1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حملة اتحاد الكرة الألماني لمكافحة العنصرية - هل هي كافية؟

٢٣ مارس ٢٠٢٤

في الوقت الذي أطلق فيه الاتحاد الألماني لكرة القدم حملة جديدة لمكافحة العنصرية، يبدو أن هذا الجهد وحده ليس كافيا لمواجهة التحديات الكبيرة، لاسيما في ظل المناخ السائد حاليا في البلاد.

https://p.dw.com/p/4e18J
العنصرية معضلة حقيقية في كرة القدم الأوروبية.
يتم تشجيع المشجعين على المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.صورة من: Soeren Stache/dpa/picture alliance

خلال الأسابيع الدولية لمناهضة العنصرية (11- 24 مارس/آذار)، أطلق الاتحاد الألماني لكرة القدم استراتيجية ثنائية الجانب لمكافحة العنصرية والتمييز تحت شعار "وقت كرة القدم هو أفضل وقت ضد العنصرية".

ويتم تشجيع المشجعين على المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشر صور لهم بأذرع متقاطعة ترمز إلى إزالة العنصرية من المجتمع. كما يتم أيضا التخطيط لمشروع تجريبي جديد لتقديم تدابير مناهضة للعنصرية لأندية الهواة في شمال شرق البلاد.

زيادة على ذلك، يُقدم الاتحاد الألماني لكرة القدم رايات ركنية تحمل شعارا مناهضا للعنصرية للأندية الراغبة في الحصول عليها.

وفي حفل أقيم في العاصمة الألمانية برلين للكشف عن الحملة، قال بيرند نويندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم: "يستطيع الجميع فعل شيء لمكافحة العنصرية، ليس فقط لاعبو كرة القدم، لكنّا نرغب في الوصول إلى الجماهير والآباء عندما يتعلق الأمر بفرق الشباب، من أجل رفع الوعي بهذا الموضوع".

وتابع المتحدث ذاته كلامه قائلا: "لهذا السبب من المهم للغاية أن نأخذ نظرة أوسع ولا نلاحظ فقط ما يحدث في الميادين المهنية في عطلة نهاية الأسبوع". وأردف: "علينا أيضا التعامل مع حقيقة أنها مشكلة عامة في المجتمع".

ونظرا للإساءة العنصرية المتكررة، التي يتعرض لها اللاعبون أصحاب البشرة السمراء على أعلى مستوى في ألمانيا- تعرض مؤخرا جوردان سيباتشو مهاجم فريق بوروسيا مونشنغلادباخ إلى إساءات عنصرية، عقب خروج فريقه أمام ساربروكن في بطولة كأس ألمانيا- فليس من المستغرب أن تكون هناك حوادث مماثلة عبر أندية كرة القدم للهواة البالغ عددها 24000.

وفي الواقع، فإن الكثير من الجهود في مكافحة هذه المشكلة خلال السنوات الأخيرة كانت تقع على عاتق جماعات المشجعين.

وسارع بيرند نويندورف إلى الإشارة إلى أن البلاد تتوقع أكثر من 10 ملايين زائر لحضور بطولة اليورو هذا الصيف، وأنه نتيجة لذلك من المهم بالنسبة للاتحاد الألماني لكرة القدم "إظهار ألوانه الحقيقية".

أما الدولي الألماني السابق جيرارد أساموا، والذي كان هدفا لإساءات عنصرية من جماهير فريق هانزا روستوك بعد فترة قصيرة من تكريمه كبطل في كأس العالم 2006، فقد ذهب أبعد من ذلك. وقال إن بطولة أمم أوروبا 2024 هي "فرصة كبيرة للتعويض، وأعتقد حقا أنه يمكننا القيام بذلك".

وحتى ريم العبالي رادوفان، مفوضة الحكومة الاتحادية لمكافحة العنصرية، كانت حاضرة وتحدثت عن اتساع وعمق الانتهاكات العنصرية، التي يعاني منها الناس في ألمانيا.

حيث يبدأ العمل ولا ينتهي

وبينما تعكس هذه الحملة جهود الاتحاد الألماني لكرة القدم من أجل المساواة ومكافحة العنصرية، فإن الشكوك تحوم حول مدى فعالية الحملة بالنظر إلى سجل الاتحاد الألماني لكرة القدم.

ففي عام 2007، تم الإعلان عن حملة "ابق على الكرة"، وبدت في البداية أنها أحدثت تأثيرا إيجابيا. بيد أن الأمور لم تعد كذلك بحلول عام 2011. وقال رولف هوك نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم آنذاك، إنه لا يوجد سبب موضوعي لإيقاف المبادرة. ونُقل عنه قوله إن التكلفة لعبت دورا.

