1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في غياب الأفق السياسي ـ إقبال فلسطيني على المهرجانات

٥ أغسطس ٢٠١٠

يتدفق الفلسطينيون في الضفة الغربية، في أشهر الصيف، على المسارح المختلفة لمشاهدة عروض فنية لفرقهم المحلية وكذلك لفرق عربية وعالمية، تشارك في المهرجانات الفنية والموسيقية التي تنظمها مراكز ومؤسسات ثقافية وفنية فلسطينية.

https://p.dw.com/p/Oaiz
تعتبر بوني إم أشهر الفرق الأجنبية المشاركة في مهرجانات رام اللهصورة من: AP

تبدو هذه المهرجانات كمتنفس للفلسطينيين الذين يعيشون إحباطا لغياب أفق الحل السياسي. وتخلق مشاركة فرق عربية وأجنبية في هذه المهرجانات تواصلا فلسطينيا مع الفن في المنطقة والعالم، وتفاعلا مع تنوع وتجدد الإبداع في الغناء والموسيقى والرقص. وقد أثارت مشاركة مطربين وفرق فنية عربية جدلا لم يحسم، نظرا لاعتبار جهات عربية هذه المشاركة بمثابة تطبيع مع إسرائيل، إذ أن على كل من يتوجه إلى الضفة الغربية المرور عبر البوابة الإسرائيلية.

ويأتي رد المنظمين والمشاركين سريعا وهو بأن الفنانين يعرضون أعمالهم لجمهور فلسطيني وأن من حق هذا الجمهور التواصل مع الفن العربي. علما بان بعض الفرق والفنانين العرب لم تسمح لهم السلطات الإسرائيلية بالعبور إلى الضفة الغربية.

مهرجانات تتزاحم على جمهور متعطش

Kulturfestival im Westjordanland 2010
تشهد هذه المهرجانات إقبالا جماهيريا منقطع النظيرصورة من: DW

تغص وسائل الإعلام المحلية بإعلانات عن برامج وعروض الفرق المختلفة، كما تظهر لافتات كبيرة في شوارع المدن والبلدات، تروج لمهرجانات الصيف وتسمي الفرق المشاركة وتواريخ عروضها. لكن أهم هذه الفعاليات هو مهرجان فلسطين الدولي الثاني عشر، الذي اختار الافتتاح في قصر رام الله الثقافي، ويقف وراءه مركز الفن الشعبي.

هذا المركز هو مؤسسة محلية تعمل منذ ثمانينات القرن الماضي على جمع وتطوير الفن الشعبي والتراث الفلسطيني، ويوفر ميدانا لتعليم الدبكات والرقص الشعبي والمعاصر للجنسين من جميع الأعمار. وقد أسس المركز فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي قدمت عروضا متميزة كالعرس الفلسطيني ومرج ابن عامر وزغاريد وغيرها، وهي تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الفلسطينيين، وقدمت عشرات العروض في الدول العربية وأمريكا وأوروبا.

توافد المشاهدون من كافة أنحاء الضفة الغربية لحضور حفل الافتتاح الذي بدأته فرقة الفنون الشعبية بعرض ألهب حماسة من حالفهم الحظ بحضوره، فيما شوهد العشرات في الشوارع المحيطة ممن لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر، يرددون الأغاني من بعيد. وفي الليلة ذاتها جاء دور فرقة ليجاسي للرقص من جورجيا لتكون أول فرقة أجنبية تشارك في مهرجان العام الحالي. ولقيت لوحاتها الراقصة تذوقا عاليا وتفاعلا من جمهور المشاهدين.

جدل حول مشاركة الفرق العربية

كان مركز الفن الشعبي، منظم المهرجان، قد وجه دعوات للعديد من الفرق العربية والعالمية، لكن بعضها لم يتمكن من الحضور بسبب العراقيل الإسرائيلية أو بسبب خوف الفرق الفنية والمطربين في الدول العربية من اعتبار مشاركتهم تطبيعا مع إسرائيل، كونهم يمرون عبر البوابة الإسرائيلية. وإلى جانب فرق فلسطينية محلية، تعتبر فرقة بوني إم البريطانية أشهر الفرق الأجنبية المشاركة، إضافة إلى ليجاسي الجورجية وفرقة دي مرسيا للفلامنجو الاسبانية وفرقة رام الأردنية والمغني الجزائري الشاب فضيل ومغنية الهيب هوب الفلسطينية المقيمة في الخارج شادية منصور.

Kulturfestival im Westjordanland 2010
المغني الجزائري الشاب فضيل في إحدى الحفلات في رام اللهصورة من: DW

مديرة المهرجان إيمان الحموري اعتبرت مشاركة الفرق العالمية والعربية "تعبيرا عن تضامن عميق وأصيل مع الشعب الفلسطيني"، فهذه الفرق، كما تقول الحموري، "لا تشارك من أجل جني الأموال بل من أجل قضية فنية وسياسية، وهي دعم الشعب الفلسطيني في سعيه للحرية والاستقلال". وشددت على أن "المهرجان يعزز المشهد الثقافي الفلسطيني ويكسر روتين الكآبة واليأس ويبث البهجة في صفوف الفلسطينيين".

وحول مقاطعة بعض العرب للمهرجان، أملت الحموري "في أن يشارك عدد أكبر من الفنانين العرب في المهرجانات الفلسطينية للإسهام في كسر الحصار الفني والثقافي المفروض على الشعب الفلسطيني".

فعاليات موسيقية وغنائية تعم الضفة

تتوالى العروض في المهرجانات المختلفة في بيت لحم والخليل وجنين وقرى عابود غرب رام الله وفرخة قرب نابلس، ولم يغب الحضور الكثيف والحماسة عن جمهور المشاهدين في كافة العروض، فتوافد الفلسطينيون واستمتعوا بفقرات فنية وتفاعلوا لا مع الفرق المحلية فحسب بل ومع الفرق العربية والأجنبية أيضا ما أثار ارتياحا عميقا لدى المنظمين ولدى أعضاء هذه الفرق.

فرقة رام الأردنية التي قدمت عروضا مختلفة، حظيت بحضور جارف، ما اعتبره طارق الناصر مدير الفرقة، نجاحا لتجربة دمج الموسيقى التصويرية في الأعمال الدرامية. وقال إنه "يأتي للمرة الأولى إلى فلسطين ويأمل أن يعود مجددا لما شعر به من سعادة مع الجمهور الفلسطيني". مؤكدا على أنه "لا يرى في مشاركة فرقته تطبيعا مع إسرائيل، فالفعاليات تقام في فلسطين والجمهور فلسطيني".

عبد الكريم سمارة ـ القدس

عبد الرحمن عثمان