1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شاب فلسطيني يواصل الاضرب عن الطعام في برلين

٣ أغسطس ٢٠١٠

فراس المراغي فلسطيني يعيش في برلين، وقد تلقى إشعارا من وزارة الداخلية الإسرائيلية بعدم تمديد تصريح عودته إلى مسقط رأسه، القدس الشرقية. منذ أسبوع دخل فراس في إضراب عن الطعام أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الألمانية.

https://p.dw.com/p/Ob1X
الفلسطيني فراس المراغي يضرب عن الطعام أمام السفارة الإسرائيلية في برلينصورة من: DW

يواصل الفلسطيني فراس المراغي إضرابه عن الطعام الذي بدأه في برلين يوم الاثنين (26 يوليو/ تموز 2010). ويجلس فراس على كرسي قبالة السفارة الإسرائيلية في العاصمة الألمانية ، وقد وضع إلى جواره لوحة كتب عليها بالألمانية والإنجليزية المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، والتي تقول " لكل فرد حق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفى العودة إلى بلده "، لكن مشكلة المراغي هي أن وطنه لم يعد ملكا له.

تصريح بالإقامة يمكن فقده في أي لحظة

Mohammed Abu Tir Abu Teir Hamas Führer Palästinenser Jerusalem
محمد أبوطير عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس رفض مغادرة القدس مخالفا قرارات السلطات الإسرائيليةصورة من: AP

ينحدر فراس المراغي (37 عاما) من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها إليها، لكن إسرائيل لم تقم بضم سكان المدينة الفلسطينيين ولم تمنحهم الجنسية الإسرائيلية، وإنما منحتهم تصريحا بالإقامة يمكن أن يفقدوه في أي لحظة. على سبيل المثال عندما يذهب أحد منهم للدراسة أو العمل في الخارج أو عندما يكون لأحدهم نشاطا سياسيا مثلما هو حال محمد أبو طير السياسي القيادي في حركة حماس والذي انتخب لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، وألقي القبض عليه مؤخرا لأنه لم يغادر القدس، بعد اعتباره مخالفا لقرار بطرده أصدرته السلطات الإسرائيلية.

ألا يوجد حق في العودة؟

فراس المراغي لا يعمل بالسياسة ولا ينتمي إلى حركة حماس، ومع هذا فهو يخشى أن يفقد حقوقه في مسقط رأسه وأن يُمنع من العودة إليها، بالرغم من أنه يعيش في ألمانيا منذ أقل من ثلاث سنوات.

جاء فراس إلى برلين في سبتمبر/ أيلول عام 2007، ليتزوج ممن أحبها لسنوات طويلة، فزوجته ألمانية وهي تكتب حاليا رسالة الدكتوراه في برلين. وقبل سبعة شهور رزق الزوجان بطفلة، لكن عندما أراد المراغي تسجيل ابنته في السفارة الإسرائيلية واستخراج وثائق سفر لها، رفضت السفارة طلبه بحجة أن والدة الطفلة ألمانية ولا يمكن استخراج وثائق إسرائيلية لها، أما هو نفسه فقد تلقى تنبيها من وزارة الداخلية الإسرائيلية بأن تصريحه بالعودة إلى القدس لن يُمدّد.

"أبائي وأجدادي عاشوا في القدس"

Avigdor Lieberman
وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان ولد في مولدافيا، ولا يزال يتحدث العبرية بلكنة روسيةصورة من: AP

ويخشى فراس المراغي الآن من أن لا تحصل ابنته على تصريح بالإقامة في مسقط رأسه، أو ربما، وفي أسوأ الأحوال، لا يمكنه مجرد اصطحابها معه إلى القدس الشرقية. ويقول إن عائلته تعيش في القدس منذ أجيال، وأن جده وجد جده عاشا في القدس. ويتساءل المراغي: "هل ينبغي أن أفقد حقوقي في مسقط رأسي لمجرد أنني تزوجت في ألمانيا ورزقت هنا بطفلة؟". ويتملك الغضب فراس وهو يشير إلى وزير خارجية إسرائيل إفيغدور ليبرمان، الذي ولد في مولدافيا وهاجر إلى إسرائيل عام 1979، ولا يزال يتحدث العبرية حتى اليوم بلكنة روسية، ويعبر عن دهشته من ذلك قائلا: "كيف يكون لشخص ولد في مولدافيا حقوق أكثر مني في بلدي، التي يعيش فيها أهلي منذ قرون؟"

في واقع الأمر لا يحمل فراس المراغي ومعظم الفلسطينيين في القدس الشرقية أي جنسية. وفراس لا تزال لديه بطاقة هوية إسرائيلية تسمح له بحرية الحركة داخل القدس وإسرائيل، علاوة على ذلك لديه وثائق سفر إسرائيلية تمكنه من مغادرة البلاد. وفي حالة سحبت منه إسرائيل - تنفيذا للتهديدات التي وجهت له- تصريح الإقامة في القدس فلن يتمكن من العودة إلى مسقط رأسه.

حقوق متساوية للجميع

Israel / Siedlungsbau / Gilo / Ostjerusalem
في الوقت الذي تهدم فيه منازل فلسطينيين في القدس الشرقية يجري توسيع مستوطنات يهوديةصورة من: AP

ويطالب فراس بأن تجري معاملته مثلما يتم التعامل مع الإسرائيليين الذين يتزوجون في الخارج. فزوجات هؤلاء يحصلن على إقامة مفتوحة في إسرائيل وأولادهم يحصلون بشكل تلقائي على جوازات سفر إسرائيلية. والمراغي ليس إسرائيليا وليس لديه حق في جواز سفر إسرائيلي، بيد أنه مقدسي ويريد أن يبقى مقدسيا، كما أن ابنته الصغيرة ينبغي أن تصبح مقدسية وأن يكون لها حق مطلق للحياة في مسقط رأس أبيها، وهذا الحق يريد فراس إثباته من خلال إضرابه عن الطعام. ويقول المراغي وهو يشير إلى مكان جلوسه تحت شجرة قبالة مبنى السفارة الإسرائيلية في حي شمارغيندورف الراقي في برلين: "سوف أبقى هنا حتى أحصل على حقي"

لكن فرص الفلسطيني المقدسي فراس المراغي ضعيفة، إذ أن إسرائيل تقوم منذ شهور بفرض قيود صارمة على سكان القدس الشرقية الفلسطينيين، فتقوم على سبيل المثال بهدم منازلهم، في الوقت الذي يجري فيه توسيع للمستوطنات اليهودية. ووفقا لمعطيات مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية فإن الحكومة الإسرائيلية قامت في الفترة بين يناير/ كانون ثاني 2009 وحتى حزيران يونيو 2010 بسحب حق الإقامة في القدس من 829 فلسطينيا.

بيتينا ماركس / صلاح شرارة

مراجعة: عبدالرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد