سبعون عاماً على توقف محركات "قاذفات الزبيب"
توافد عشرات الآلاف من الناس للاحتفال بالذكرى السبعين لنهاية الحصار السوفيتي لبرلين الذي استمر 15 شهرًا. كان الجسر الجوي دفعة معنوية كبيرة لمدينة دمرتها الحرب العالمية الثانية، وعانى أهلها من حصار السوفييت.
إعادة فتح مطار تمبلهوف
برلينيون في مطار تيمبلهوف السابق لمشاهدة إحدى الطائرات الأصلية المستخدمة خلال النقل الجوي في برلين منتصف القرن الماضي. أغلق السوفييت الطرق والسكك الحديدية للوصول إلى مناطق في العاصمة الألمانية التي يسيطر عليها الغرب من يونيو 1948 إلى مايو 1949. استجابة لذلك، تم إطلاق 1500 رحلة يومية، بغرض توفير الغذاء والوقود لسكان مليوني نسمة.
ذكريات مدينة مدمرة
في بداية الحصار، قيل إن برلين الغربية لديها ما يكفي من الطعام لمدة 36 يومًا فقط و 45 يومًا من الفحم. شاركت القوات الجوية الأمريكية والكندية والبريطانية والفرنسية والأسترالية ومن نيوزيلندا وجنوب إفريقيا في طلعات جوية يومية، مما أنقذ السكان من الجوع المحتمل.
التاريخ يعود للحياة
يوجد مخطط ملون لإحدى الطائرات المستخدمة في جسر برلين الجوي في تيمبلهوف. في البداية تم تسليم حوالي 5.000 إلى 6.000 طن من البضائع يوميًا. لكن خلال فصل الشتاء، ازداد الطلب على الفحم مما تطلب المزيد من الطائرات وممرًا جديدًا وإنشاء مطار جديد على ضفاف بحيرة تيغيل.
الزبيب أو الحلوى والقاذفات
عاد طيار سلاح الجو الأمريكي السابق غيل هالفورسن إلى برلين لحضور الاحتفال. أصبح هالفورسن بطلاً قومياً بعد إسقاط الحلويات عبر المظلات إلى أطفال برلين الغربية. وتبعه طيارون آخرون، وأصبحت حلويات "التسليم" معروفة باسم قاذفات الزبيب في ألمانيا. وفي اللغة الإنجليزية، تسمى قاذفات الحلوى.
صداقات مدى الحياة
وفي الاحتفال التقى هالفورسن – البالغ من العمر 98 - مع صديقته القديمة مرسيدس وايلد. في عام 1948 ، عندما كان الجسر الجوي على قدم وساق، تقدمت فتاة من برلين الغربية بشكوى. وقالت إن الطائرات التي تحلق باستمرار أزعجت دجاجاتها. أجاب هالفورسن، بإرسال العلكة ومصاصة مع رسالته، ما نتج عن ذلك صداقة طويلة الأمد.
الجيش يدفع الجزية
وضع جنود الخدمة العسكرية الألمانية أكاليل الزهور خلال الحفل الذي أقيم للاحتفال بنهاية الحصار في 12 مايو 1949. استمرت الطلعات الجوية اليومية لمدة أربعة أشهر أخرى، وتم إيصال 2,326,406 طن من الإمدادات.
مائة ضحية
يرمز نصب برلين الجوي التذكاري في بلاتز دير لوفتبروك أمام موقع المطار السابق إلى الممرات الجوية الثلاثة المستخدمة في النقل الجوي إلى مطارات تيمبلهوف وتيغل وغاتو في برلين. كما يعرض أسماء 31 طيارا أمريكيا و 39 طيارا بريطانيا قُتلوا أثناء الجسر الجوي. توفي أكثر من 100 شخص، معظمهم من حوادث الطيران.
حيث صُنع التاريخ
حصل تيمبلهوف على مكانته في التاريخ من خلال جسر برلين الجوي كأحد المطارات الثلاثة الشهيرة في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية ، حيث شهد اقلاع وهبوط الطائرات كل دقيقتين. تم إغلاق المطار في عام 2008 وتحول إلى حديقة ترفيهية. وفي الاحتفال تمكن الزوار من القيام برحلة صوتية ومرئية خلال فترة مهمة من الحرب الباردة. س.إ/ نيك مارتن