المعارك البرية في مدينة خان يونس الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات شمال مدينة رفح.

وكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا أناجتياح رفح لا مفرّ منهلتحقيق "نصر كامل" على حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، مشيرا إلى خطة لإجلاء المدنيين من المنطقة. 

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري الثلاثاء خلال مؤتمر لمنظمة الصهيونية العالمية، "من المنظور العسكري، لدينا علاقة ممتازة مع مصر، وعلينا أن نصغي الى المصريين ومصالحهم. يوجد اليوم 1,4 مليون شخص في رفح. لا يمكننا أن ننفذ عملية مع وجود 1,4 مليون شخص في رفح".

أولمرت يحذر بلاده من مهاجمة رفح

وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت إن إسرائيل ستواجه عواقب وخيمة، إذا أرسلت قوات إلى مدينة رفح المحاصرة جنوبي قطاع غزة، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الأربعاء.

وذكر أولمرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي  الحالي بنيامين نتنياهو يجب أن يوقف الحرب ضد حركة (حماس) ويركز على خطة من شأنها تمكين الجيش الإسرائيلي من مغادرة غزة، وإدخال قوات دولية كقوات لحفظ السلام.

وأضاف أولمرت (78 عاما) الذي قاد البلاد بين عامي 2006 و 2009 أن دولا أخرى من بينها الولايات المتحدة لن تتحمل الهجوم على رفح. وأوضح المسؤول السابق في مقابلة: "لقد وصل صبر المجتمع الدولي إلى نقطة لا أظن أنه سيستوعب (الهجوم) عندها". وأشار إلى أن أكبر خطر وشيك على إسرائيل هو أن تلغي مصر اتفاقية السلام معها.

قطر وفرنسا تؤكدان معارضتهما لهجوم إسرائيلي على رفح

ويلقى  الهجوم الذي قالت إسرائيل أنها تخطط  لشنه على  مدينة رفح  جنوب قطاع غزة معارضة على المستويين الإقليمي والدولي لأن نتائجه  ستكون كارثية على سكان المدينة المكتظة جراء النزوح من شمال القطاع  إليها بسبب الهجمات الإسرائيلية. 

وفي هذا الصدد أكدتدو قطر وفرنسا، في بيان مشترك بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد أمير قطر  إلى فرنسا  يومي 27 و28 شباط/فبراير الجاري، على معارضتهما لشن هجوم على رفح، داعيين إلى فتح جميع المعابر بما في ذلك شمال قطاع غزة للسماح للجهات الفاعلة في المجال الإنساني باستئناف أنشطتها وخاصة إيصال الإمدادات الغذائية، متعهدين بتقديم 200 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وأعربت كل من قطر وفرنسا عن تأييدها للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس.

وأكد الزعيمان عن ضرورة نجاح جهود الوساطة الجارية في التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائنبمن فيهم ثلاثة مواطنين فرنسيين. كما أشادا بالجهود القطرية الفرنسية المشتركة الأخيرة في التوسط في اتفاق لإدخال الأدوية الحيوية والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى غزة للسكان المدنيين المتضررين والأدوية للرهائن المتبقين.

يذكر أن عدد الضحايا في غزة بلغ حتى الآن 29954 قتيلا، غالبيتهم العظمى مدنيّون، منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق وزارة الصحة في القطاع. في ذلك اليوم، نفّذت حماس هجوما إرهابيا على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة. كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.

هـ.د/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)