1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سقوط القذافي يمنح ثوار اليمن الثقة بانتصار ثورتهم

٦ سبتمبر ٢٠١١

بعد 186 يوما من المواجهات المسلحة، يكون القذافي ثالث ديكتاتور تطيح به الثورات العربية. فهل يؤثر سقوط القذافي ونظامه على حركة الاحتجاجات والثورة اليمنية؟ دويتشه فيله حاورت قيادات شبابية ومعارضة في الثورة اليمنية.

https://p.dw.com/p/12TzI
صورة من: DW

الحسم في ثورة ليبيا حفز قوى الثورة في اليمن لاتخاذ قرار الحسم الثوري عوضا عن اللهث خلف المبادرات التي أمدت بعمر النظام وتصيب الثوار بالإحباط والملل. وفي عيد الفطر، خرج الملايين للصلاة في الساحات والميادين العامة ثم خرجوا مرة أخرى إلى الميادين في جمعة التصعيد الثوري، وهي أول جمعة تعقب العيد. وفي تأثر واضح بسقوط القذافي ونظامه هتف المتظاهرون في 17 محافظة من أصل 21 محافظة يمنية بإصرار أن "اليمن سيتبع خطى ليبيا".

ونصح القائد العسكري المنشق عن النظام اليمني اللواء على محسن، الرئيس صالح في كلمة متلفزة له بمناسبة عيد الفطر، أن يتجنب مصير القذافي، بينما كان محمد سالم باسندوة رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، قد أكد في كلمته الموجهة للثوار بساحة التغيير بصنعاء مساء السبت الماضي رفضه للمبادرة الخليجية ما لم يلغ شرط الضمانات المقدمة لصالح وأفراد أسرته، بعد أن "ولغوا في دماء اليمنيين وعرضوهم للعقوبات الجماعية طوال الشهور الماضية".

تعزيز الثقة بقرب النصر

Flash-Galerie Revolution im Jemen
الثوار يهتفون: اليمن ستتبع خطى ليبياصورة من: DW

وفي أحاديثهم لدويتشه فيله، بدا عدد من ثوار اليمن أكثر عزما وثقة بانتصار ثورتهم وأكثر إصرارا على مواصلة التصعيد حتى تتحقق أهداف ثورتهم السلمية، موضحين فخرهم واعتزازهم بما حققه ثوار ليبيا، وإن كانوا يدركون أهمية اختلاف الوسائل النضالية بين النموذجين اليمني والليبي.

عبد السلام رزاز، الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية، وعضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية قال لموقعنا عن سقوط القذافي ونظامه بأنه قد"عزز عند اليمنيين الثقة أكثر بقدرتهم على إنجاز ثورتهم" واستطرد بالقول: "لمسنا تفاعلا كبيرا في مختلف الساحات بعد سقوط القذافي"، وأكد الفكرة ذّاتها المهندس حمود النجار أحد شباب الثورة بساحة التغيير بصنعاء حين قال: "سقوط القذافي رفع المعنويات ودفع نحو الحسم الثوري بشكل أسرع".

لكن جهاد جميل رئيس تكتل المستقبل كان له رأي مختلف، إذ أشار إلى أنه لا يجد "أي تأثير للثورة اللبيبة على الثورة اليمنية" ويعلل ذلك باختلاف الأساليب النضالية ويجزم قائلا: "لو أن ثوار اليمن اعتمدوا الأسلوب العسكري لكانوا حسموا ثورتهم كما حسمها الليبيون". من ناحية أخرى يرى جهاد أن سقوط مبارك وتقديمه للمحاكمة كان "أشد تأثيرا على رفع معنويات شباب الثورة في اليمن".

اختلاف الوسيلة لايمنع الاستفادة من التجربة

Flash-Galerie Revolution im Jemen
"سقوط القذافي رفع معنويات ثوار اليمن"صورة من: DW

وعلى الرغم من تقدير ثوار اليمن لاختلاف الأساليب النضالية للنموذجين إلا أنهم يدركون أن دروسا مهمة في الثورة الليبية لابد أن يستفاد منها ففي حين يراها رزاز في " الصمود حتى تتحقق أهداف الثورة" يراها النجار في "تعميق فكرة وحدة قوى الثورة والاعتراف بحق الجميع في المشاركة". وفي هذا السياق، يعتبر جهاد أهم درس قدمته التجربة الليبية هو "حتمية انتصار الثورة ونجاحها مهما كانت القوى والعوائق التي تعترض طريقها".

من جانبه، يدعو المواطن اليمني عبد السلام حمود إلى دراسة تجربة الثورة الليبية لــ" تصحيح الأخطاء وعدم تمكين النظام من الاستفادة منها". أما الشيخ الثائر أحمد الزايدي المرابط في خيمة المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير (تنوع) فيؤكد على قيم "الحب والولاء المطلق لله والوطن" ويرى أن انتصار هذه القيم أمام جبروت قوة القذافي وطغيان نظامه درس يجب على ثوار اليمن أن يستلهموه في نضالهم المستمر لإسقاط صالح ونظامه فمهما كانت قوته فإنها لن تصل إلى ما كانت عليه قوة القذافي .

وحدة القيادة ووضوح الرؤية

وينظر شباب الثورة في اليمن إلى سياسة المجلس الانتقالي في ليبيا بوصفها التجربة الأولى للثوار في ليبيا كمؤشر يبعث الأمل في نجاح الثورة الليبية بالسير على نهج العمل المؤسسي في قيادة العملية السياسية على المستويين الداخلي والخارجي وإدارة العمليات الميدانية على الصعيد العسكري.

ولكن البعض لا يخفي تحفظه على مشاركة قوات حلف الناتو في العمليات العسكرية، خشية من أن يكون لذلك ثمن يدفع من السيادة الوطنية كما قال لموقعنا عبد السلام حمود. أما المعارض اليمني عبد السلام رزاز فيرى أنه "قدم نموذج يتوافق مع الظروف الليبية وحقق نجاحا سياسيا وميدانيا على المستويين الداخلي والخارجي" لكن رزاز يستدرك معلقا "قد لا ينفع تكرار هذا النموذج في بلدان أخرى". ويذهب النجار في تقييمه لسياسة المجلس الانتقالي في ليبيا إلى أبعد من ذلك حين قرر امتلاكه "الرؤية الواضحة لبناء الدولة القادمة وإعداد الدستور وتنفيذ الانتخابات خلال 18 شهرا" ويعتبره جميل ب " كان أكثر حنكة من الناحية السياسية إذ أثبت قدرته على توحيد كل التيارات الليبية داخليا وخارجيا."

سعيد الصوفي - صنعاء

مراجعة: سمر كرم