1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

في حالة إدانته.. هل يعود ترامب لحكم أمريكا ومن خلف القضبان؟

كارلا بلايكر
٤ يناير ٢٠٢٤

تلاحق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قضايا ومحاكمات في وضع غير مسبوق لرئيس أمريكي سواء في منصبه أو بعد مغادرة المنصب. ورغم ذلك يعتزم العودة إلى البيت الأبيض. فهل سيكون فوزه في الانتخابات الرئاسية مفاجأة عام 2024 ؟

https://p.dw.com/p/4aIVv
رغم الملاحقات القضائية، إلا أن دونالد ترامب يبدو حازما في العودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى
رغم الملاحقات القضائية، إلا أن دونالد ترامب يبدو حازما في العودة إلى البيت الأبيض مرة أخرىصورة من: Andrea Renault/ZUMA/picture alliance

شهد عام 2020 أحداثا فريدة مازالت عالقة في أذهان العالم من شرقه إلى غربه وفي مقدمتها جائحة كورونا، لكن أيضا تربع ألبوم المغنية الأمريكية تايلور سويفت على عرش الإيرادات، والتنافس الشرس بين جو بايدن ودونالد ترامب على الرئاسة الأمريكية.

 ويبدو أن عام 2024 سيكون شبيها إلى حد ما مع ما تكرر قبل أربع سنوات.

فرغم أن الجمهوريين لم يحسموا قرارهم بعد بشأن مرشحهم الذي سيخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، لكن من المرجح بشكل متزايد أنه يكون الرئيس السابق دونالد ترامب مرشح الحزب مرة أخرى.

وفي حالة ترشحه وفوزه، سيكون ترامب ثاني رئيس أمريكي ينتخب لفترتين غير متتاليتين بعد الرئيس غروفر كليفلاند، الذي فاز بمنصب الرئيس لفترتين غير متتاليتين بين عامي 1885 و1889 وبين عامي 1893 و1897.

وتشير استطلاعات الرأي  إلى تقدم ترامب على المرشحين المحتملين من الحزب الجمهوري وفي مقدمتهم حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، ومندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة وحاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هالي.

نجاة ترامب من العزل

ويعد ترامب الرئيس الأمريكي الوحيد الذي واجه إجراءات تمهد لعزله مرتين من قبل مجلس الشيوخ إذ في عام 2019 جرى اتهامه من قبل مجلس النواب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.

هل ستكون انتخابات عام 2024 تكرارا لسباق عام 2020 بين ترامب وبايدن؟
هل ستكون انتخابات عام 2024 تكرارا لسباق عام 2020 بين ترامب وبايدن؟صورة من: Chip Somodevilla/AP Photo/picture-alliance

وفي عام 2021 قام مجلس النواب باستجوابه تمهيدا لعزله للمرة الثانية على أساس التحريض على التمرد، بيد أنه تمت تبرئته من مجلس الشيوخ.

وبموجب الدستور الأمريكي، فإنه في حالة إدانة مجلس الشيوخ للرئيس فإنه سيتم عزله في منصبه في خطوة تمهد الطريق أمام فقدانه "الأهلية وعدم جدارته لتولي أي منصب شرف أو يدر ربحا أو يقتضي ثقة في الولايات المتحدة مرة أخرى."

وعلى وقع ذلك، فإن مساءلة ترامب مرتين من قبل مجلس النواب لا تشكل عائقا قانونيا أمام خوض الغمار الانتخابي مرة أخرى، لكن الرئيس الأمريكي السابق يواجه أيضا سلسلة من المحاكمات. فهل ستشكل عائقا أمام طموحه الرئاسي؟

وقبل أسبوع واحد رفضت محكمة ميشيغان العليا طلباً لاستبعاد دونالد ترامب من قائمة المرشحين للانتخابات التمهيدية في الولاية المتأرجحة العام القادم على خلفية دوره في أحداث الكابيتول في 2021.  

وجاء القرار بعد أسبوع على استبعاد محكمة كولورادو العليا ترامب من الانتخابات التمهيدية على خلفية أحداث الكابيتول.  وطلب ترامب الأربعاء من المحكمة العليا إبطال قرارالمحكمة العليا بكولورادو. بينما جدد قرار محكمة ميشيغان العليا آماله ومؤيديه في مواصلة سباق الانتخابات الرئاسية.

"اغتصاب وتشهير وعرقلة سير الانتخابات"

وتشمل  المحاكمات  التي من المقرر أن يواجهها ترامب في عام 2024 قضية احتيال مالي تهدد الإمبراطورية العقارية لعائلته وأيضا قضيتي تحرش وتشهير ضد الكاتبة جين كارول حيث قضت محكمة في نيويورك بمسؤولية ترامب في قضية التشهير لوصفه اتهامات الكاتبة له باغتصابها بأنها "خدعة وكذبة".

وأصدرت هيئة محلفين في نيويورك حكما بتغريم ترامب ملايين الدولارات كتعويض عن انتهاك جنسي، بينما رفضت الهيئة تهمة الاغتصاب الموجهة إليه.

ومن المفترض أن تحدد المحاكمة المقبلة المبلغ الذي سيتعين عليه أن يدفعه لصالح جين كارول مقابل التشهير بها.

وتعد هذه القضية واحدة من قضايا تتعلق بسلوك ترامب رُفعت ضده بعد خسارته الانتخابات الرئاسية الماضية والتي فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن.

