1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: الأخبار الزائفة خطر على الديمقراطية

١٧ يناير ٢٠١٧

أين يكمن الخطر الكبير في الأخبار الزائفة؟ ولماذا يثق الناس بمثل تلك الأنباء؟ الخبير في علوم الاتصالات بجامعة ميونيخ، كارستن راينمان يعبر في الحوار التالي عن اعتقاده أن للأخبار الزائفة تأثير سلبي على تماسك الديمقراطية.

https://p.dw.com/p/2VrOe
Picture Teaser Fake News arabisch

منذ أن وُجدت وسائل الإعلام، تم الترويج لأخبار زائفة. ما هي المواصفات التي تميز الأخبار الزائفة؟

كارستن راينمان: وسائل الإعلام كانت تملك في السابق سلطة قوية نسبيا حول ما يحق تمريره للرأي العام. ويمكن اليوم لكل مستخدم للإنترنيت أن ينشر أخبارا زائفة في قطاع عام أو شبه عام. ويتم هذا الآن بشكل أسهل. والفارق الثاني هو أن كل من يتواجد في الشبكة العنكبوتية وفي مواقع التواصل الاجتماعي يشكل لبنة في عملية نشر الأخبار. فالمعلومات يمكن لها الانتشار على هذا النحو بسرعة، خارج نطاق وسائل الإعلام الكبيرة.

وهذه ظاهرة برزت بقوة في 2016. لماذا 2016 بالتحديد؟

حصلت أحداث، لم تكن لها على ما يبدو علاقة واضحة بالحقيقة. وحصل ذلك في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما حصل إبان الحملة الانتخابية لدونالد ترامب. ترامب صرح بادعاءات لا يمكن الاعتماد عليها رغم وجود أدلة مضادة. ومن جانب آخر راجت في الشبكة كميات كبيرة من الشائعات ونظريات المؤامرة، وأدى ذلك في السنة الماضية إلى الاعتقاد بأن الوضع سيء للغاية.

ماذا يمكن أن تحققه الأخبار الزائفة؟

نحن كمواطنين وكمسئولين سياسيين أيضا نحتاج في نظام ديمقراطي إلى أن نكون متحدين على نحو معين بشأن ما يحصل في الواقع. الأخبار الزائفة قد تهدد تماسك الإدراك لهذا الواقع. فالبعض يعيش في واقع يختلف عن واقع آخرين، لأنهم يعتقدون بحقيقة أشياء أخرى. وقد يتسبب ذلك في مشكلة ترتبط باتخاذ قرار يقوم على المسار ديمقراطي.

إذن، هي تشكل خطرا على الديمقراطية؟

أجل، على كل حال. إذا كانت مجموعة تعتقد أن الجرائم تكثر بشكل قوي بسبب اللاجئين، فيما تعتقد المجموعة الأخرى عكس ذلك، فإن اتخاذ كل قرار سياسي يفشل في عدم توحيد الرؤية بشأن حقيقة الأمر. وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة للديمقراطية.

Social Media - Facebook
مواقع التواصل الاجتماعي مجال لنشر الأخبار الزائفةصورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Arriens

ما الذي يجب فعله لمواجهة الأخبار الزائفة؟

يوجد في النمسا موقع معروف نسبيا يأخذ على عاتقه فضح الأخبار الزائفة. ومثل هذا الشيء لا يوجد بعدُ في ألمانيا. ومن خلال اعتماد مؤسسة مستقلة للتأكد من صحة الأخبار فقد يمكن تفادي تعليلات المتشككين في وسائل الإعلام الذين يعتبرون "إنها مجددا وسائل إعلام الكذب". وهنا على السياسيين المطالبة بعدم دعم الثقة في الأخبار الزائفة والأجواء بسبب انتقادات مبالغ فيها لوسائل الإعلام.

أنت درست أيضا علم النفس!  لماذا يصدق الناس أخبارا رغم أنها زائفة بشكل واضح؟

نحن البشر نميل مبدئيا إلى تصديق الأشياء التي تتطابق مع تصوراتنا ونعتبرها ذات مصداقية. ويعتبر الناس الذين يحكون هذه الأمور بأن لهم مصداقية أكبر، حيث لا تلعب هنا الموضوعية دورا مهما. وإذا ما تبين لي أن ما أعتقده هو خاطئ، فإن ذلك قد يغير من رأيي. لكن في كثير من الحالات يؤثر مثل ذلك على رأيي الشخصي بشكل قوي. إنها ظاهرة غريبة للوهلة الأولى، ولا يرتبط ذلك بعدم استوعابي للأخبار بشكل محايد، بل انطلاقا من رأيي الشخصي.

إذن هذا رد فعل عنيد؟

أجل ويمكن أن تكون له عواقب مختلفة. يمكن لي التشكيك في مصداقية من يعتبر بأنني مخطئ. وعندما يتعلق الأمر بإحصائيات، فإنني أعتبر المصدر أقل مصداقية. وإصلاح الأخبار الزائفة يتوصل في بعض الأحيان إلى عكس المنشود.

هل يأتي إصلاح الأخبار الزائفة بشيء جديد؟

لا ينطبق ذلك على جميع الناس. هناك مجموعة تعرف في كل الأحوال ما هو صحيح. ثم هناك مجموعة لها تصورات خاطئة لا تزيح عنها. وفي الوسط توجد مجموعة غير عارفة وهي قابلة لاستهلاك ما يتم ترويجه.

في الولايات المتحدة الأمريكية تتم حاليا مناقشة مدى تأثير الأخبار الزائفة على نتائج الانتخابات الرئاسية. وفي سبتمبر تشهد ألمانيا انتخابات برلمانية. هل بإمكان الأخبار الزائفة التأثير على هذه الانتخابات؟

طبعا يمكن للأخبار الزائفة  دوما ممارسة التأثير، وقد يتم ذلك بشكل قوي، إنه أمر لا يمكن الجزم فيه حتى الآن. لكن يجب على مستخدمي وسائل الإعلام وعلى السياسيين أن ينظروا إلى ذلك التطور بعيون مترقبة. فقد يمكن لكل شخص في الإنترنيت وغيره من المصادر المبهمة تكوين رؤيته الخاصة للعالم. في ألمانيا مازال لدينا تنوع واسع في وسائل الإعلام لمواجهة التطورات السلبية في هذا الشأن. وليس هناك بديل في طريق إصلاح الأخبار الزائفة. وأنا متفائل من أننا سننجح في تفادي الأخبار الزائفة وترويجاتها.

* كارستن راينمان: أستاذ لعلوم الاتصال باختصاص الاتصالات السياسية بجامعة لودفيش ماكسميليان بميونيخ.

أوتا شتاينفير/ م.أ.م

فيسبوك يطرح أدوات لمنع الأخبار الزائفة