1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في تورنجن ـ فنان تشكيل الزجاج مويزل يستمد فنه من عراقة وثقافة ولايته

كلاوديا جراينر باختر/ إعداد: سمر كرم٢٩ أكتوبر ٢٠٠٨

ولد فولفجانج مويزل، صانع الزجاج والفنان في تشكيله، في مدينة لاوشا الواقعة في ولاية تورنجن وبقى فيها طوال حياته، وارتبط بجذوره الثقافية وأحب مهنته والوجبات الشهية التي تتميز بها ولايته تورنجن.

https://p.dw.com/p/FiJV

فولفجانج مويزيل، البالغ من العمر 71 عاماً، يلف بحرص قضيبين زجاجيين فوق الشعلة الزرقاء الصغيرة. الهواء داخل الورشة خانق، لكن مويزيل، مشغل آلة نفخ الزجاج والفنان المبدع، معتاد عليه. وبالرغم من يديه القويتين، إلا أنه يستطيع تشكيل الزجاج بحرفية ومهارة، فبإمكانه أن يشكل المنقار البالغ الصغر ليكمل به تمثال الأوزة الزجاجي الصغير، وقد سبق له أن صنع المئات من هذه الأشكال.

لاوشا مسقط رأس مويزل ومركز لفن صناعة الزجاج

Deutschland-Portal Thüringen Wolfgang Meusel
فولفجانج مويزيل، صانع الزجاج الفنانصورة من: Claudia Greiner-Pachter

أنهى فولفجانج مويزل تدريبه المهني كمشغل آلة نفخ الزجاج عام 1953، لكنه لم يكن يريد الاكتفاء بالعمل التقني في المعمل، بل كان يريد أن يصنع فناً من الزجاج. وقرر الشاب المولود في مدينة لاوشا، المشهورة بصناعة الزجاج أن يبقى في مسقط رأسه، فهو لم يكن يريد الانتقال إلى مدينة "غريبة"، على حد قوله. فلاوشا هي مدينته ومدينة أسرته، كما أنها مركز فن الزجاج.

ومنذ أكثر من 400 عام، يتم تحويل الرمال البلورية وكربونات البوتاسيوم إلى زجاج، في هذه المدينة الصغيرة الواقعة في غابات ولاية تورينجن. وقد ورث مويزيل حب صناعة الزجاج من والدته، ويروي عنها قائلاً: "والدتي كانت عاملة زجاج، وكانت تصنع زينة شجرة أعياد الميلاد مع والدها. وجدها أيضاً كان يعمل في صناعة الزجاج". وبالنسبة له، كانت الرغبة واضحة ومحددة منذ الصغر في تعلم صناعة الزجاج. واليوم، وبعد نحو 50 عاماً من العمل في هذا المجال، يمسك مويزل الشهادة الذهبية التي تعلن عن حصوله على الشهادة المهنية منذ خمسين عاماً، وينظر بكل فخر وحب لمسيرته المهنية.

لاوشا مدينة صغيرة، لا يسكنها الآن سوى حوالي 4500 ساكن، وتقع وسط غابات الصنوبر التي تشقها جداول المياه، والعامل الفنان يحب الطبيعة في مدينته. وفي الصيف، يذهب مع بقية سكان مدينته إلى الغابات لحصاد التوت الأزرق. والمعروف عن سكان ولاية تورنجن، حبهم للتجول وسط الطبيعة، وفولفجانج مويزيل أيضاً واحد من هؤلاء. وهو يتذكر جيداً كيف تجول في الطريق الفاصل بين غابات تورنجن الواقعة في شرق ألمانيا وغابات فرانكن الواقعة في غربها، عام 1989 بعد فتح الحدود بين شطري ألمانيا.

ثقافة وفن وأيضاً وجبات شهية

Deutschland-Portal Thüringen Lauscha
مدينة لاوشا الصغيرة وطبيعتها الجميلةصورة من: Claudia Greiner-Pachter

فولفجانج مويزل يحب أيضاً كفتة البطاطس الخاصة المشهورة بها منطقة تورنجن والمعروفة باسم "كارتوفلكلوسن". وقد لمعت عيناه وهو يصف هذه الأكلة الخاصة قائلاً: "يجب أن تمتص كرات البطاطس الصلصة الخاصة بها، وأن تكون لينة، ولكن بحيث لا تقطر من فتحات الشوكة، وفي الوقت نفسه لا تحتاج لسكين لقطعها".

فولفجانج مويزل شديد الانتماء إلى ولايته، التي قضى فيها عمره كله، ويقول عن سكانها: "سكان تورنجن يحبون الغناء، ويتسمون بالفضول، كما أنهم اجتماعيون ومعروفون بارتباطهم بوطنهم". وهو واحد منهم، كثيراً ما سافر داخل ألمانيا وداخل تورنجن.

ومنذ نحو 60 عامأ يواظب مويزل على زيارة أصدقاء له بالقرب من مدينة فايمر، مما جعله مرتبطاً بهذه المدينة العريقة، وبقلعة فارتبورج الواقعة في مدينة أيزناخ المجاورة لها. وفايمر تعد مركزاً من مراكز الثقافة في ألمانيا، ومن أهم ما يميزها أنها تحوي منزلي الشاعرين يوهان فولفجانج فون جوته وفريدريش فون شيللر، بالإضافة إلى منزل الرسام لوكاس كراناش ومنزل الموسيقار الكبير فرانتس ليست.