1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سابقة تاريخية: بايدن يرشح قاضية سوداء للمحكمة العليا

٢٥ فبراير ٢٠٢٢

رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن قاضية الاستئناف الاتحادية كيتانجي براون جاكسون لتصبح أول قاضية سوداء في المحكمة العليا مما يشعل معركة للتصديق على ترشيحها في مجلس الشيوخ المنقسم بشدة.

https://p.dw.com/p/47dCw
قاضية الاستئناف الأمريكية كيتانجي براون (صورة من الأرشيف 28/4/2021)
قاضية الاستئناف الأمريكية كيتانجي براون جاكسون مرشحة لأن تصبح أول قاضية سوداء في المحكمة العليا بالولايات المتحدة. صورة من: Tom Williams/abaca/picture alliance

رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن القاضية السوداء كيتانجي براون جاكسون لتصبح قاضية في المحكمة العليا في الولايات المتحدة، ما سيشكل سابقة تاريخية اذا تمكنت من الحصول على تأييد مجلس الشيوخ لتثبيتها في هذا المنصب.

كتب بايدن في تغريدة "إنها واحدة من ألمع العقول القانونية في أمتنا، وستكون قاضية استثنائية". ثم قدم القاضية في البيت الأبيض مشيدا "بمؤهلاتها الاستثنائية".

 وقال بايدن إلى جانب جاكسون "لفترة طويلة جدا، لم تكن حكوماتنا ومحاكمنا تشبه أمريكا. أعتقد أنه آن الأوان لكي تكون لدينا محكمة تعكس كل مواهب وعظمة أمتنا مع مرشحة تملك مؤهلات استثنائية" مشيدا بعملها في القطاعين الفيدرالي والخاص.

ونظرا للاستقطاب السياسي القوي الراهن في أمريكا، فإن جاكسون (51 عاما) قد تواجه مساءلة خلال جلسة الاستماع لها أمام أعضاء الكونغرس الذين رد بعضهم سلبا على تعيينها.

 وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل منتقدا إن "القاضية جاكسون هي الخيار المفضل للمصالح المالية القاتمة لأقصى اليسار".

 في المقابل، أكد البيت الأبيض في بيان أن "القاضية جاكسون مؤهلة بشكل استثنائي" متحدثا عن لحظة "تاريخية".

 من جهته قال الرئيس الأسبق باراك أوباما إن "القاضية جاكسون تشكل أساسا مصدر إلهام للنساء السود، مثل ابنتّي، يتيح لهن الطموح بأهداف أعلى".

وكانت جاكسون ضمن ثلاث قاضيات سود وصلن إلى الخيار النهائي، في ختام عملية اختيار جرت بشكل مدقق لتجنب إفساح المجال امام التعرض لانتقادات خلال مرحلة التثبيت في الكابيتول. و نظرا لصعوبة القرار، انخرط الرئيس بايدن شخصيا في عملية الاختيار وصولا الى إجراء مقابلات مع ثلاث قاضيات على الأقل من بين المرشحات النهائيات.

أغلبية محافظة

 هو أول تعيين للرئيس الأمريكي في المحكمة العليا، ولا يغير في موازين القوى داخل هذه الهيئة العريقة المؤلفة من تسع قضاة ومهمتها السهر على دستورية القوانين وحسم النقاشات المهمة في المجتمع الأمريكي.

 قبل بايدن، حظي دونالد ترامب بفرصة تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، مرسخا النزعة المحافظة في أعلى هيئة قضائية على مدى عقود على الأرجح.

 وكانت جاكسون قد عينت في المحكمة الفيدرالية في واشنطن عام 2013، وهي محكمة معروفة بأهميتها بسبب الملفات التي تنظر فيها. وستحل محل القاضي التقدمي ستيفن براير الذي سيحال على التقاعد في نهاية حزيران/يونيو. ستبقى بالتالي أعلى هيئة قضائية أمريكية مؤلفة من ستة أعضاء محافظين (بينهم امرأة) وثلاثة تقدميين كلهن نساء.

 نشأت كيتانجي براون جاكسون وهي أم لابنتين في فلوريدا ومتزوجة من جراح مشهور. حائزة شهادة من كلية الحقوق في جامعة هارفرد العريقة. لكن ذلك كان نقطة سلبية بالنسبة لبعض الجمهوريين الذين نددوا بالتمثيل المفرط لقضاة من خريجي جامعات خاصة في مقدمها "آيفي ليغ" و"هارفرد" و"يال"، في المحكمة العليا.

خطاب "العنصرية والكراهية" في الولايات المتحدة.. من يغذيه؟

 وندد السناتور عن كارولاينا الجنوبية ليندسي غراهام الجمعة قائلا "فرع يال-هارفرد للمحكمة العليا لا يزال يعمل بشكل كامل" ملمحا إلى ان هذا الأمر يخلق هيئة من النخب منفصلة عن واقع الحياة الحقيقية في أمريكا. واعتبر أن الرئيس بايدن رضخ أمام "اليسار الراديكالي".

 ويمثل اختيار القاضية فرصة لإدارة بايدن كي تثبت للناخبين السود الذين أنقذوا حملته للانتخابات التمهيدية في 2020، أن بإمكانه تنفيذ وعوده لهم في أعقاب الهزيمة الأخيرة للتشريع المتعلق بحقوق التصويت.

 والأمريكيون السود من أهم داعمي بايدن، مع تأييد له بنسبة الثلثين وفق استطلاع أجرته شبكة سي بي إس ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي. غير أن شعبيته بين صفوف هذه الفئة، والتي كانت تبلغ 85 بالمئة في بداية عهده، تراجعت في الأشهر التي تلت تنصيبه ولم يتمكن بعد من استرجاعها.

 وكان بايدن وعد خلال حملته الانتخابية في العام 2020 بأن يعين قاضية سوداء في المحكمة الأمريكية العليا. وعلى مدى 232 عاما من وجودها، لم تضم المحكمة العليا في الولايات المتحدة في صفوفها إلا قاضيين من السود أحدهما كلارنس توماس كان عينه الرئيس الأسبق جورج بوش الأب ولا يزال عضوا في المحكمة.

ع.ج/ ص.ش (أ ف ب، رويترز)