1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"قطرة أمل"..الماكياج شاهد على معاناة المعنفات في مصر

ريهام مقبل- القاهرة٢١ ديسمبر ٢٠١٥

في إطار الحملة الأممية ضد تعنيف النساء، انطلقت حملة "قطرة أمل" التي استخدمت الماكياج لإظهار التشوهات الجسدية والنفسية التي تعاني منها المعنفات، ليتحول "ميك آب" في مصر فجأة إلى رمز لمواجهة العنف ضد المرأة.

https://p.dw.com/p/1HRQy
Ägypten Kampagne Hope Drop Gewalt gegen Frauen
صورة من: Rana Khalil

في إطار حملة الـ16 يوما الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة، أطلقت في مصر حملة "قطرة أمل" على موقع "انستغرام" لمساندة المرأة على مواجهة العنف. ومن خصوصية هذه الحملة التي أطلقتها المدونة رنا خليل مع شروق القصبي خبيرة التجميل، أنها تتضمن أفكارا مبتكرة تعالج هذه الإشكالية المعقدة، وذلك من خلال عرض صور توضح المعاناة التي تتعرض لها المرأة المعنًفة باستخدام "الميك آب".

وصرحت المدونة رنا خليل لمواقع إعلامية مصرية أنها أرادت مع شروق القصبي والمصور شريف يمني إبتكار طريقة مختلفة لدعم المرأة بعيدا عن الندوات التقليدية التي تعالج القضية.

الصور رمز للعنف

وفي حوار لـDW عربية تقول رنا خليل، "إن هدف الحملة هو التوعية في أكبر بلد عربي يعاني من ظاهرة تعنيف المرأة والتحرش اللفظي"، موضحة أن الحملة صيغت على ثلاثة أجزاء. يظهر الجزء الأول زوجة تعرضت إلى التعنيف من قبل زوجها وصور لفتاة ترتدي فستانا أبيضا من تصميم زهير مراد، مصمم الأزياء اللبناني، وهي تتعرض للضرب المبرح في أماكن مختلفة". وتابعت رنا خليل أن هذه الصور تجسد ما يعتقد أنه "ضرب بسيط"، لكنه في واقع الأمر "يتسبب في ألم بليغ يتفاقم مع مرور الوقت". ويتطرق الجزء الثاني والثالث لجرائم الاغتصاب والتحرش اللفظي.

وتؤكد رنا خليل أن الحملة لا يمكنها تقديم حلول لمواجهة ظاهرة تعنيف النساء، شأنها في ذلك شأن "الإعلام الذي ليست مهمته طرح الحلول بل تسليط الضوء على القضايا، فيما يبقى المجتمع هو المسؤول عن تقديم الحلول".

في ذات الوقت أشادت رنا خليل على تحسن وضع المرأة في مصر بعد التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تلزمها على احترام حقوق المرأة وحمايتها، إضافة إلى ظهور وزيرات ونائبات في البرلمان، وإنشاء شرطة نسائية يمكن اللجوء إليها. غير أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق "الدولة والمجتمع معا، وإن كان على الدولة أن تكون الأسرع في اعتماد قوانين تحمي المرأة من جرائم الاغتصاب وغيرها".

"الميك آب" ضد التعنيف

ولقيت حملة "قطرة أمل" صدى إيجابيا لدى العديد من القوى المجتمعية، إذ أعرب عدد من الصحفيين عن دعمهم لها عبر تنظيم وقفة سلمية تحت شعار "ماتسكتيش" في 22 ديسمبر الجاري. وتقول الصحفية آية حسني، أحد منظمي الوقفة لـDW عربية، "أعجبتنا فكرة التعبير عن العنف بالمكياج لأنها تحمل رسالة بسيطة مفادها أن التجميل سلاح ضد أي عنف نواجهه". وتابعت " لا تكفي مواقع التواصل الاجتماعي، بل يجب النزول إلى الشارع لممارسة مزيد من الضغط خاصة مع تزايد حالات التعنيف الأسري في مصر". وأضافت الصحفية أنه "أخيرا سنقول للنساء المعنفات اللواتي يلزمن الصمت ويرفضن اعتماد الإجراءات القانونية ضد أزواجهن، عليهن استخدام المكياج كتعبير رمزي ضد العنف".

وتحكي السيدة ن.ع، التي رفضت ذكر اسمها حفاظا على الخصوصية، عن معاناتها اليومية وتقول "للأسف زوجي لا يصرف عليّ أو على الأولاد، ولهذا أنا مجبرة على العمل، والأسوأ من ذلك أنه يطالبني بأخذ الميراث من أهلي رغم أنهم على قيد الحياة". ورغم أنها فكرت في الطلاق العديد من المرات، إلا أنها الأصدقاء والأهالي نصحوها بغير ذلك من أجل مصلحة الأولاد، تقول السيدة ن.ع.

وتابعت الأخيرة والدموع في عينيها: "يغتصبني وأنا أشعر بالغثيان وأنا على السرير. كما أنه يضربني ضربا مبرحا". وأضافت السيدة أنها تخون زوجها وعلى علاقة برجل آخر رغم أنها تعرف تماما "أن ذلك خطأ، لكن لا أحد يشعر بمعاناتها". وتوقفت لدقائق لتعاود الحديث: "ضربني اليوم ومزق ملابسي. أريد الهرب لكن لمن سأترك أولادي؟!". وفي ختام حديثها طالبت فريقDW عربية بنشر قصتها أملا في إيجاد حلول عملية للعنف ضد المرأة.

Ägypten Kampagne Hope Drop Gewalt gegen Frauen
صورة من: Rana Khalil

غياب مراكز لحماية المعنفات

وفي ذات الإطار، تشكو الناشطة الحقوقية نرمين البحطيطي، مدير عام مبادرة "ابدأ"، من أن التشريعات الخاصة بحماية المرأة في مصر بأنها "مجرد حبر على ورق". وتقول لـ DW عربية إنه "من خلال تجاربي الشخصية وتواجدي في أكثر من محافظة، أؤكد بوجود ضعف في رعاية المرأة". وتحكي عن تجاربها قائلة: "كان لدي ملجئ يستقبل نحو 15 حالة في محافظة الشرقية شهريا. وبعد إغلاقه تفاقمت الأمور لدرجة أصبحت فيها مجبرة على استقبال الضحايا في منزلي".

وهنا تقول الناشطة، إن الأمر يتعلق بضحايا التعنيف من النساء أو الخارجات من السجن. وهناك من تعرضن لحالات اغتصاب من قبل آباءهن، ما يلزم إيجاد مسكن آخر لهن في محافظات أخرى، حيث يبدأن حياة جديدة. وتضيف الناشطة الحقوقية أنها تناضل من أجل حث السلطات على بناء مراكز توفر الحماية الأمنية للنساء. أما بيتها، فيعرف الجميع أنه تحول إلى ملجأ للمعنفات، ما يعرض حياتها وحياة النساء الأخريات للخطر. وباستياء تقول نرمين البحطيطي "نحن نعيش في مناطق ريفية من المفترض أن تكون فيها الأسر متماسكة".

وتعقيبا على حملة "قطرة أمل"، أعربت الأخيرة عن إعجابها بالحملة ورغبتها في التعاون مع القائمين عليها، لكنها في الوقت ذاته أكدت أن "الصور لا تكفي، فمن الضروري أن تكون هناك أرقام استغاثة أيضا".