1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غلق النوادي الليلية وتهديد المسيحيين

المصدر: وكالة (ا ف ب)، صحيفة المدى٦ سبتمبر ٢٠١٢

قامت قوة عسكرية ليلة الثلاثاء04.09.2012 بإغلاق عشرات النوادي الليلية وسط بغداد بالقوة، بحسب مصدر في وزارة الداخلية الأربعاء.مصادر صحفية أكدت أن الغلق اقترن باستهداف المسيحيين وتهديدهم وأهانتهم ودعوتهم لمغادرة البلد.

https://p.dw.com/p/164Io
صورة من: AP Photo/Ahmed Alhussainey

مصدر وزارة الداخلية تحدث رافضا الكشف عن اسمه ومؤكدا ان "قوات خاصة كبيرة من الجيش العراقي اقتحمت جميع النوادي الليلية المنتشرة في منطقة الكرادة وشارع العرصات وسط بغداد، وطردت الزبائن من داخلها"، وأضاف المصدر أن "القوة استخدمت الهراوات وأعقاب البنادق لضرب الزبائن وعدد من المغنين الذين كانوا يحيون الحفلات". وأشار إلى أن العملية منسقة وجرت بالتزامن قرابة الساعة الثامنة مساء (00،5 تغ)".

من جانبه، أوضح مصدر امني رفيع أن "القوة تابعة للواء 56 التي يديرها مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الاعرجي"، وأضاف أن "أمرا صدر للقوة بغلق جميع النوادي الليلة ومحلات بيع المشروبات الكحولية، لكنها قامت بضرب وتكسير محتويات عشرات النوادي الليلية ومخازن الكحول"، وأشار المصدر إلى أن من بين الأشخاص الذين تعرضوا للضرب المغني المعروف حسين البصري.

القوة توجهت بعد ذلك إلى اتحاد الأدباء ونوادي، السينمائيين ،والصيادلة، وجمعية آشور بانيبال الاجتماعية الخاصة بالمسيحيين حيث اعتدت على الصحافيين والمثقفين ورواد النوادي الذين كانوا هناك، بالإضافة إلى ضباط برتب كبيرة كانوا جالسين بالزي المدني، وفق المصدر نفسه،وأكد المصدر أن "مكتب القائد العام تراجع عن مسالة إغلاق بعض النوادي الاجتماعية، لكنه أغلق كل النوادي الأخرى حتى إشعار آخر".

المدى: "فاروق الأعرجي يقرر: لا مكان للمسيحيين في العراق"

صحيفة المدى العراقية تابعت يوم الأربعاء 05 أيلول/سبتمبر 2012 تفاصيل أخرى عن هذا الملف كتبها علي حسين في مقال بباب العمود الثامن حمل عنوان "فاروق الأعرجي يقرر: لا مكان للمسيحيين في العراق". نص المقال ننقله عن المدى كما هو:

إذن ليس علينا إلا أن نسمع ونطيع، فقد تصور الفريق فاروق الاعرجي مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة، أن أهالي بغداد مجموعة من السبايا والعبيد في مملكته، ليس مطلوبا منهم سوى الاستماع إلى تعليماته وتنفيذ ما يأمر به، وأن يقولوا له بصوت واحد: سمعاً وطاعة يا مولانا.. أعطنا يدك لنقبلها.

السيد الاعرجي لا يريد أن يقتنع بأن تغيّرا قد حصل في العراق، وان تماثيل "قائد الحملة الإيمانية" قد أزالتها الدبابات الأميركية من الوجود، فهو مثل كثير من السياسيين والمسؤولين ينظرون الى العالم من خلال عقولهم الضيقة، يتحدثون عن الديمقراطية من على شاشات الفضائية، لكنهم في الخفاء يعيدون بناء جمهورية الاستبداد والخوف، يريدون أن يظل العراقيون مسلوبي الإرادة، يعيشون خائفين من الحكام، بالضبط مثلما كان يفعل جلاوزة صدام الذين أصروا على أن يجعلوا من الرعب زائرا مقيما لبيوت العراقيين.

