خدع فنية بصرية بمناسبة مرور 30 عاما على بناء هرم اللوفر
قطعة فنية تنتمي لفن الشوارع تجعل الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر يبدو وكأنه غارق في حفرة كبيرة. الهيكل الأيقوني، والذي أصبح الآن من مرادفات باريس، كان محط سخرية باعتباره "مزحة" عندما تم كشف عنه النقاب عام 1989.
خدعة تخطف العيون
بالرغم من تجاوز عمر أكبر متحف للفن في العالم 200 عاما، لم يتم تنفيذ واجهة المتحف وهرمه الزجاجي، إلا في عام 1989. وللاحتفال بمرور ثلاثين عاما على إنشاء الواجهة، تم تكليف فنان الشوارع جان رينيه، والمعروف بـ "جيه أر"، بتصميم خدعة بصرية مؤقتة من قصاصات الورق. رؤية تلك القطعة الفنية من أعلى يضفي عمقا مذهلا على الهرم، والذي يصل ارتفاعه إلى 21 مترا أو ما يعادل 70 قدما.
"بانكسي" الفرنسي
يُلقب فنان الشوارع جيه آر بـ "بانكسي" الفرنسي نسبة لفنان الشوارع البريطاني بانكسي مجهول الهوية والمعروف بأعماله الفنية ذات الطابع السياسي والاجتماعي. ووعد جيه آر بأن يكشف أخر اعماله الفنية "سر الهرم الأكبر"، ليقوم باستخدام تقنية تؤدي لتشويش صورة الجسم بحيث لا يمكن رؤيته بشكل صحيح سوى من زاوية معينة، إلا أن جيه أر لم يستطع إكمال عمله الفني بمفرده.
خدعة عبر مئات المتطوعين
شارك حوالي 400 متطوعا في العمل لتنفيذ المشروع الفني، وتم تقسيمهم إلى فرق مكونة من 50 شخصا قضى كل منها أربعة أيام للصق القصاصات الورقية على أحجار أرضية الساحة أمام المتحف. وقال مصمم العمل لوكالة الأنباء الفرنسية: "يوجد أكثر من 2000 قصاصة يجب لصقها على الأرض، ويبلغ طول كل منهم عشرة أمتار، ولهذا يعتبر هذا العمل أحجية ضخمة".
شاشة عرض ضخمة
عند الانتهاء من العمل، أصبح التكوين الفني مثل شاشة عرض ضخمة تعكس الهرم وكأنه ينبثق من قاعدته التي تبدو وكأنها محجر ضخم لصخور بيضاء اللون. وللسماح للجمهور برؤية الخدعة، تم عرض الشكل الجوي للمشروع الفني على شاشتين بلازما في الساحة الأمامية للمتحف. وبينما لم يتم المساس بالهرم الرئيسي، تم تغطية الأهرامات الثلاثة الأصغر حجما بالورق لإبراز الشكل النهائي للخدعة البصرية.
شكاوي عاجلة
بالرغم من كل هذه الضجة المرافقة للمشروع الفني، لم ينبهر بعض زوار المتحف كما ينبغي، بل واشتكوا من عدم القدرة على رؤية أي خدع بصرية من على مستوى الأرض.
الاختفاء
التكوين الفني هو العمل الفني الثاني لصاحبه جيه ار، نسبة إلى أسمه الحقيقي وهو جان رينيه، على الهرم الشهير لمتحف اللوفر. ففي عام 2016، قام بإخفاء الهرم الزجاجي باستخدام خدعة قائمة على استخدام صورة باللونين الأبيض والأسود. تم حينها تغطية الهرم، المكون من حوالي 700 قطعة زجاجية، بالأجزاء المكونة لصورة ضخمة لقصر اللوفر.
الهرم الفرعوني لميتران
الهرم، والذي بدأ بنائه بتكليف من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران عام 1984، كرهه كثير من الباريسيين لشعورهم بعدم اتساق البناء الزجاجي الجديد مع قصر اللوفر ذو الطابع الفرنسي الكلاسيكي الذي يعود لعصر النهضة. ووصلت السخرية كذلك للمهندس صاحب التصميم، الأمريكي الصيني أي أم باي، لكونه غير فرنسي بما يكفي. أما اليوم، فقد أصبح الهرم من المعالم الأساسية لباريس.