1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رسائل مغتربين لبنانيين في برلين..أكثر من أسى على بيروت

١٣ أغسطس ٢٠٢٠

الأسى والغضب: مغتربون لبنانيون يتظاهرون أمام سفارة بلدهم في برلين، ويطالبون الحكومة الألمانية ربط مساعداتها إلى لبنان بشروط. بالنسبة لوزير الخارجية الألماني الذي يزور بيروت فان لبنان بحاجة إلى "بداية جديدة".

https://p.dw.com/p/3gqr5
Berlin I Protest vor der libanesischen Botschaft
صورة من: DW/C. Suchy

 الثلاثاء بعد الظهر الأسبوع الماضي. عندما كان رمزي مرهج قد أنهى لتوه يومه في العمل من المنزل وأراد الذهاب للعب كرة السلة. بينما كان يستعد لمغادرة شقته في برلين ألقى نظرة قصيرة على صفحة فيسبوك. صديقة له حملت  قبل 20 ثانية فيديو على البث المباشر في فيسبوك من بيروت. وبعدها لم يعد شيء مثل السابق.

"هذه الصديقة تسكن في مر ميخاييل مباشرة بالقرب من الميناء. كانت في بث مباشر على هاتفها الجوال. رأيت كيف كانت يداها مليئتين بالدم وكيف دٌمر بيتها"، يتذكر رمزي ما حدث يوم الكارثة. "لقد صرخت ـ وبعدها مباشرة انقطع الاتصال".

رمزي يقيم منذ 15 عاما في ألمانيا وباقي عائلته يعيش في لبنان، بعضهم في جبال منطقة الشوف، لكن الجزء الأكبر في وسط بيروت. وحاول رمزي الاتصال بعائلته عندما تم تحميل فيديوهات حول الانفجار والسحابة التي تذكر بانفجار نووي، كما تبدو في المواقع الاجتماعية مصورة من عدة زوايا.

وبعد 30 دقيقة من القلق يحصل على الخبر المخلص: على الأقل والداه وإخوته نجوا من الكارثة. ومعارف لرمزي لم يحالفهم الحظ. مثلا صديقة لفظت أنفاسها الأخيرة في الانفجار، إذ كانت تعمل بالقرب من الميناء. ووالد أحد الأصدقاء يبقى مفقودا. ومنذ وقوع الكارثة في الأسبوع الماضي لم يتمكن رمزي من النوم. "أنا متعود على أن تحصل انفجارات أو اعتداءات في بيروت. وهذا يطال في العادة الجيران أو شارعا. إذن نعرف بسرعة من المستهدف. لكن هذه المرة الوضع مختلف. فما حصل الآن في بيروت لم أستوعبه إلى اليوم"، يقول رمزي.

حركة احتجاج لبنان تصل إلى برلين

وفي الوقت الذي يحاول فيه إخوته وبعض الأصدقاء المرور عبر أحياء بيروت المدمرة ـ في البداية لجمع ما تدمر وبعدها للاحتجاج ـ كان رمزي يقف الاثنين مع مجموعة من اللبنانيين أمام السفارة اللبنانية في برلين تحت الأعلام اللبنانية بصحبة أغاني المطربة فيروز، وهتفوا "كلهن يعني كلهن" وهي عبارات تدعو إلى تنحي النظام، وكلمات ثلاث تحولت منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي إلى نداء الحركة الاحتجاجية في لبنان. والآن وصلت حركة الاحتجاج إلى السفارة اللبنانية في برلين.

رمزي مرهج في بيروت قبل الكارثة
رمزي مرهج في بيروت قبل الكارثة صورة من: Ramzi Merhej

"أتمنى لو كنت هناك لمساعدة الناس الذين يتعرضون للضرب وإطلاق النيران من قبل الشرطة والجيش. ومن ناحية أخرى أعرف أنني قادر على المساعدة من هنا"، يقول رمزي "ولذلك بذلت الجهد لتنظيم الاحتجاجات أمام السفارة اللبنانية. هذا أقل شيء يمكن أن أفعله لممارسة الضغط من هنا في برلين على النظام وممثليه".

ومساء الاثنين أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسن دياب استقالة كافة أعضاء الحكومة. ومنذ نهاية الأسبوع سبق وأن استقال ستة وزراء بينهم وزير الصحة ووزيرة العدل. لكن يبقى أعضاء الحكومة في مناصبهم لتسيير شؤون الدولة. وعقب إعلان استقالة الحكومة احتشد محتجون أمام البرلمان في بيروت وطالبوا بحل البرلمان واستقالة الرئيس ميشال عون.

"استقالة الحكومة ليس لها معنى"، يقول رمزي. "ما دام رئيس الجمهورية أيضا ورئيس البرلمان لم يستقيلا، وما دام البرلمان لم ينحل، لن يكون هناك أمل بالنسبة إلى لبنان. حكومات ستأتي وستذهب، لكن النظام لن يتغير. يجب علينا أن نجبر الناس على تحمل المسؤولية عما يفعلوه".

والأحد وعد تحالف من مانحين دوليين خلال مؤتمر عبر الفيديو بمساعدات طارئة للبنان بقيمة 200 مليون يورو، من بينها 20 مليون من ألمانيا. وقبل هذا المؤتمر أعلنت ألمانيا عن مساعدات عبر الصليب الأحمر الألماني بقيمة 10 ملايين يورو للمساعدة الانسانية. وهذه الأموال لا يحق أن تُصرف للحكومة اللبنانية مباشرة، كما يطالب أدي رزق الذي يعيش منذ 20 عاما في ألمانيا وتظاهر أيضا الاثنين أمام السفارة اللبنانية في برلين. "معروف للعموم أن الفساد ليس له حدود وأن الأموال ستختفي وأن النخب الغنية هي التي ستستفيد"، يحذر رزق.

وزير الخارجية الألماني ماس أثناء زيارته إلى بيروت ـ أموال للصليب الأحمر اللبناني
وزير الخارجية الألماني ماس أثناء زيارته إلى بيروت ـ أموال للصليب الأحمر اللبناني صورة من: Reuters/A. Rinke

وفي إطار مؤتمر المانحين قرر المجتمع الدولي ربط الدعم المرتقب بإصلاحات من بينها توجيه الطلب لإجراء تحقيق مستقل حول سبب الانفجار. وحتى وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس الذي قام الاربعاء بزيارة إلى لبنان بإطلاق صفحة جديدة للبلاد.

ويحتاج لبنان الآن إلى "انطلاقة قوية" و "إصلاحات اقتصادية عميقة"، كما أعلن ماس. فقط من خلال هذا المسار بإمكان لبنان "كسب شبيبته لمستقبل جيد" وبناء الثقة في القيادة السياسية.

"أطلب من هايكو ماس أن ينفذ بالفعل هذا الشيء وأن لا يدفع سنتا واحدا للحكومة اللبنانية قبل أن تستجيب لطلبات المحتجين"، كما يؤكد الناشط رمزي. "هؤلاء الناس يجب تحميلهم المسؤولية على هذه الكارثة. إنها جريمة ضد الانسانية".

كلارا سوشي/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد