في صور.. حوادث تدافع حولت احتفالات إلى فواجع
تذهب الجماهير إلى فعاليات موسيقية أو رياضية أو حتى دينية على أمل الترويح عن النفس، غير أنه أحيانا تنقلب الأمور إلى ضدها ويتحول الاحتفال إلى مأساة بسبب حوادث التدافع. في صور: حوادث مؤلمة وأحدثها بالجزائر.
الجزائر.. رحيل مرددي أغنية "الحرية"
جاؤا ليفرحوا ويرددوا أغنية "الحرية"، التي أهداها لهم ابن بلدهم، نجم الراب الجزائري المقيم في فرنسا سولكينغ، فحدث تدافع ووقعت المأساة في ملعب "20 غشت" ببلدية بلوزداد بالجزائر مساء الخميس (22 أغسطس/ آب 2019). كان المعلب يستعد لحفلة سولكينغ وكانت هناك جماهير غفيرة وطوابير وحواجز، وقبل انطلاق الحفل بساعة وقع تدافع عند أحد المداخل فقتلت فتاتان وثلاثة فتيان وجرح 100 آخرون على الأقل، حسب الدفاع المدني.
ألمانيا.. مأساة المشاركين في "مسيرة الحب"
التدافع لا يقتصر على البلدان النامية، فدولة مثل ألمانيا شهدت تدافعا أدى إلى مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين. وقعت الكارثة في دويسبورغ في 24 يوليو/ تموز 2010، أثناء ما تعرف بـ"مسيرة الحب"، وهي مسيرة لعشاق "موسيقى التكنو" كانت تقام سنويا منذ 1989، وبلغ عدد المشاركين فيها عام 1999 نحو 1.5 مليون شخص. لكن بعد بعد كارثة دويسبورغ تم إلغاء المسيرة.
بيرو تشهد أكبر تدافع في ملاعب الكرة
غير أن أعداد القتلى في التدافع في ملاعب الكرة أكبر منها في الحفلات الموسيقية. وكانت ليما عاصمة بيرو قد شهدت في 24 مايو/ أيار 1964 أكبر مأساة لجماهير الكرة حتى الآن. فقبيل نهاية مباراة بيرو والأرجنتين في التصفيات المؤهلة لدورة طوكيو الاولمبية نزلت الجماهير أرض الملعب وردت الشرطة بقنابل الغاز فوقع ذعر وتدافع أدى إلى مقتل نحو 350 شخصا وإصابة ما بين 500 و1000 شخص.
مصر.. كارثتان لن تنساهما جماهير الكرة
شهد ملعب بورسعيد أسوأ كارثة في تاريخ الكرة المصرية. ففي الأول من فبراير/ شباط 2012 اقتحمت جماهير نادي المصري البوسعيدي الملعب واعتدت على جماهير النادي الأهلي، فوقع تدافع أدى إلى مقتل 72 من الشباب المصري، معظمهم من جماهير الأهلي. وبعدها بنحو أربعة أعوام (8 مارس/ آذار 2015) وقع تدافع بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة بين جماهير الزمالك قبل مباراة الزمالك وإنبي بالدوري المصري فقتل 22 من مشجعي الزمالك.
منى.. عندما تحولت ملابس الإحرام إلى أكفان
التدافع لا يقتصر على الحفلات والمباريات فالتجمعات الدينية تشهد حوادث أيضا. فأثناء مناسك الحج وقع تدافع في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2015 في مشعر منى، هو الأسوأ في التاريخ الحديث للحج. وصحيح أن السعودية ذكرت بعدها بيومين أن عدد القتلى 769 على الأقل، غير أن وكالة فرانس برس أحصت 1753 قتيلا أغلبهم من إيران ومصر ونيجيريا وإندوسيا، وفقا لأرقام نشرتها 31 دولة عن مواطنيها المفقودين في تلك الكارثة.
الحجاج الهندوس ضحايا للتدافع أيضا
الحج الهندوسي على نهر الغانغ كل 12 عاما والمسمى "كومبه ميلا" هو أكبر تجمع ديني في العالم فقد حضره مثلا 25 مليون شخص عام 2001. واتساع المكان لا يجعل للتدافع أثرا كبيرا غير أنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حدث تدافع في احتفال ديني هندوسي بمعبد راتانغر بوسط الهند أودي بحياة 90 شخصا على الأقل، وفقا للشرطة الهندية.
غالبا ما تمر الأمور بسلام
لحسن الحظ تنتهي معظم الفعاليات الدينية والفنية والرياضية كالحفلات الموسيقية أو مباريات كرة القدم بدون حوادث مؤذية، رغم حضور جماهيري كبير قد يصل لعشرات الآلاف. فتستمع الجماهير بنجومها المفضلين ويعودون إلى منازلهم تغمرهم السعادة ويملاهم الحماس، مثلما هو الحال هنا في حفلة بمدينة دارمشتات الألمانية. إعداد: صلاح شرارة