ما حدث خلال اليومين الماضيين يفضح مخططات الاعرجي ومن معه، ويثبت للجميع ان قادتنا الأمنيين لا يضعون الخطط لحماية الناس، و لا يسعون إلى مطاردة الإرهاب ومحاصرته، وإنما خطتهم الأساسية تحويل بغداد بالذات إلى إمارة يحكمونها بصولجان الحشمة وسياط الاستبداد، يريدونها إمارة شبيهة بإمارة طالبان، وإلا ماذا نسمي ما جرى تحت سمع وبصر الحكومة ومباركتها؟

ما ذا نسمي صولة قوات الفريق فاروق الاعرجي على نوادي اجتماعية يرتادها المثقفون والفنانون؟

ماذا نسمي تحطيم جمعية آشور بانيبال الثقافية بالكامل وسرقة أموالها والإساءة إلى رموزها الدينية؟

ماذا نسمي الفعل الذي قام به ضابط كبير أصر على تهشيم صورة الكاردينال عمانوئيل دلي، وبصق عليها أمام مجموعة من المسيحيين المرتجفين خوفا من صولة الضابط الهمام؟

ودعوني اسأل الفريق الاعرجي ماذا سيقول عن هذا الفعل الإجرامي؟

وماذا سيقول للمسيحيين الذين تعرضوا للاهانة والتهديد بالقتل تحت هتافات "نحن تابعون لمكتب رئيس الوزراء "؟

ماذا سيجيب هذا المواطن العراقي المسيحي الذي قال لي بصوت يرتجف خوفا وهلعا: إن أحد ضباط صولة الاعرجي قال لهم وبالحرف الواحد: "شعدكم هنا متروحون يم أقاربكم بالسويد لو باستراليا " هكذا إذن قرر فرسان صولة فاروق الاعرجي أن لا مكان للمسيحيين والايزيديين في العراق.

كيف سمح لفاروق الاعرجي أن يمنح مثل هذه الصلاحيات والتي تعطيه الحق في أن يتدخل فيما لا يخصه؟ ليصدر قرارات لاهي قانونية، ولا لها أي وضع شرعي، مجرد اجتهادات فالجنرال الاعرجي يخرج ليحاسب خلق الله،ويتتبع هذا، ويدين ذاك، ويتهم ثالثًا، ويشتم رابعا، ثم إذا ما اقترب أحد مما يجري في إمارته التي يديرها صرخ قائلا:"انتم حفنة فاسقين".

لعل ما جرى من أحداث خلال اليومين الماضيين يؤكد أن بعض القادة الأمنيين يتجاوز الخطوط الحمر حين يشجع قواته وجنوده على إرهاب المسيحيين باسم الدين والفضيلة والأخلاق.

لعل اغرب ما في قرارات مكتب رئيس الوزراء، هو محاولة تحريف الحقائق والقفز عليها، بحيث تبدو الأشياء من منظور أعضاء المكتب وحاشيتهم، نقية وبيضاء من غير سوء، وكل ما قيل عن الخراب الذي حل بالبلاد وسوء الخدمات هو هلاوس وضلالات تستبد بالمارقين والحاقدين ممن يرتادون النوادي، حتى وإن تكدست مئات التقارير عن فساد الأجهزة الأمنية وعن صفقات الأسلحة الفاسدة والعقود المشبوهة التي تدر الملايين من الدولارات.

إن حصر مشاكل العراقيين في مسألة النوادي والخمور بالذات إنما هي لعبة يريد من خلالها البعض صرف الانتباه عن جوهر القضية. وهي إننا أمام قادة امني فاشلين عاجزين، يستخدمون سلطاتهم في إرهاب الناس، لكنهم في الوقت نفسه يهربون من مواجهة القاعدة والإرهابيين.

مسيحيو بلادي، هجّرهم خطاب يومي منفر، مخيف، مقزز، غاضب، وثأري وازدرائي وكاره لكل ما حوله ومن قبله ومن بعده، لا يرى جمالا ولا خيرا ولا سعادة ولا حرية. ألم يقل المسيح وهو يريد أن يعطي أجمل وصفا لهذه البلاد، إنها "حضن إبراهيم".

بلاد إبراهيم، تجرد من آخر مسيحييها عنوة، وبأوامر من "الملا" فاروق الاعرجي وتحت سمع وبصر المالكي! ( انتهى مقال علي حسين في صحيفة المدى).