1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرار آلاف المدنيين من الموصل قبل هجوم وشيك عليها

١٤ أكتوبر ٢٠١٦

تبدو معركة تحرير الموصل على وشك الاندلاع، وهو ما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار قبل انطلاق صوت المدافع. في الربورتاج التالي من العراق تعرفنا DW على آراء وانطباعات بعض الفارين قبل حدوث المعركة التي ستشارك فيها جهات متعددة.

https://p.dw.com/p/2RCLW
Bildergalerie - Flüchtlinge aus Mossul
صورة من: Romina Peñate

"لقد صبرنا طويلا وبقينا إلى أن رأينا كيف يُرمى الناس من فوق الأسطح، وكيف تُقطع الأذرع والأصابع..آنذاك قررنا الرحيل". تشعر أميرة بالاشمئزاز حينما تروي أسباب ترك أسرتها الموصل قبل ستة أشهر. "لقد رأينا كل شيء بأم أعيننا، كان الأمر فظيعا". بدت المرأة العراقية ذات 32 ربيعا مستاءة جدا وهي تسعل طوال الوقت، رافضة أن يتم تصويرها. فالخوف من تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يقض مضجعها رغم أن زوجها وأطفالها الثلاثة يعيشون اليوم في أمان. فالوصول إلى مخيم غزالية قرب بغداد تطلب مشوارا مليئا بالأشواك. لقد كلفتهم الرحلة 600 دولار للواحد للهروب، فداعش حريص على منع الناس من الهجرة من المدينة التي كانت تعد الثانية في العراق من حيث عدد السكان.

حتى مقاتلي التنظيم الإرهابي يُمنعون بالقوة من ترك المدينة. ويروي عبد القادر زوج أميرة، أن تكلفت الهروب ارتفعت مؤخرا لتصل لألف دولار للشخص الواحد. فالطرق مقطوعة وملغمة باستثناء تلك التي تؤدي إلى سوريا. أما أميرة وأسرتها، فقد نُقلوا إلى مكان معزول قاحل على الحدود التركية، ولا تريد الأسرة الكشف عن كيفية وصولها فيما بعد إلى كركوك، ومن هناك إلى بغداد. ويقدر عبد القادر عدد المدنيين في الموصل حاليا بين المليون ومليون ونصف.

Irak Mossul Jesiden Flüchtlinge Frauen
صورة من: picture-alliance/AA/E. Yorulmaz

الجنود على أهبة الاستعداد

تتواصل الاستعدادات لمعركة الموصل، المدينة التي استولى عليها التنظيم الجهادي قبل عامين. في مطار أربيل -الذي يبعد عن الموصل ثمانين كيلومترا- تتمركز مروحيات من طراز آباتشي، فيما تنقل طائرات عسكرية جنودا ومعدات عسكرية بكل أنواعها على مدار الساعة. وتبلغ القوات الأمريكية التي ستشارك في الهجوم 5500 جندي. ورغم أنه يتم الحديث رسميا عن مستشارين عسكريين، إلا أن الكل يعتقد أنه ستكون لهم مهام قتالية أيضا. اتخذ جنود الجيش العراقي مواقعهم على الجبهة، حيث سيشارك ما لا يقل عن 12 لواء في العمليات العسكرية.

ومن المتوقع أن يدخل الجنود العراقيون المدينة أولا بدعم من وحدات محاربة الإرهاب وقوات الشرطة، فيما أعلن الجيش الأمريكي استعداده لتوفير دعم جوي. وسيشارك أيضا في الهجوم ميليشيات متعددة، منهم شيعة وأكراد وسنة، وحتى وحدات من الجيش التركي وهي جماعات يربطها أحيانا عداء كبير.

ازياد مطرد في عدد اللاجئين

تعيش حوالي 240 أسرة في مخيم غزالية، أي حوالي 1500 شخص، تنحدر أغلبيتهم من محافظة الأنبار حيث فقد تنظيم داعش مدينتي الرمادي والفلوجة. ومنذ عام والمخيم يديره أحد اللاجئين اسمه عمر يوسف النوري وأصله من الفلوجة. وهو استقبل في الفترة الأخيرة المزيد من اللاجئين من الموصل، وأوضح بهذا الصدد "نأوي ما لا يقل عن 35 أسرة من هناك".

ويشكو النوري صعوبة استقبال المزيد من الأسر أمام الموجة المرتقبة من اللاجئين. إلا أنه أشار إلى أن بعضا من اللاجئين المنحدرين من الرمادي بدأوا في العودة لمدينتهم بعدما تم تحريرها من "داعش"، وبالتالي سيضع أماكنهم رهن إشارة القادمين الجدد من الموصل.

وعاش سكان الموصل خلال السنوات الأخيرة حالة من اليأس، فإضافة إلى الهجمات الإرهابية المتكررة ساهمت سياسة رئيس الحكومة العراقية السابقة تحت قيادة نوري المالكي في تأزيم الوضع. وهي سياسة طائفية قامت على تهميش منهجي للسنة الذين فرحوا في البداية لقدوم "داعش"، مرددين مقولة "نفضل الحياة تحت داعش بدلا من الموت تحت المالكي". وتؤكد أميرة وعبد القادر أن هذا الاعتقاد كان ساذجا بالطبع.

بيرغيت سيفينسون/ ح.ز

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد