1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: القذافي لن يتنحى لمجرد مطالبة الاتحاد الأوروبي له بذلك

١١ مارس ٢٠١١

لم يتبن القادة الأوروبيون في قمتهم الاستثنائية قرارات حاسمة في الملف الليبي، فقد طالبوا القذافي بالتنحي لكنهم لم يتفقوا على عمل عسكري ضده، وذلك له علاقة بالمصالح والمخاوف الأوروبية كما يعتقد الخبير الألماني توماس هازل.

https://p.dw.com/p/10Xs0
الاتحاد الأوروبي أعتبر المجلس الوطني الإنتقالي الليبي ك"محاور شرعي" و "محاور جدير بالثقة"صورة من: picture-alliance/dpa

دويتشة فيلة: السيد توماس هازل، القادة الأوروبيون طالبوا في قمتهم الاستثنائية والتي تطرقت للأزمة في ليبيا بتنحي الرئيس القذافي. كيف تقيمون هذا الطلب؟

توماس هازل: طبعا يمكن للإتحاد الأوروبي أن يطالب القذافي بالتنحي. لكنه بالتأكيد لن يتنحى لمجرد مطالبة الاتحاد الأوربي بذلك. القذافي يملك اليد الطولى حاليا في ليبيا، وهو إما سيبقى في السلطة مستخدما العنف لتحقيق ذلك، أو سينهار نظامه تماما. لا يجب أن ننسى أن القذافي لا يملك مكانا آخر يمكنه التوجه إليه، لكونه لا يملك أصدقاء في كل العالم. لذا فهذه الحرب بالنسبة له هي حرب حياة أو موت، كما أن مطالبة الاتحاد الأوروبي له بالتنحي لن يكون لها أي جدوى.

كيف تفسر موقف الإتحاد الأوروبي إذن؟

أعتقد أن هذا الموقف المتردد دليل على أن لا أحد يعلم مصير القذافي ونظامه بالتأكيد. هناك مخاوف من أن يتمكن من السيطرة والبقاء في السلطة، لذا لا أحد يرغب أن يضيع فرصة التعاون معه في هذه الحالة وربما لأمد طويل. من جهة أخرى ليس في استطاعة الاتحاد الأوروبي أن يقوم بعمليات عسكرية منعزلة، لكن ربما بتعاون مع الولايات المتحدة. كما أنه من المعلوم أن الاتحاد الأوروبي لن يقوم بهجوم عسكري إلا بوجود قاعدة قانونية تصدرها الأمم المتحدة، أو ربما موافقة الجامعة العربية.

لماذا هذا التردد إذن؟

FU Berlin Prof. Thomas Hasel
توماس هازل، أستاذ في جامعة برلين الحرة وخبير في شؤون شمال إفريقياصورة من: privat

أعتقد أن التردد الأوروبي يرجع لكون الولايات المتحدة لم تقرر بعد كيف ستتعامل مع الملف الليبي. إضافة إلى ذلك فإنه من المؤكد أن أي تدخل عسكري في دولة عربية ربما تكون له عواقب وخيمة على الدول الغربية، وربما قد يجعلها طرفا في الصراع، ما سيعيد تجربتي العراق وأفغانستان. أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية على الإدارة الأمريكية تبرير سقوط جنود أمريكيين مثلا، وذلك لكون الصراع في ليبيا لا يحظى بأهمية لدى الرأي العام الأمريكي. أما الاتحاد الأوربي فيختبئ حسب اعتقادي وراء التردد الأمريكي.

القادة الأوروبيون اعترفوا بالمجلس الوطني الليبي كـ"طرف للحوار"، دون أن يستثنوا أطرافا أخرى. كيف تقرأون ذلك؟

أعتقد أن قادة الاتحاد الأوروبي يحاولون أن يتركوا كل الأبواب مفتوحة، لأن لا أحد يعلم هل سينهار نظام القذافي أم لا. لكن إذا أرادت أوروبا فعلا دعم الثورة، فيجب أولا فرض عقوبات اقتصادية على ليبيا تلتزم بها كل الدول الأوربية. وهنا توجد مخاوف في حال عدم التزام دول أخرى بهذا الحظر. حينها قد تخسر أوروبا. لذا يحاول الاتحاد الأوروبي حاليا التفاوض مع الثوار "الحكام الجدد" دون التخلي تماما عن النظام "القديم"، وهذه سياسة خاطئة تماما حسب اعتقادي.

طبعا ليس من السهل التقرير بالقيام بهجمات عسكرية، لسبب بسيط وهو احتمال وقوع ضحايا أبرياء. في المقابل أعتقد أن خيار الحظر الجوي، والذي يتم مناقشته منذ مدة طويلة، قد يكون مهما للغاية لمنع وصول إمدادات أو ربما مرتزقة إلى مناطق القتال. لكن كلما انتظرنا أكثر أصبحت المقاومة أكثر ضعفا. حينها سنواجه حرباً أهلية دموية أكثر بكثير مما هو عليه الحال الآن. حينها سيكون من الصعب على أوروبا أو الغرب التدخل، لأنه سيكون قد فات الأوان لذلك.

ما هي العقوبات التي يمكن للاتحاد الأوروبي مثلا فرضها على ليبيا؟ وماذا سيكون تأثيرها؟

يمكن توقيف مرور السلع إلى ليبيا ورفض استيراد النفط الليبي، كما يمكن حظر الرحلات الجوية مهما كان نوعها. هذه إمكانيات متاحة. لكن التعاون المكثف الذي صار بين أوروبا وليبيا خلال السنوات الثماني الأخيرة مكن القذافي من تكوين موارد وأرصدة كافية تمكنه من الصمود لوقت طويل أو ربما لكسب هذه الحرب، حتى وإن فقد بعدها الدور الذي كان يلعبه قبل اندلاع الثورة.

ما هو احتمال فرض هذه العقوبات؟

هذا السؤال صعب للغاية. أنا مندهش للغاية لكون هذا النقاش أخذ وقتا طويلا لحد الآن. من الواضح أن لإيطاليا مصالح أكبر في ليبيا، كما أنها تعاونت مع القذافي بشكل أكثر كثافة من الدول الأخرى. ألمانيا من جانبها هي ثاني أكبر عميل تجاري لليبيا، ولألمانيا مصالح أكبر من مصالح فرنسا مثلا أو إسبانيا. لذا أعتقد أن اختلاف المصالح هو ما يفسر هذا التردد في اتخاذ مواقف حاسمة. وطالما لم يحسم القادة الأوروبيون موقفهم الموحد كاتحاد أوروبي، فإن هذا التردد سيستمر بالتأكيد، وهذا مثل آخر على سوء التعاون داخل أوروبا فيما يتعلق بسياستها الخارجية.

وأين تبقى حقوق الإنسان والديمقراطية في كل هذا الوضع؟

حقوق الإنسان لم تلعب لحد الآن تقريبا أي دور يذكر في علاقة الغرب مع شمال إفريقيا أو العالم العربي، فقط في الخطابات السياسية، ولكن بالكاد في الممارسة السياسية. لنأخذ القذافي كمثال، فقد لعب دور البواب بالنسبة لنا لمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول إلى أوروبا. ونحن دفعنا له ثمن هذه الخدمة، دون مراعاة حقوق الإنسان. أتمنى أن يتغير ذلك في المستقبل، لكني لست متفائلا تماما.

الاتحاد الأوروبي يرغب الآن في دراسة خطوات جديدة، لكن بمشاورة الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي. هل هذه بداية سياسة جديدة لأوروبا في المنطقة؟

أعتقد أن التعاون مع الجامعة العربية قد يكون مهما للغاية في هذه الحالة، لتفادي اتهام الغرب برغبته في التدخل العسكري في دولة عربية. أما فيما يتعلق بالاتحاد الإفريقي فهو مهم أيضا لكون سياسة القذافي لم تركز على أوروبا أو الدول الغربية فحسب خلال السنوات الأخيرة وإنما أيضا على الدول الإفريقية. لذا فإن تعاون أوروبا مع الدول الإفريقية قد يكون مهما للغاية في حال الموافقة على فرض عقوبات على ليبيا.

لكن إذا أخذنا الجامعة العربية مثلا، فإن العديد من أعضاءها يواجهون ثورات في بلدانهم تحمل نفس مطالب الثورة في ليبيا. هل تعتقد أن الجامعة العربية هي الشريك الصحيح في هذا التعاون؟

هذا صحيح. الجامعة العربية قد تبدو الشريك الخطأ إذا تحدثنا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. ربما باستثناء تونس ومصر الذين عرفتا تحولا لم تعرفه الدول الأخرى، وإن وجدت العديد من الخطوات التي يجب إنجازها الآن. لكن العلاقات الدبلوماسية تأخذ دائما طرقا ووسائل تختلف عن تلك التي تسلكها المنظمات الحقوقية مثلا. لذا لا بديل عن الجامعة العربية إذا أراد الغرب التدخل في ليبيا.

أجرى الحوار: خالد الكوطيط

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد