1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حياة المسلمين في أمريكا بعد تصريحات ترامب

غيدو شليس/ أمين بنضريف١٤ ديسمبر ٢٠١٥

أثارت تصريحات دونالد ترامب، الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حالة قلق في صفوف المسلمين في الولايات المتحدة، حيث تتزايد الاعتداءات عليهم. ربيعة أحمد أمريكية مسلمة تحاول تغيير هذا الواقع .

https://p.dw.com/p/1HMz5
Muslime in den USA Flagge Symbolbild
صورة من: picture-alliance/dpa/Jeff Kowalsky

عندما وصلت ربيعة أحمد لإجراء المقابلة معها، كانت شاشة التلفزيون تعرض أحدث نتائج الاستطلاع حول دعوة دونالد ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب قناة " إن بي سي نيوز"، يعارض 57 في المائة من الأمريكيين هذا الاقتراح، فيما يدعمه 25 في المائة ، و يعتبره كثيرون في الولايات المتحدة تمييزا غير مسبوق لجماعة دينية بأكملها. ولكن ربيعة أحمد وصفته بأنّه "استطلاع أكثر إيجابية مما رأيناه في استطلاعات سابقة".

ترامب يحدث انقساما في المجتمع

وفي معرض شرحها لمواقف ترامب، قالت ربيعة أحمد إن العديد من الأميركيين يعانون من الخطاب الهجومي والمهين لترامب، ولكن "الناس لا يريدون التقسيم، بل يريدون الولايات المتحدة الأمريكية"، على حد تعبير المسلمة البالغة من العمر 38 سنة، والتي تهتم بشؤون التنسيق والتواصل في مجلس الشؤون العامة للمسلمين، الذي يعمل كمنظمة تمثل المسلمين الأميركيين وتحاول الضغط والتأثير على عمل الحكومة في واشنطن.

خلال حديثنا، قالت ربيعة أحمد التي ولدت في ديترويت بأن تصريحات ترامب العدائية، لها تأثير شخصي عليها كمواطنة وأم لثلاثة أطفال، فوجود نسبة 25 في المائة ممن يؤيدون حظر دخول المسلمين، تجعلها تشعر بقلق كبير، وفي هذا السياق تقول: "ترامب هو مجرد رمز للخوف والقلق، الذي يشعر به كثير من الناس". ولكن الأمر الأكثر صعوبة من التعامل مع ترامب، هو " الوصول لهؤلاء الأميركيين وتعريفهم ما نحن حقا." ورغم أن المجتمع المسلم مندمج بشكل أفضل في الولايات المتحدة مقارنة بفرنسا وألمانيا، ولكن توجد تحفظات في الولايات المتحدة الأمريكية حول أكثر من 6.6 مليون مسلم يعيشون في البلد، ويمثلون أكثر من 2 في المائة من مجموع السكان.

Muslim Public Affair Council in Washington - Rabiah Ahmed
ربيعة أحمد: مسؤولة التواصل في مجلس الشؤون العامة للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكيةصورة من: DW/G. Schließ

"الخوف والإحباط"

عدد كبير من الامريكيين المسلمين يعرضون حيات للخطر بعملهم كجنود مشاركين في العمليات العسكرية في أفغانستان أو العراق .إضافة إلى ذلك فإن العديد منهم يشغل مناصب مهمة في الاقتصاد والمجتمع، ومنهم أعضاء في الكونغرس الأميركي أيضا. وفي هذا الصدد تقول ربيعة أحمد "نحن نعلم أن هذه المخاوف موجودة منذ فترة طويلة في بلادنا". خاصة وأن المتخوفين من المسلمين في كثير من الأحيان ليس لهم أي علاقة شخصية مع المسلمين أو أنّ لديهم فهم خاطئ عن الإسلام. ولهذا فإنهم " يتحدثون بسبب شعورهم بالخوف والإحباط"، على حد تعبير ربيعة أحمد، التي تضيف بأن المرشح الرئاسي الجمهوري ترامب، يحاول استغلال هذا الخوف في حملته الانتخابية.

كاثرين أوزبورن، الناشطة في منظمة "جنبا الى جنب"، التي تناضل من أجل الحرية الدينية، تشاطر ربيعة الرأي و تقول بإن العداء والكراهية والجرائم ضد المسلمين كانت موجودة دائما في أمريكا.

" بعض المسلمين تلقوا تهديدات بالقتل"

ولكن ما يحدث الآن بعد تصريحات ترامب، لم يسبق وأن حدث من قبل. ف"الأمر أخذ ذروة جديدة. والكثير من المسلمين الأميركيين يعيشون في رعب كبير". كما تقول أوزبورن، التي تضيف بأنها تلقت هذا الصباح تحديدا مكالمتين من أصدقاء مسلمين يشعرون بالخوف. فأحدهما رشقت نافذة منزله بالحجارة في ولاية تكساس. والآخر تلقى تهديدات بالقتل وطرد مشبوه في مكتب للدفاع عن مصالح المسلمين. ما أدى في النهاية لإخلاء المكتب. ولهذا فإن " الكثير من الناس يشعرون بأنهم مستهدفين بشكل شخصي من النقاش الدائر حاليا حول المسلمين في الولايات المتحدة" كما تضيف أوزبورن، مؤكدة أنّ من يرتدين الحجاب من النساء والتي يعلن حجابهن هويتهن الإسلامية على وجه الخصوص هن من يخشين تلك الاعتداءات .

تضامن أكثر من السابق

ربيعة أحمد ترتدي الحجاب، وتعتبره جزءا من هويتها ولا تفكر بخلعه بأي حال في الوضع الحالي. ولكن في هذه الأيام يتطلب ارتداء الحجاب في الشارع "شجاعة أكثر"، على حد تعبير ربيعة التي تقول "أنا لست خائفة، ولكنني أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بالمحيط الذي أتواجد فيه". وتضيف ربيعة أحمد بأنها عندما كانت طالبة في جامعة ولاية كارولينا الشمالية اختلف التعامل بشكل مفاجئ بعد هجمات 11 / أيلول سبتمبر الإرهابية. وفي هذا الصدد تقول ربيعة : " كان هناك إهانة ونظرات عدائية وتعامل سيء عند التسوق". ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفا تماما، حسب الشابة المسلمة، التي تقول: "يتحدث الناس معي وندخل في محادثات، سواء في صالة الألعاب الرياضية أو في المصعد مثلا"، وهذه قد تكون طريقتهم لإظهار التضامن، على حد تعبيرها.

وترى المسلمة الشابة في ذلك تطورا ملحوظا، مضيفة:" إذا حدث عكس ذلك، فالأمر سيصب في مصلحة تنظيم" الدولة الإسلامية "الإرهابي، الذي يريد أن يخلق العداوة في البلاد وبين المسلمين."

ولكن منذ هجمات سان برناردينو وحملة دونالد ترامب تشعر ربيعة أحمد بالقلق والخوف بشأن سلامة أطفالها، حيث تقول: "أشعر فعلا بالقلق عندما أتركهم في الشارع. أنا لست ساذجة، فنحن كآباء، نحاول رعاية الأطفال بضمير والحفاظ على سلامتهم"

US-Kandidat Trump fordert Einreise-Stopp für alle Muslime
دونالد ترامب: منافس على الترشيح في الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية.صورة من: picture-alliance/dpa

صعوبة تغيير الواقع والتمسك بالقيم المشتركة

حملة ترامب الانتخابية وتصريحاته حاضرة بقوة في كل حفل عشاء. ربيعة وصديقاتها يتساءلن:"ماذا يمكننا أن نفعل لإعادة الاعتبار لعقيدتنا ومجتمعنا".ربيعة وصديقاتها يشعرن بالعجز، لأنهن لا يستطعن التأثير على حملة ترامب المعادية لدينهم. "هؤلاء الناس بعيدون كل البعد عن واقعنا وحياتنا. نحن لا نفهم تفكيرهم وسلوكهم،" تقول ربيعة أحمد بحسرة.

ولهذا فبالنسبة لربيعة وصديقاتها، تكمن الحلول فقط في إمكانية الإيمان بالقيم المشتركة. وهذا يعني" الحفاظ على علاقة جيدة مع الجيران والعمل التطوعي والمشاركة في المجتمع."

ولكن كاثرين أوزبورن من منظمة "جنبا إلى جنب" تخاف من عواقب تصريحات ترامب، حتى وإن فشل في ترشيحه. فتصريحاته تخطت حدود النقاش و اكتست بلهجة جديدة. ولهذا فإنه لا يكفي أن يدين السياسيون من الجمهوريين والديمقراطيين استفزازات ترامب، بل يجب وضع أسس جديدة لعلاقة الأميركيين بالمواطنين المسلمين، ولهذا ف"نحن بحاجة إلى خطة جديدة لحياتنا معا."، على حد تعبير أوزبورن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد