1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خلاف أوروبي حول حظر منح التأشيرات للروس و"معاقبة الجميع"!

١٢ أغسطس ٢٠٢٢

رئيسة حكومة أستونيا تغرد "زيارة أوروبا امتياز وليس حقا من حقوق الإنسان". والخارجية الروسية ترد: "هراء". حكومات فنلندا ودول البلطيق تطالب بحظر منح الروس تأشيرات سياحية، فيما يعارض المستشار الألماني أولاف شولتس الفكرة.

https://p.dw.com/p/4FQSW
Schengen Visum
صورة من: Imago Images/YAY Images

يحب صديقي الروسي ارتيوم فنلندا كثيرا، فهناك البحيرات الجميلة، والناس اللطفاء، والهواء النقي. يعيش في مدينة سانت بطرسبورغ القريبة من فنلندا وبواسطة الحصول على تأشيرة سريعة من قنصلية فنلندا في مدينته يمكنه زيارة فنلندا متى يشاء حتى الآن رغم إغلاق الخطوط الجوية بين روسيا والدول الأوروبية. الطيران الروسي ممنوع دخوله دول الاتحاد الأوروبي والعكس أيضا صحيح. ولذا يستعمل أرتيوم الطريق البري، لزيارة فنلندا، إذ يسافر في نهاية عطلة الأسبوع قاطعا مسافة 400 كم من سانت بطرسبورغ وحتى عاصمة فنلندا هيليسنكي. واحيانا يبقى في مدينة لابينرانتا الفنلندية القريبة من الحدود الروسية.

بعض الدول ترفض منخ التأشيرات للروس!

بعكس أرتيوم لا يعود الآلاف من السياح الروس إلى روسيا بعد مغادرتها. على الأقل ليس سريعا. فكثير منهم يسافرون بعد عبورهم الحدود مباشرة إلى مطار هلسنكي – فانتا، للطيران غربا إلى أوروبا. وبحسب وسائل إعلام فنلندية تقدم نحو 60 ألف روسي بطلب الحصول على تأشيرة فنلندية. فيما قدم معظم المتقدمين للحصول على تأشيرة شنغن من سانت بطرسبورغ. المدخل هذا بالتحديد إلى أوروبا الذي يثير قلق العديد من الأوروبيين الآن. إذ ُيقال، إنه بينما تقصف موسكو  المدن الأوكرانية ، لا يمكن للمواطنين الروس الاستمتاع بالعطلات الصيفية في أوروبا.

دول البلطيق، أستونيا، ليتوانيا، لاتفيا، أغلقت بابها منذ أشهر بوجه المواطنين الروس الراغبين بالحصول على تأشيرات دخول إلى الاتحاد الأوروبي، لاتفيا تسمح بدخول الروس فقط في حال وفاة أحد أقاربهم في البلاد. حكومتا فنلندا وأستونيا طالبتا دول الاتحاد الأوروبي بعدم إصدار تأشيرات دخول إلى المواطنين الروس، وفي فنلندا يؤيد نحو 58 بالمئة من المواطنين عدم منح مواطنين روس تأشيرات الدخول، بحسب استطلاع رأي أجرته قناة "واي ل إي/ Yle" الحكومية.

شولتس له موقف معارض لحظر منح التأشيرات السياحية للمواطنين الروس إلى أوروبا.
المستشار شولتس يعارض حظر منح التأشيرات السياحية للمواطنين الروس إلى أوروبا. صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

نقاش أوروبي حول التأشيرات

في نهاية آب/ أغسطس الجاري ينوي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاجتماع في براغ وموضوع التأشيرات سيكون حاضرا على جدول أعمالهم. دول الاتحاد وهي 27 دولة، لا تنتمي جميعها إلى منطقة شينغن التي تضم 26 دولة. أربع دول - سويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين - التي تصدر أيضا تأشيرات شينغن ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.

ديمتري لانكو من مركز الأبحاث الأوروبية في جامعة سانت بطرسبورغ لا يرى في النقاش الحالي سوى "قومية يومية". وفي لقاء مع DW انتقد محاولة معاقبة كل الروس. تحت مصطلح الروس يقع "أيضا الشيشانيون والتتار وكل الشعوب التي تعيش في الفيدرالية الروسية من دون استثناء، بما في ذلك الأوكرانيون الذين يعيشون في روسيا".

رئيسة حكومة أستونيا كايا كالاس صبت الزيت على النار بتغريدة كتبت فيها :"زيارة أوروبا هو امتياز وليس حقا من حقوق الإنسان". كلماتها هذه أثارت غضبا بين الروس. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كتبت قائلة إن هذا "هراء" مصدره "فانتازيا أستونية". وسخرت على موقع تيليغرام بالقول "الامتياز الحقيقي أن تكون محظوظا بما يكفي لمشاهدة روسيا متنوعة ورائعة".

ألمانيا تعارض

ألمانيا لها موقف متحفظ كشف عنه مستشارها  أولاف شولتس  الذي عارض الحظر. وقال شولتس أمام صحفيين يوم الخميس (11 آب/ أغسطس 2022) بالعاصمة برلين: "إنها حرب بوتين ، ولهذا السبب يصعب عليّ للغاية التفكير في ذلك". وأوضح المستشار الألماني أنه إذا تم توجيه العقوبات "ضد الجميع، وضد الأبرياء أيضا"، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى الحد من فاعلية هذه العقوبات.

من جانبها أكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنه وفقا للقانون الساري، فإن فرض حظر أساسي على منح تأشيرات سياحية غير ممكن على الإطلاق، وشددت على أنه يجب فحص كل طلب لتلقي تأشيرة على حدة.

وأوضحت أن المفوضية الأوروبية أرسلت مبادئ توجيهية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو الماضي، والتي يمكن بموجبها رفض طلبات بعد فحصها فرديا؛ في حال كان الشخص المتقدم بالطلب يشكل خطرا مثلا على النظام العام أو الأمن الداخلي أو العلاقات الدولية.

وقالت المتحدثة إنه يجب في الوقت ذاته ألا تنتهك الدول الأعضاء القانون الدولي، وأوضحت أنه سيجب أن يحصل بعض الأشخاص مثلا على تأشيرة

لأسباب إنسانية، أو لأن لديهم أفراد أسرة في الدول التي يتقدمون بطلب تأشيرة لدخولها أو لأنهم صحفيون. وتابعت أن هناك مباحثات حاليا على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل الإعلام عن أحدث التطورات ومن أجل ضمان إتباع إجراءات منسقة.

"لا تعاقبوا السياح بسبب السياسة"

من وجهة نظر ألكسندر جوروخوف من اتحاد المنظمات السياحية الروسية "سوناتو" ، فإن تبادل الضربات هذا هو نتيجة "انفعال عاطفي". ويقول لـ DW أن السياح الروس غالبا ما يجلبون المال معهم، حتى لو كان ذلك عبر سياحة الترانزيت، مضيفا: "في رأيي، يجب على هذه الدول العمل على تحويل التدفق من السياح العابرين الحدود إلى تدفق سياحي مع إقامة" ، ويقترح جوروخوف، حلولا براغماتية ويقول لا ينبغي على المرء محاربة السياح "بسبب الصراعات الجيوسياسية".

يوري ريجيتو / ع.خ