 ويُقال إن المشروع كلف خزائن الاتحاد الألماني لكرة القدم حوالي 50 ألف يورو (54000 دولار) في الشهر.

وبعد أربع سنوات، تم إطلاق حملة أخرى مع خطة عمل مُكونة من 16 صفحة حول كيفية تعامل الأندية مع المتطرفين اليمينيين. وفي نهاية الوثيقة كانت هناك أيضًا توصية بتوفير المال، بما في ذلك في مجالات التدريب المهني.

والجهود المبذولة من الاتحاد الألماني لكرة القدم ليست وحدها ما يثير القلق، لكن أيضا المناخ الاجتماعي والسياسي السائد حاليا في ألمانيا، والذي يجعل النهج الحالي للاتحاد الألماني يبدو قديما وغير مناسب.

فقد كشف تقرير صادر عن المرصد الوطني لمراقبة التمييز والعنصرية، والتابع للمركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة أن أكثر من نصف السود، تعرضوا للعنصرية في ألمانيا مرة واحدة على الأقل في عام واحد.

وفي أوائل عام 2024، كشفت استطلاعات رأي أن شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد ارتفعت بنسبة 10 بالمئة مقارنة بالعام السابق. وهو الاتجاه الذي دفع مئات الآلاف من المتظاهرين في جميع أنحاء ألمانيا للنزول إلى الشارع، من أجل المساواة وضد التمييز.

قلق أممي بخصوص ألمانيا

وتعتقد كاتارينا مسعود، خبيرة مكافحة العنصرية في منظمة العفو الدولية في ألمانيا، أن كل حملة توعية مهمة، ولكن فقط إذا مارست المؤسسات ما تدعو إليه. وأضافت: "لكي يكون موثوقا بها، فإن المؤسسات والهيئات المُشاركة في حملات التوعية ضد العنصرية تحتاج إلى مواصلة العمل، حتى عندما لا يراقب الجمهور".

وأشارت منظمة العفو الدولية أنه في عام 2021، اعتمد الاتحاد الألماني لكرة القدم سياسة حقوق الإنسان لمكافحة التمييز. ومثل الشركات، فإن اتحادات كرة القدم لديها التزامات تجاه النزاهة الواجبة.

وفي هذا الصدد، قالت كاتارينا مسعود: "مؤخرا، قامت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري بمراجعة ألمانيا. وأعربت اللجنة عن قلقها بشأن العديد من حالات التمييز العنصري والهجمات العنصرية ضد اللاعبين، لاسيما لاعبي كرة القدم". وأضافت كاتارينا مسعود: "كما أعربت اللجنة عن قلقها إزاء عدم وجود تدابير فعالة لمكافحة مثل هذه الأفعال".

وتابعت: "لا ينبغي أن يكون هناك عذر لعدم معرفة أين تكمن المشاكل، وهناك العديد من التوصيات التي قدمتها أيضًا الأمم المتحدة، ولكن أيضًا من قبل العديد من منظمات المجتمع المدني لاتخاذ التدابير المناسبة لمكافحة التمييز الهيكلي ... والاعتراف بالأسباب الجذرية للتمييز العنصري، بما في ذلك الاستعمار والعبودية".

جهد متواصل

ورغم أن الآمال تُعقد على حملة الاتحاد الألماني للمساعدة في التعامل مع الوضع، فإن الحقيقة هي أن الحملة لن تنجح إلا إذا كانت مصحوبة باستراتيجيات موثوقة ومستدامة لمكافحة العنصرية الهيكلية على عدة مستويات.

وينطبق الأمر ذاته على بطولة اليورو المزمع تنظيمها في ألمانيا صيف هذا السنة. ويتم الترويج للبطولة على أنها حدث يُمكن أن يكون له نفس التأثير الاجتماعي، الذي كان لكأس العالم في 2006. ومع ذلك، فإن هذا النوع من التأثير ممكن فقط إذا كانت بطولة يورو 2024 هي نقطة البداية وليست النهاية.

وقالت كاتارينا مسعود، خبيرة مكافحة العنصرية في منظمة العفو الدولية في ألمانيا: "لا أعتقد أن البطولة ستثير نقاشا لم يحدث بالفعل، لكنها قد تصل إلى جمهور أوسع".

واختتمت كلامها بالقول: "ستكون هذه نتيجة إيجابية للغاية".

جوناثان هاردينغ/ر.م