1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في زمن الربيع العربي: "الشباب يريد تغيير نظام التعليم"

٣٠ يونيو ٢٠١٢

يرى بعض الخبراء أن الثورات العربية لابد وأن تستكمل بثورة تعليمية تحرر عقول الشباب العربي وتطلق حرية التفكير والإبداع. فهل يقوم الشباب بثورة على المناهج الدراسية المتقادمة؟ برنامج شباب توك حاول الإجابة عن هذا السؤال.

https://p.dw.com/p/15Nio
صورة من: picture-alliance/dpa

عملت أنظمة الحكم الاستبدادية في بلدان عربية عديدة على تكريس ثقافة التلقين والحفظ بدلا من الفهم وحرية التفكير وتكوين الرأي بصورة مستقلة ومبدعة بل وعملت هذه الأنظمة في بلدان كمصر وتونس على تكريس الولاء لها من خلال نظام التعليم، فهل تهب رياح التغيير على نظم التعليم في دول الربيع العربي؟ هذا ما ناقشه برنامج شباب توك خلال منتدىDW الإعلامي الدولي في مدينة بون والذي تمحورت فعالياته حول قضايا الثقافة والتعليم ودور الإعلام.

"إن التعليم هو الحل لإحداث تغيير أكثر استدامة في الدول العربية من خلال الاستثمار في عقول الشعوب"، هذا ما تراه حنان بدر، المدرسة المساعدة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة والباحثة في مجال الاتصال، موضحة أن واحدة من أكبر مشاكل التعليم في مصر هي عدم وجود إرادة سياسية لتطويره "لأن أي نظام سلطوي يخشى التعليم". وأضافت أن الخلل في نظام التعليم المصري متعدد الجوانب لأنه ليس مرتبطاً فقط بالمناهج التعليمية، بل متعلق أيضا بالبنية التحتية للعملية التعليمية وتكدس الفصول وتدني رواتب المدرسين، الأمر الذي ينعكس في رأيها على دافعيتهم للعمل.

وترى حنان بدر أن تغيير نظم التعليم، يبدأ بإرادة سياسية حقيقية لتحسين الأوضاع في العالم العربي ويحتاج الأمر في رأيها إلى ضخ مزيد من الأموال في النظام التعليمي، لتحسين البنية التحتية من ناحية ولتحسين وضع المدرس من ناحية أخرى، ليذهب إلى عمله وهو سعيد، وبالتالي يمكنه أيضاً أن يعكس هذه السعادة على تلاميذه.

"على المدرس أن يعود إلى دوره الملهم بالنسبة للطلاب"

وتضيف في هذا السياق: "المشكلة تكمن أيضاً في انتشار الحفظ والتلقين أكثر من التركيز على الإبداع وتطوير مواهب الطلبة. المطلوب من المعلم أن يعود إلى دوره الملهم بالنسبة للتلاميذ، وأن يساعد الطلاب على أن يحققوا ذواتهم وعلى أن يطلقوا إمكانياتهم وتحضيرهم للحياة العملية فيما بعد وليس أن يخلق المدرس نسخاً أخرى منه".

وتوضح بدر أن المشاكل التعليمية لا تشمل كل فئات الشعب المصري، إذ أن المشاكل التي يصادفها الطفل الفقير أكثر كثيرا من تلك التي تواجه أبناء الطبقات العليا، وبالتالي فالمدارس الحكومية هي المحتاجة بالفعل لتركيز أكبر في عملية التطوير التعليمي، لأن نسب التسرب من المدارس تزيد بشكل كبير لدى الأسر الفقيرة التي تجبر الأطفال على العمل للمساعدة في تحمل أعباء الحياة. وتشدد حنان على أن تطوير نظم التعليم هو مسؤولية الدولة في المقام الأول، وأن الضرائب التي يدفعها المواطن يجب أن تعود عليه بالفائدة بمثل هذه الخدمات.

ويتفق المدون والناشط السياسي التونسي أنيس أيادي مع بدر، موضحاً أن تونس تعاني من نفس المشاكل ولكن ربما بشكل أقل من مصر، ويوضح في هذا الإطار أن "التعليم في تونس ليس كارثياً كما هو الحال في بقية البلدان العربية". لكنه يرى أن المشكلة الأساسية في قطاع التعليم في الدول العربية هو أنه لا يحضر الطالب بما فيه الكفاية للحياة العملية. ويشير إلى أن الثورة التعليمية لم تصل بعد إلى الدول العربية، وإن كانت في رأيه الثورة الأهم: "لأن إصلاح التعليم هو الخطوة الأولى للوصول لثورة فكرية." ويضيف أنه يرى أن إحدى أكبر المشاكل التي تمنع الطالب العربي من التطور هي أن التلميذ لا يشعر بالسعادة في المدرسة، ما يضعف رغبته في التعلم لأن الوسائل المتاحة في الفصول قديمة وغير محفزة للطالب. كما أن نظام التعليم في المدارس العربية عادة ما يرتكز على فكرة الخوف من المعلم وهو أمر لا يساعد في التعلم. ويشدد على أن "دور المدرسة ليس تعليمياً فقط، فالمدرسة يجب أن تؤسس إلى مرحلة فكرية ثقافية تجعل الشعوب تتقدم".

الشباب الألماني أيضاً يريد تغيير نظام التعليم

من جانبها، تعلق الصحفية الألمانية بتينا مالتر على هذه النقطة قائلة: "نسمع دائماً من خبراء التعليم وعلم النفس أنه من غير الممكن تعليم الطفل إلا إذا أحب التعلم. والطفل بالفطرة لديه هذا الحب وما علينا سوى أن ننعش هذا الشيء وندعمه. الطفل يود في الأساس أن يتعلم". الصحفية الألمانية مهتمة بقضايا التعليم، وهي من أشد المنتقدين لنظام التعليم الألماني وتطالب في كتابها الذي يحمل عنوان: "ماذا تظنون أنكم تعلموننا؟" بإحداث ثورة حقيقية في نظام التعليم الألماني. ورغم أن الكثيرين ينظرون للنظام التعليمي الألماني على أنه مثال يحتذى به، إلا أن الصحفية الشابة ترى أن كون ألمانيا دولة صناعية ناجحة لا يعني بالضرورة أن نظامها التعليمي جيد. وتضيف أن الطرق التربوية المتبعة في ألمانيا ليست معاصرة، كما أنها تضع الطالب في رأيها في سباق دائم، يجعله غير قادر على التقدم بشكل جيد، وترى أن هذا النظام يكرس الفجوة بين الطلبة المتفوقين والطلبة الذين يعانون من ضعف في بعض المجالات.

"بدون تعليم يفقد الربيع العربي أحد ركائزه الأساسية"

وكان لمستخدمي صفحتنا على الفيسبوك آراء عديدة حول قضية التعليم، وقال Rafat A. Al Khateeb: "إذا لم تتغير البنية التعليمية فإن الربيع العربي يكون قد فقد أحد ركائزه وأهدافه الأساسية. المشكلة ثقافية في العمق". أما علي القيسي فعلق قائلاً: "أريد أن أرى كتاباً مدرسياً لا توجد فيه صورة الزعيم والرئيس البطل والشجاع والرحيم وخطاباته الكاذبة عن الوطنية وحبه للشعب وما أن ينادي الشعب مطالباً بالحرية والكرامة حتى يشهر الزعيم سيفه ويفتك بالشعب". أما Lolo Lool فيخشى من المستقبل قائلاً: "في عصر الإخوان لا يوجد تعليم.. هو تكرار للعصر الماضي".

ويرى هشام بركات أن أهم شيء هو "رفع ميزانية التعليم والبحث العلمي مثلما تفعل الدول المتقدمة". بينما يعتقد محمد عبد الحليم أن "انتقال المجتمعات إلى الديمقراطية لابد أن تصاحبه نهضة تعليمية شاملة ونقلة نوعية في التعليم من أسلوب التلقين والحفظ إلى أسلوب التحليل والتفكير النقدي وإعمال العقل". ويختلف معه محمد عبد الوهاب إذ يقول: "ليست المشكلة في ثقافة التلقين والحفظ بل أعمق من ذلك، والتساؤل هو ماذا تتعلم الأجيال ولماذا؟ وهناك مشكلة أخرى هي أن أنظمة الحكم الاستبدادية عبر القرون الماضية استطاعت أن تنفذ إلى تغيير مفاهيم القرآن والشرائع السماوية والتي جاءت كلها لنبذ المستبدين والظالمين وتم تغيير ذلك باسم الدين لتصبح طاعة الحكام المستبدين واجباً دينياً". ويقول soufiane Hamdi: "يمكننا أن نتحدى كما تحدت كوريا الجنوبية اليابان بمنظومتها التربوية والآن نرى النتائج على أن الواقع".

سمر كرم

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات