رحلة ممتعة واستثنائية إلى بلاد الثلج والجليد
زيارة المناطق المتجمدة الثلجية طيلة العام غير متاحة لأغلب الناس، ولا يقصدها من السائحين إلا عشاق المغامرة منهم، لما تنطوي عليه من أخطار رغم جمالها. المصورة أكاسيا جونسن من ولاية الاسكا زارت بلاد الثلج ووافتنا بهذه الصور.
أبعد نقطة شمال الكرة الأرضية
القطب الشمالي هو أبعد نقطة في شمال كوكبنا، وهو بارد وبعيد، لكنه ليس مهجوراً. ففيه تقع ثمانية بلدان يبلغ مجموع سكانها 4 ملايين نسمة. ورغم تنوع ثقافات هذه البلدان، إلا أنّ البرد القارس والشفق القطبي وتآكل البحر الجليدي بسبب الاحتباس الحراري هي قواسم مشتركة بين ساكنيها.
مصدر للحياة
عاش الإنوت في ولاية الاسكا وغرينلاند وشمال كندا منذ آلاف السنين. وتدعى مناطق توطنهم "إنوت نونانغات" والتي تشير إلى الأرض والماء والثلج في القطب الشمالي. وبالنسبة لهم ، فالمنطقة مصدر خصيب للحياة والطعام والثقافة، وهم يتوزعون فيها على 53 مستوطنة.
التأثير العميق للتغير المناخي
يستخدم الإنوت في كندا السطح الجليدي لرحلات الصيد وصيد السمك، وللتنقل والسفر عبر المناطق التي لا يمكن الوصول إليها بوسيلة أخرى. التغيير المناخي القى بظلاله الثقيلة على الحيوانات والاسماك والبيئة وثقافة الإنوت ومستوى رفاههم.
صيف أربعينات هذا القرن بلا ثلوج
فيما يعم الدفء في الأرض والمحيط والمناخ، فإنّ بحار الثلوج وهي عماد الحياة في القطب الشمالي بدأت تتآكل. وطبقا لتوقعات مختلف العلماء، فإنّ صيف القطب الشمالي فيما بعد 2040 سيكون بلا ثلوج، وهذا يعني تغيير ديموغرافي أساسي في الحياة هناك وتغير في مسارات التنقل.
الحياة البرية في القطب الشمالي
مجموعة جزر سفالبارد النرويجية بين النرويج والقطب الشمالي لم تكن مأهولة قط، لذا باتت مرتعا للحياة البرية بتنوعها الحيواني والنباتي. هي فردوس حقيقي للدببة القطبية باعتبارها" ملوك القطب الشمالي"، لكنّها من الثدييات البحرية وتعيش على البحر الجليدي الذي يتآكل.
بحار الجليد تفقد ملامحها
بالنسبة للفقمة المحلقة والدببة القطبية، تشكل بحار الجليد مصدراً أساسياً للغذاء، ورغم أنّ المنطقة حاليا تعد محمية مثالية للدببة القطبية إلا أن التغيرات المناخية تؤثر على حياة باقي الصنوف وتربك عاداتها الغذائية والحياتية.
القارة البيضاء
المحيط المنجمد الجنوبي ويسمى القارة البيضاء، مساحة شاسعة من الثلج والجليد لم يسكنها البشر، وتعد واحدة من أغنى البراري العذراء المتبقية على وجه الكوكب. ورغم بردها القارس فأنّ مصادر غذائها تجعلها موطناً لطيور البطريق والفقمة والحيتان.
البراري العذراء
تعتمد سلة الغذاء الحيوانية القطبية على أعشاب الكريل التي تعتمد بدورها على تكوينات فيتوبلانكتن الجليدية التي تينع في درجات الحرارة شديدة البرودة. ومع ارتفاع درجات حرارة الكوكب، تتآكل هذه القشرة بما يشكل تهديدا وجوديا للحياة البرية في القارة الجنوبية. المناطق العذراء هنا مازالت سالمة، لكن وجودها بات قلقاً.
تفاوت دراماتيكي
تعتبر المصورة أكاسيا جونسن أنّ المناطق القطبية في الشمال شاسعة ومتنوعة لكن التغير الحراري خلق تفاوتا كبيرا في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء، ما خلق حالة عدم توازن بالوفرة والضوء والعتمة.كارولين شمت/ ملهم الملائكة