1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراسة علمية عن مشاكل اندماج الاطفال المغاربة في المجتمع الألماني

محمد مسعاد٢٩ يناير ٢٠٠٦

يواجه أغلب أطفال الجاليات العربية في ألمانيا مشاكل عندما يباشرون بتعلم الألمانية. دراسة علمية أظهرت ضعفا ملحوظا عند الاطفال المولدين لعائلات مغربية بالذات. موقعنا يلقي الضوء على هذه الدراسة من خلال محاورة المسؤولين عنها.

https://p.dw.com/p/7rb2
المدرسة الدولية في مدينة لايبتسغصورة من: dpa

يعيش في ألمانيا أكثر من 7 ملايين مهاجر وصلوا إليها تباعا منذ ستينيات القرن الماضي في إطار ما عرف آنذاك بموجات الهجرة التي عرفتها أوروبا عموما وألمانيا على الخصوص بعد الحرب العالمية الثانية. ويستقر أغلب المهاجرين في ألمانيا في ولاية شمال الراين وستفاليا بنسبة حوالي 21.91 في المائة، باعتبارها منطقة تضم أكبر التجمعات الصناعية في ألمانيا. ونظرا للتطور السياسي والثقافي الذي عرفه المجتمع الألماني، أتيحت الفرصة لعدد كبير من المهاجرين الاستقرار في ألمانيا وإمكانية الحصول على الجنسية الألمانية، إذ استفاد منذ 1994 الى 2004 حوالي 800 ألف شخص من إجراءات الحصول على الجنسية الألمانية. ومن الطبيعي أن ينجم عن هذا عدد من المشاكل التي أخذت أبعادا كثيرة يتفق معظم المراقبين على تسميتها بمشاكل الاندماج سواء في المجتمع بشكل عام أو في بعض فروعه كسوق العمل أو المدرسة. وتعتبر المدرسة المقياس الحقيقي لهذا التجاذب بين الأنا والآخر، إذ يعرف معظم الأبناء المنحدرين من أسر مهاجرة مشاكل كثيرة في التكيف مع خصوصية النظام التعليمي الألماني. وهنا نسلط الضوء على دراسة علمية تعنى بالجالية المغربية والمشاكل التي يتعرض لها أبناؤها عندما يبدأون بتعلم اللغة الألمانية داخل المدارس الألمانية.

لماذا هذه الدراسة؟

Dr.Elmedlaoui
الدكتور محمد المدلاوي، أخصائي لغوي في جامعة محمد الخامسصورة من: DW

يضم المعهد الذي أشرف على الدراسة عددا من الباحثين والمهتمين من مجالات مختلفة. ويهتم المعهد في الوقت الحاضر بكل ما يتعلق بقضايا الهجرة والتعدد اللغوي والثقافي وقضايا الإندماج، إذ تشكل هذه القضايا في نظره في الفترة الراهنة وفي المستقبل القريب محور الاهتمام في المجتمعات الغربية. ومن بين مجالات البحث التي يهتم بها نجد" المصادر والحواجز اللغوية عند الأطفال المغاربة في ألمانيا". ويشرف على المشروع كل من البروفيسور اوتس ماس وأوليرش ميلهيم بتعاون مع جامعة محمد الأول المغربية وبشكل خاص مع الدكتور محمد المدلاوي. كما يحظى المشروع بدعم خاص من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وتحاول هذه الدراسة الوقوف على الأسباب التي تعيق تحصيل عدد من الأطفال المغاربة من الجيل الثاني والثالث للغة الألمانية. لهذا اهتم المعهد بدراسة أسباب هذه الظاهرة من زاويتين، الأولى تهتم بالعلاقة بين إتقان اللغة الألمانية والمصادر اللغوية لديهم، خصوصا وأن أغلبهم يتحدث لغتين والزاوية الثانية هي معرفة المشاكل التي تعيق نقل المعلومات الشفوية والكتابية إليهم.

الإطار النظري للبحث

Deutsch-Kurse für türkische Frauen in Hamburg
درس تعلم اللغة الألمانيةصورة من: dpa

وعلى الصعيد النظري للبحث، يرى الدكتور المدلاوي أن للبحث غاية تربوية، وأنه اعتمد منهجية البحث الميداني لمعرفة الطبيعة السوسيولغوية للأطفال المغاربة أملا في التوصل الى معرفة أسباب فشل اندماج عدد مهم منهم في النظام التربوي الألماني أو المجتمع بشكل عام. وتوصل البحث الى أن أغلب الأطفال المنحدرين من أسر مغربية يفشلون في سلك نظام التعليم العادي بألمانيا، مما يؤدي الى نقلهم الى مدارس تعرف في ألمانيا ب"المدراس الخاصة" Sonderschulen وهو نظام مخصص للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية. ولقد امتد هذا البحث إلى مرحلتين الأولى كانت بين سنة 1999 ـ2002 والثانية ما بين سنة 2002 الى غاية 2004 ، مركزا تحديدا على منطقة الرور في ولاية شمال الراين وستفاليا، حيث أكبر تجمع للجالية المغربية بألمانيا. وتنحدر غالبية المغاربة من المنطقة الشمالية الشرقية للمغرب التي يتحدث سكانها اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية. وتبقى الإشارة الى أن البحث شمل الأطفال الممتدة أعمارهم ما بين (8 ـ 15 ) سنة.

ما العمل إذن ؟

إذا كانت دراسة "بيزا" وهي أهم الدراسات التي تناولت الأنظمة التعليمية في الدول الصناعية، تشدد على ضرورة انفتاح الأنظمة التعليمية على الثقافات الأخرى، فإن البحث عن موضع مقالنا هذا يركز على أن النظام التعليمي الألماني وإن كان تربويا مؤهلا لتنفيذ هذه التوصية، يفتقد في الواقع إلى استراتيجية واضحة لذلك. إن أهم النتائج التي توصل إليها بحث جامعة أوزنابريك في نظر الدكتور المدلاوي تتجلى في كون تطور اللغة الأم لدى الأطفال يلعب دورا حاسما في إغناء الإمكانيات التواصلية لديهم وأن هذه الإمكانيات نفسها تنعكس مباشرة على درجة اندماج هؤلاء الأطفال في المجتمعات التي يعيشون فيها، هذا بالإضافة الى نتيجة أخرى مفادها أن النظام التعليمي بألمانيا غير مؤهل تماما إلى احتضان وتأطير التعدد اللغوي الذي يميز الأطفال المنحدرين من أسر مغربية. ويطالب الفريق المشرف على هذا البحث بضرورة أن تعمل كل من ألمانيا والمغرب على تطوير مناهجها التعليمية بشكل يمكن فيه إغناء ملكات التعدد اللغوي لهؤلاء الأطفال.

Deutschkurs
كيف السبيل الى اقتحام اللغة الألمانية؟صورة من: AP

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد