1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رمز مهم بالسنغال - بناء مقر جديد لمعهد غوته حول شجرة باوباب

٢٢ فبراير ٢٠٢٢

حول شجرة باوباب كبيرة سيتم تشييد مبنى جديد لمعهد غوته في العاصمة السنغالية داكار. وسيستخدم المهندس المعماري المعروف، فرنسيس كيري، مواد بناء تقليدية صديقة للبيئة تستخدم منذ مئات السنين في المنطقة، فما هي هذه المواد؟

https://p.dw.com/p/47NPt
مجسم افتراضي لمبنى معهد غوته الجديد في داكار
مجسم افتراضي لمبنى معهد غوته الجديد في داكار حيث تتوسطه شجرة باوباب التي لها قيمة رمزية كبيرة جدا في السنغالصورة من: Kéré Architecture

تبريد طبيعي من خلال الرياح والخشب والطين كمواد أساسية لبناء البيوت التي تم تشييدها في انسجام مع مسار الشمس لتوفير دفء وظل طبيعيين. فبدلا من الإفراط في استغلال الطبيعية، يعول جيل جديد من المهندسين المعماريين في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية علىموارد ومواد بناء صديقة للبيئة وتحميها.

أحد هؤلاء المهندسين المعروفين، هو فرنسيس كيري، المولود في بوركينا فاسو والذي يعيش في برلين، يقول في هذا السياق لـ DW "من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا، ليس في أفريقيا فقط وإنما على كل كوكب الأرض، من المهم العودة إلى الوراء واستخدام المواد التي منحتنا إياها الطبيعة وعدم الإفراط في استغلالها بعد الآن".

وحاليا يعمل كيري على تطوير مبنى جديد لمعهد غوته في العاصمة السنغالية داكار. إنه حجر الأساس، فهي المرة الأولى في تاريخ المعهد الألماني التي يتم فيها تشييد مبنى بهذه الطريقة والمواد في جنوب الصحراء الأفريقية. "إننا سعيدون جدا، أن فرنسيس كيري تولى تصميم هذا المبنى. كان الأمر واضحا دائما بالنسبة إلينا، أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين الجهات الفاعلة في ألمانيا والسنغال أو جنوب الصحراء الأفريقية" يقول فيليب كوبرس، مدير معهد غوته في داكار. وخلال زيارته للسنغال في (21 شباط/ فبراير 2022) وضع الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، حجر الأساس للمبنى الذي من المقرر الانتهاء من بنائه وافتتاحه العام القادم.

هناك الكثير من مواد البناء الطبيعية والتي لا تضر البيئة

مواد تقليدية في مظهر جديد

سيستخدم المهندس فرنسيس كيري، مواد بناء تقليدية محلية مثل الطين والتربة الصلصالية الاستوائية "لاتريت". والجدار سيكون عبارة عن طبقتين من الطوب.

ويستخدم كيري، الطين بسبب تركيبته وخصائصه المنظمة لدرجات الحرارة والذي يستخدم منذ مئات السنين في البناء هناك. ونهجه في البناء تقليدي وحديث في نفس الوقت، ومعظم أعمال البناء سينفذها عمال محليون. ويقول لـ DW "البناء مهمة كبيرة، وتحتاج للعمل والتعاون بين كثير من الأشخاص، الذين لديهم خبرة طويلة ينقلونها للجيل التالي". ويضيف "ويعني هذا أنه (البناء) ثمرة عمل مشترك، وقد التزمت بذلك بشكل جيد جدا في مشاريعي".

المهندس المعماري المشهور، فرنسيس كيري، رغم نجاحه العالمي لم ينس أصوله، حيث نشأ وترعرع في قرية صغيرة في بوركينا فاسو. ومن أجل الذهاب إلى المدرسة كان عليه الانتقال إلى المدينة والعيش لدى أقاربه هناك. وفي ثمانينات القرن الماضي حصل على منحة دراسية ألمانية للتأهيل المهني في برلين، حيث تعلم مهنة النجارة، وبعد ذلك درس الهندسة المعمارية في جامعة برلين التقنية. وخلال دراسته وهو لا يزال طالبا نفذ مشروعه الأول في بلده بوركينا فاسو والذي كان عبارة عن مدرسة ابتدائية تم بناؤها في قرية غاندو، ولهذا حصل عام 2004 على جائزة آغا خان للهندسة المعمارية، وهي الأولى من بين الجوائز التي حصل عليها. وكان سيقطع دراسته لولا إلحاح أساتذته وإقناعهم له بضرورة إتمام دراسته الجامعية. في عام 2005 أسس مكتبه الخاص للهندسة المعمارية في برلين. وفي الأثناء حقق نجاحا عالميا، وقد ساهم في تحقيق شهرته من خلال تصميمه "قرية أوبرا أفريقيا" في بوركينا فاسو بمبادرة من المخرج الألماني الراحل كريستوف شلينغنزيف.

قرية أوبرا أفريقيا" في بوركينا فاسو
من خلال تصميمه "قرية أوبرا أفريقيا" في بوركينا فاسو بمبادرة من المخرج الألماني الراحل كريستوف شلينغنزيف، حقق المهندس فرنسيس كيري شهرة عالميةصورة من: Florian Schuh/dpa/picture alliance

أما المبنى الجديد لمعهد غوته في داكار فمن المقرر أن يتسع لـ 600 طالب وسيتم تزويده بالتقنيات الحديثة، حيث ستكون هناك قاعات لمؤتمرات الفيديو والدورات عبر الانترنت، حسب مدير المعهد فيليب كوبرس. كما سيكون هناك ستوديو في المكتبة لتوثيق وتسجيل المعارف الشفهية المحلية بشكل رقمي. ويرى كوبرس أن دور معهد غوته في داكار ومنذ تأسيسه عام 1978 هو تشجيع الحوار بين الناس وتعزيز التفاهم بينهم.

رمزية كبيرة جدا لشجرة باوباب

شجرة باوباب ستتوسط المبنى الجديد، حيث أن "هذه الشجرة لها رمزية (قيمة معنوية) كبيرة جدا جدا لدى السنغاليين. إنها مكان لاجتماع أهل القرية، ولكبار السن الذين يجتمعون في ظلها ويناقشون الأمور الهامة، وربما كانت بمثابة قاعة لمحكمة محلية صغيرة أيضا لفض النزاعات أو غير ذلك" يقول كوبرس.

وبعد تأجيل البدء في تنفيذ المشروع بسبب جائحة كورونا، يتوقع المسؤولون أن تنتهي أعمال البناء ويتم افتتاح المبنى الجديد لمعهد غوته في داكار في صيف عام 2023.

راينر تراوبه/ فيلي شومان/ ع.ج