عودة قوية للاسطوانات الموسيقية إلى سوق التسجيلات الصوتية
١٤ مايو ٢٠٠٩شهد عالم التسجيلات السمعية تطورات متلاحقة في الآونة الأخيرة. وقد حلت الأقراص المدمجة أو "سي دي" بشكل سريع مكان الاسطوانات القديمة، ولا يزال التطور السريع في عالم التسجيلات السمعية والرقمية متواصلا ولم يتوقف عند أجهزة "إم بي 3" صغيرة الحجم. لكن بعكس التوقعات التي كانت تؤكد بشكل قاطع أن الاسطوانات القديمة بشكلها التقليدي، قد خسرت السباق وبشكل نهائي مقابل الأقراص المدمجة الأصغر حجما والأكثر انتشارا. لكن هناك الكثير من الحقائق والدلائل تشير إلى أن الأمر لم يكن بهذه البساطة، والأرقام وحدها تتحدث هنا.
ففي ألمانيا قفزت مبيعات الاسطوانات من 600.000 في عام 2006 إلى 900.00 في العام الماضي (2008). أما في الولايات المتحدة فقد تم خلال العام الماضي وحده بيع أكثر من مليوني اسطوانة، وهذا الرقم يعادل ضعفي عدد الاسطوانات المباعة في عام 2007. ونظرا إلى أن هذه الإحصائيات لم تضع في الاعتبار الكثير من المحلات الصغيرة، فإن النسبة الحقيقية قد تتجاوز تلك الأرقام كثيرا. إن هذا التطور الجديد دفع حتى اتحاد صناعة الموسيقى الألماني المعروف بتقييمه المتشائم في هذا الصدد، إلى الحديث عن مفاجأة عودة الاسطوانات بقوة إلى الساحة.
بلسم لجراح المتضررين من القرصنة الموسيقية
يعانى قطاع الموسيقى بسبب انتشار عمليات القرصنة الموسيقية وتحميل الموسيقى بشكل غير شرعي، من استغلال مستمر وهضم لحقوقه. إن الاتجاه الجديد والأرقام الجديدة أتت تماما لصالح هذا القطاع الذي تكبد خسائر فادحة من تراجع مبيعات الأقراص المدمجة "سي دي". صحيح أن الخسائر الفادحة لا يمكن تعويضها من خلال الارتفاع الحالي لمبيعات الاسطوانات، لكن بالرغم من أن الأرباح لا تشكل إلا نسبة واحد في المائة من مبيعات سوق الموسيقى الألماني، إلا أنه يتم النظر الآن إلى تطور الجديد فيما يتعلق بعودة الاسطوانات مجددا إلى سوق التسجيلات الصوتية، بوصفه تطورا يعد بالكثير.
الاسطوانات أطول عمرا وأجمل شكلا
وبعكس بيانات إم بي 3 القابلة للمسح والتي كرست "ثقافة التحميل" من استخدامها وانتشارها، تعتبر الاسطوانات نموذجا يحمل معه صفات كثيرة، وذلك كنموذج يدوم استخدامه على مر الزمن. ومن الناحية الجمالية فإن الاسطوانة بغلافها المميز تفوق الأقراص المدمجة جمالا. وعند ظهور قرص مدمج جديد لفرقة موسيقية ما، فإنه قد يباع بسعر مرتفع، إلا أن السعر ينخفض بشكل ملحوظ بعد مرور عدة أشهر، وهذا أمر يصعب على الكثيرين تفهم أسبابه. لذلم فبالنسبة لهؤلاء تظل الخيار الأجمل والأطول عمرا والأعلى قيمة.
وبالمقارنة مع العصر الذهبي للاسطوانات فإن الوضع اليوم يختلف بشكل كبير، وفي ثمانينيات القرن الماضي حملت مجموعة من الاسطوانات ملصقا صغيرا كتبت عليه عبارة"طبعة محدودة- فقط 100.000 نسخة". أما اليوم فيبلغ متوسط عدد النسخ ما بين ألف وألفين نسخة، سيان ما إذا كان المحتوى هو لفرقة موسيقية شابة أو لفرقة موسيقية شعبية. ورغم هذه الحقائق لكن لا يعتقد توماس راين الذي يدير إحدى المحلات المتخصصة في مجال الموسيقى في مدينة بأن إزدهار مبيعات الاسطوانات هو مجرد موجة عابرة ستشهد انحسارا في المستقبل المنظور، وهو يقول تأكيدا لرأيه، إن الاسطوانة تظل شيئا مميزا وله طعمه الخاص، في عصر يتيح تحميل أي كم ونسخه على "سي دي".
مشكلة الجودة والنوعية
الاعتقاد السائد بأن جودة الصوت التي توفرها الاسطوانات التقليدية تفوق كثيرا تلك التي توفرها الأقراص المدمجة لا أساس لها من الصحة. ولا يمتلك المرء عند استماعه لاسطوانة ما اليوم إلا أن يتمنى لو كانت النوعية أفضل. والتفسير لهذا القصور يكمن في أن العاملين حاليا في هذا المجال قد فقدوا المهارة اللازمة لإجادة الصناعة، وأيضا في أنهم يعملون بشكل غير متقن، فالطلب المتنامي يثقل على كاهل المعامل القليلة المتبقية.
الكاتب: أولاف كارنيك / نهلة طاهر
تحرير: عبده جميل المخلافي