1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"زيارة عمل لا وداع" .. ميركل وبايدن يبحثان عدداً من الملفات

١٥ يوليو ٢٠٢١

في زيارة قد تكون الأخيرة لها قبل ترك منصبها، استقبل الرئيس بايدن المستشارة ميركل في البيت الأبيض، لبحث ملفات خلافية كسبل التعامل مع روسيا والصين. ويسعى الزعيمان لتعزيز العلاقات التي تضررت في عهد الرئيس السابق ترامب.

https://p.dw.com/p/3wY62
ميركل وبايدن عقدا مؤتمرا صصحفيا مششتركا بعد محادثاتهما في البيت الأبيض.
ميركل وبايدن عقدا مؤتمرا صصحفيا مششتركا بعد محادثاتهما في البيت الأبيض.صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance

استقبل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في البيت الأبيض مساء الخميس (15 يوليو/ تموز 2021). والتقى الزعيمان في المكتب البيضاوي، حيث أجريا محادثات منفردة لفترة قصيرة قبل بدء اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين. وقال بايدن في بداية الاجتماع "التعاون بين الولايات المتحدة وألمانيا قوي ونأمل في أن نستمر في ذلك، وأنا واثق من أننا سنستطيع".

وقالت ميركل إنها تقدر الشراكة بين البلدين مشيرة إلى الدور الأمريكي في بناء ألمانيا حرة وديمقراطية، يأتي ذلك في وقت يسعى فيه الزعيمان لتعزيز العلاقات التي تضررت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

مؤتمر صحفي مشترك

وعقد الزعيمان مؤتمرا صحافيا بعد الاجتماع الموسع أشاد فيه الزعيمان بالعلاقات بينهما وبين بلديهما دون إغفال وجود تباينات في بعض الملفات.

وافتتحت ميركل كلامها بالحديث عن الفيضانات في بلادها موضحة أنها تتابع معاناة الناس عن قرب وأنها ظلت طوال اليوم تستعلم عن الوضع، مشيرة إلى أن اليوم كان يوم خوف على الحياة والممتلكات. وقالت إن مئات الآلاف اضطروا لمشاهدة المنازل وهي تتحول إلى "أفخاخ موت".

 وكشفت ميركل أنها أجرت اتصالات مع نائبها، وزير المالية أولاف شولتس، وكذلك رئيسي حكومتي ولايتي راينلاد بفالتس وشمال الراين فيستفاليا المتضررتين. وتعهدت بمساعدة المتضررين قائلة عن سكان المناطق المتضررة: "لن نتركهم وحدهم في هذه الساعة العصيبة والمروعة، وسنساعدهم أيضا فيما يتعلق بإعادة البناء".

من جانبه أعرب الرئيس بايدن، عن تعازيه للمستشارة ميركل في ضحايا كارثة الفيضانات. وفي أعقاب لقائه مع المستشارة بالبيت الأبيض اليوم الخميس، قال بايدن عن الفيضانات:" إنها مأساة... قلوبنا مع العائلات التي فقدت أحباءها". وأودت الفيضانات التي وقعت في غرب ألمانيا بحياة العشرات فضلا عن تدمير مناطق بأكملها.

كانت ميركل قد التقت نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس صباح اليوم
كانت ميركل قد التقت نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس صباح اليومصورة من: Andrew Harnik/AP/picture alliance

وشملت المحادثات مواضيع مهمة، إذ قال مكتب نائبة الرئيس الأمريكي، كمالا هاريس، إن "نائبة الرئيس ستناقش الخطر الذي تواجهه الديمقراطيات في أنحاء العالم"، إضافة إلى التحديات من الصين وروسيا وانعدام المساواة بين الجنسين وأزمة المناخ.

هذا وشدد البيت الأبيض على أنها "زيارة عمل إلى حد كبير" أكثر منها مراسم وداعية للمرأة التي اعتبرت أكثر زعماء أوروبا حزماً خلال 16 عاماً أمضتها على رأس أكبر اقتصادات القارة.

وناقشت ميركل مع بايدن التغير المناخي وتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ومستقبل أفغانستان مع انسحاب الجنود الأمريكيين والألمان وغيرهم من القوات الأجنبية، بحسب مسؤول في الإدارة الأمريكية طلب عدم الكشف عن هويته.

وتأكيداً للدور المحوري لألمانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وإرساء الأمن على ضفتي الأطلسي، ناقش الزعيمان "الهجمات الإلكترونية والعدوان على أراض" من جانب روسيا، والنزاع بين أوكرانيا وروسيا "والتصدي لتنامي نفوذ الصين".

غير أن الوقت ينفد أمام ميركل لحل بعض القضايا الملحة التي تواجهها أوروبا والولايات المتحدة، لاسيما خط أنابيب "نورد ستريم 2" للغاز الطبيعي بين روسيا وألمانيا. وعدا أن الخط لن يعبر أوكرانيا، ما يثير مخاوف من أن روسيا تتعمد إضعاف اقتصاد جارتها، فإن المشروع يؤكد اعتماد أوروبا على الطاقة من موسكو التي تزداد عدائية.

ويشار إلى أن الرئيس بايدن والمستشارة ميركل أكدا العلاقة الوثيقة بين ألمانيا والولايات المتحدة، وأشارا إلى ضرورة استمرارها. وقالت ميركل لدى استقبالها في البيت الأبيض إنها تقدر الصداقة للغاية، مضيفة: "أنا أعرف ما فعلته أمريكا من أجل تاريخ ألمانيا الحرة والديمقراطية".

من جانبه، وصف بايدن المستشارة الألمانية بأنها صديقة، والشراكة بين بلاده وألمانيا بأنها "حديدية".

منحت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ميركل شهادة الدكتوراه الفخرية
منحت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ميركل شهادة الدكتوراه الفخريةصورة من: Manuel Balce Ceneta/AP Photo/picture alliance

من جهة أخرى، منحت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ميركل شهادة الدكتوراه الفخرية. وبعد منحها الشهادة وجهت ميركل الشكر إلى الولايات المتحدة على "الإسهام العظيم" الذي قدمته في التحول الذي حدث عبر إعادة توحيد شطري ألمانيا.

ولفتت ميركل إلى أنها ستظل ممتنة بشكل شخصي للولايات المتحدة لهذا الإسهام، وأكدت أن "ألمانيا وأمريكا مرتبطتان ببعضهما البعض على أوثق نحو". وشددت على الترابط الوثيق بين الولايات المتحدة وأوروبا، الحليفتين داخل حلف الناتو والشريكتين في التجارة العالمية، ولديهما قيم ومصالح مشتركة.

وختمت ميركل كلامها بالقول: "لا توجد منطقتان في العالم تربطهما مصالح وقيم مشتركة بهذا العمق وهذا الاتساع كما هو الحال مع أوروبا وأمريكا الشمالية".

ي.أ/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)