ويُضاف إلى سيل القضايا توجيه 37 تهمة فيدرالية ضد ترامب لاتهامه بالكذب والتخطيط للاحتفاظ بعشرات الوثائق السرية التي نقلها إلى مقر إقامته في فلوريدا بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021، فيما وجهت هيئة محلفين كبرى اتهامات ضد ترامب و18 آخرين في ولاية جورجيا بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وبغض النظر عن نتائج مسلسل الدعاوى القضائية ضد ترامب، إلا أنه لن يفقد أهليته للترشح للرئاسة في ضوء أن الدستور الأمريكي لا يضع حدودا للإدانات الجنائية التي قد تصدر ضد المرشحين للانتخابات الرئاسية.

وفي مقابلة مع DW، قالت لورا ميريفيلد ويلسون، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة إنديانابوليس، إن هناك العديد من الحجج "حول ما إذا كان المرشح الرئاسي  المتهم أو المتورط في قضية قانونية جارية يجب أن يستمر في الترشح لمنصب الرئاسة، لكن هذه الأمور تستند إلى الأخلاق وحسن التقدير والأفضليات وليس القوانين أو العقبات الإجرائية".

قالت تقارير صحافية إن مسؤولي "اف بي آي" قاموا بتفتيش منزل ترامب في منتجع مارا لاغو بحثا عن وثائق نووية
قالت تقارير صحافية إن مسؤولي "اف بي آي" قاموا بتفتيش منزل ترامب في منتجع مارا لاغو بحثا عن وثائق نوويةصورة من: U.S. Justice Department/Handout/REUTERS

رئيس من خلف القضبان؟

ومن المفارقة أنه في حالة إدانة ترامب في قضية الاحتفاظ بعشرات الوثائق السرية من قبل محكمة بولاية فلوريدا، فسوف يترتب على ذلك عدم السماح له بالتصويت في الولاية، لأن المدانين يفقدون هذا الحق، لكن ورغم ذلك يحق لترامب الترشح لأعلى منصب في البلاد.

وحتى في حالة صدور حكم ضده بالسجن، فلن يتعارض ذلك مع ترشيحه، بيد أنه في حالة فوزه بالانتخابات، فلا يُعرف كيف ستسير الأمور إذ كان خلف القضبان؟

وفي مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، كتب اروين تشيميرينسكي، خبير القانون الدستوري في جامعة كاليفورنيا، "نحن بعيدون جدا عن أي شيء عاصرناه في الماضي.. الأمر ليس سوى تخمينات."

القاعدة المخلصة لترامب

ويقول الخبراء إنه من الناحية القانونية، فإن المحاكمات لا تضر بتطلعات ترامب الرئاسية، لكن ما تأثير ذلك على قرار الناخبين من أنصاره؟

في مقابلة مع DW، قال كريستوفر فيديريكو، أستاذ العلوم السياسية وعلم النفس السياسي في جامعة مينيسوتا، إن الناخبين المستقلين "لن يدعموه بسبب قناعاتهم الجلية إزاء ترامب، لكن لا أعتقد أن أي إدانات قد تصدر ضده سوف تضره بقاعدته الرئيسية داخل الحزب الجمهوري".

من جانبه، شدد هوارد لافين وهو أيضا عالم في مجال النفس السياسي في جامعة مينيسوتا، على أن التهم الجنائية لم تلق بظلالها على أنصار ترامب، "بل العكس ما تحقق".

وأضاف في مقابلة مع DW أنه "في كل مرة يتم توجيه اتهام جديد ضد ترامب، فإن ذلك يعزز من حصيلته التصويتية من الناخبين لأن ترامب نجح في الترويج بأن كافة التهم ضده بدافع الانتقام منه".

العزف على وتر مخاوف بعض الفئات

يؤكد فيديريكو ولافين أن ترامب مازال بارعا "بصورة حدسية في التواصل مع قاعدة ناخبيه خاصة بين البيض الذين لا يحملون شهادة جامعية والرجال المحافظين سواء من السود أو من أصول لاتينية إذ يجعلهم يشعرون بأنه مثلهم وبالتالي يتفهم غضبهم وخوفهم من أن تتخلى عنهم النخبة الحاكمة في واشنطن."

وأشار لافين إلى أن الإصلاحات الاجتماعية المتعلقة بقضايا النوع الاجتماعي وتعزيز المساواة والشمولية قد أذكت هذه المخاوف.

وأضاف "أن تكون من بين متبايني الجنس فهذا ليس أفضل من أن تكون من مثلي الجنس. وكونك رجلا لا يمنحك مكانة الرجال كما كان في السابق. البيض يتناقصون كنسبة سكانية بين باقي سكان البلاد، وستصبح أمريكا بلدا يعيش فيها المسيحيون كأقلية.. هذا كله من قبيل ما يُروج له بين غالبية الرجال المسيحيين البيض الأمريكيين.".

وقال "يشعر الكثير منهم أن مكانتهم الاجتماعية تتضاءل. ويبدو أن ترامب  قادر على التركيز بشدة على هذه المخاوف".

وأشار خبراء آخرون إلى أن قاعدة أنصار ترامب الأساسية تريد أن تشعر بأنها ممثلة في السلطة إذ يعتقدون أن ترامب سيناضل من أجل إعادة مجدهم السابق و"جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ما يعني أنهم لا يلقون بالا لأي إدانات جنائية محتملة ضد ترامب.

وفي ذلك، قالت لورا ميريفيلد ويلسون، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية بجامعة إنديانابوليس، "لا أعتقد أن أنصار ترامب  سيديرون ظهورهم له حيث إنهم سيظلون مخلصين له ليس فقط دفعا عن شخص ترامب وإنما للتمثيل الأسطوري الذي برع فيه".

أعده للعربية: محمد فرحان