1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فولف ليبنيز: " المعرفة في خدمة السلام والعدالة"

دويتشه فيله (ع.ج.م)١٠ أكتوبر ٢٠٠٦

قلما يجد المرء مثقفا يزاوج بين الفكر الملتزم والثقافة الواعية ويوظف العلم والسياسة في سبيل السلام والعدالة والحرية مثل فولف ليبنيز. في خطابه الأخير طالب ليبنيز الغرب بدعم روح الحداثة في الإسلام والانفتاح على الأخر.

https://p.dw.com/p/9EHm
فولف ليبنيزصورة من: DW

"على الغرب ان يدعم الأفكار الأساسية للإسلام المتسق مع الحداثة والمنبثق من وسط المجتمع الإسلامي". هذا ما طالب به عالم الاجتماع السياسي والمثقف والمفكر الألماني فولف ليبنيز عقب تسلمه الأسبوع الماضي "جائزة السلام" التي يمنحها اتحاد الناشرين الألمان على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. وطالب العالم الألماني الغرب ببذل قصار الجهود لدعم "مشروع الإسلام والحداثة". ولا يستثني ليبنيز ألمانيا، كجزء من هذا الغرب، من لعب دور يعتبره هو محوريا في هذا الجانب، مشيرا الى ضرورة ان تستنبط الفكرة من داخل العالم الإسلامي وليس من خارجة. وفي هذا السياق أضاف المفكر الألماني أن الأمرهنا "يتعلق بتقوية الجماعات التي لا ترى أي تعارض بين الإسلام والحداثة وتؤمن بإمكانية دمقرطة المجتمعات الإسلامية"، لكنه يضيف بأن "الديمقراطية لن تكون مجدية إذا فرضت بالقوة ولم يتم التمرن عليها". في هذا السياق يقول ليبنيز "الحداثة ليست احتكارا أوروبيا وليس لأوربا براءة اختراع خاصة بالديمقراطية".

ولم يتحفظ والكاتب والمفكر الألماني في الإقرار بشرعية نقد الإسلام مثله مثل أي دين آخر، لكنه يؤكد في نفس الوقت ايضا على ضرورة عدم إغفال نقد الحضارة الغربية. ومع انه لا يشك في وجود احترام لقيم حقوق الإنسان وحرية التعبير في الغرب، لكنه يرى قصورا في التعاطي الإيجابي الذاتي مع القيم الغربية. أما فيما يتعلق بموضوع "الإرهاب الاسلاموي" فيعتقد ليبنيز ان الغرب والعالم الإسلامي في جبهة واحدة في مواجهة الخطر المشترك ويتوجب على الطرفين مواجهة "التعصب بثبات وتماسك"، غير انه لا يرى خطرا على القيم الغربية من جانب الإسلام وبالتالي فإن انضمام تركيا مثلا إلى الإتحاد الأوروبي لا يشكل في نظرة أي تهديد للقيم المسيحية الغربية.

المزاوجة بين الفكر والثقافة والسياسة

07.10.2006 JOU interview lepenies.jpg
فولف ليبنيز اثناء مقابلة له مع تلفزيون دويتشه فيلهصورة من: DW-TV

لا يعد ليبنيز مجرد مثقف منطو في اروقة المكتبات وبين صفحات الكتب، بل كان دائما ولا يزال متفاعلا مع قضايا المجتمع والإنسانية وشكل وسيطا بين العلم المجرد والسياسة. وهذا نادر الحدوث في المانيا على الأقل. هو مثقف متفاعل مع قضايا المجتمع والعالم. وما يميز أعماله هو وجود قاسم مشترك بينها يتمثل في المزاوجة بين الفكر والثقافة مع السياسة والمسئولية الاجتماعية. يذكر أن ليبنيز ـ انطلاقا من رؤيته لدور المثقف والعالم في المجتمع ـ قد ساهم بفعالية في دعم توطين العلماء والأكاديميين في أوربا الشرقية بعد سقوط ما كان يسمى "بالستار الحديدي" وذلك من خلال المساهمة في إنشاء الكثير من المؤسسات العلمية والبحثية في شرق أوروبا كما هو الحال في مدن مثل بوخارست وبودابست وصوفيا. ورغم إنجازات الرجل في مجال العلم والفكر والثقافة فإنه قلما يتحدث عن نفسه ويترك ذلك للآخرين، او لنقل، يترك أعماله تتحدث عنه وما أغزرها. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن ليبنيز يحظى باحترام وتقدير على مستوى عال في بلاده عموما وفي الأوساط العلمية والأكاديمية داخل وخارج ألمانيا. لذلك فلا غرابة ان يكون قد حضر حفل تسلمه "جائزة السلام" حوالي 1000 شخص من أصدقائه ومعارفه ومعجبيه وفي مقدمتهم كبار المسؤولين في الدولة والحكومة الألمانية مثل الرئيس الألماني هورست كولر والرئيس الألماني الأسبق ريشارد فون فايتسيكر وعدد من الوزراء والمسئولين.

من هو فولف ليبنيز؟

نشأ وترعرع عالم الاجتماع والسياسة والكاتب والمؤلف فولف ليبنيز في مدينة كوبلنز الألمانية. وهو من مواليد عام 1941. درس في جامعة مونيستر علم الاجتماع والفلسفة وحصل منها على درجة الدكتوراه عام 1967. في عام 1970 حصل على درجة الأستاذية من جامعة برلين الحرة. تنقل بين عدة معاهد علمية في الخارج مثل الكلية الفرنسية حيث تم تعينه محاضرا في "كليه العلوم" في عام 1984 ثم تولى إدارتها عام 1986 بالإضافة إلى العمل كمحاضر في قسم علم الاجتماع في جامعة برلين الحرة حتى عام 2001. يذكر انه كان قد بادر أثناء عمله في هذه الكلية إلى إنشاء مشروع بحثي خاص "بالحداثة والإسلام". أصبح ليبنيز منذ عام 2004 عضوا في مجلس إدارة دار النشر الشهيرة "اكسل شبرينجر". متقاعد إعتبارا من عام 2006.

الجوائز التقديرية والمؤلفات العلمية

حاز ليبنيز على العديد من الجوائز والميداليات مثل جائزة الكساندر فون هومبولد، جائزة كار فوسلر، لابنيز رينج هانوفر، يوسف برايتباخ، تيودور هويس، ميدالية لايبنيز من أكاديمية برلين ـ براندنبورج للعلوم وأخيرا جائزة السلام من إتحاد الناشرين الألمان. وهو عضو في الكثير من المؤسسات العلمية ومعاهد البحوث مثل الأكاديمية الأمريكية للآداب والعلوم، الأكاديمية العالمية للثقافة في باريس، الأكاديمية الألمانية للغات والشعر، الأكاديمية الأوروبية في لندن، معهد اسبن برلين، المنظمة الوطنية الألمانية، الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم والأكاديمية الملكية السويدية للآداب وغيرها.

لفولف ليبنيز الكثير من المؤلفات التي أغنى بها المكتبة الألمانية والعالمية في مختلف مجالات الفكر والثقافة والسياسة والاجتماع السياسي. من مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصر: المالينخوليا والمجتمع (1968/1969)، الأنثروبولجيا الاجتماعية (1971)، نهاية الطبيعة (1976)، الثقافات الثلاث: علم الاجتماع بين الأدب والعلم (1985)، المؤلفون والعلماء في القرن الثامن عشر (1988)، علم الاجتماع والتغيير الاجتماعي (1999)، الثقافة والسياسة، (2006) وغيرها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد