1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حلب - تقديم المساعدات الطبية رهن بوقف الاشتباكات

أجرى المقابلة: خالد سلامة٨ أغسطس ٢٠١٦

ما هي الصورة الحقيقة الحالية للوضع الإنساني عموماً والطبي خصوصاً في حلب؟ وما هو الدور الذي تضطلع به المنظمات الدولية هناك؟ وهل سيتم التوصل إلى آلية جديدة لإسكات المدافع ولو لفترة قصيرة حتى يتنفس الناس الصعداء؟

https://p.dw.com/p/1JdXd
Syrien Bombardierung Aleppo
صورة من: Getty Images/B.Al-Halabi

تشير الأنباء الواردة من ساحات الحرب الشرسة بمدينة حلب السورية إلى أن قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة تستقدم تعزيزات عسكرية إلى المدينة، تشمل المئات من المقاتلين والعتاد، استعداداً لمعركة "مصيرية" وشيكة بين الطرفين. أما على الصعيد الإنساني فتشير الأنباء إلى ازدياد سوء الوضع هناك. فقد طالب الصليب الأحمر الألماني بوقف القتال لإدخال مساعدات إنسانية.

وقال نائب رئيس قسم التعاون الدولي في للصليب الأحمر الألماني، كريستيان هورل، اليوم الاثنين (الثامن من آب/ أغسطس 2016) في تصريحات لإذاعة جنوب غرب ألمانيا، إن إتاحة فرصة دخول آمن للمدينة تشكل شرطا أساسيا لتوصيل المواد الغذائية الضرورية والماء والأدوية للمواطنين هناك. كما اشتكى منسق الأمم المتحدة لشؤون الأزمة السورية، كيفن كينيدي، في حديث صحفي اليوم الاثنين ليومية "غنرال أنتسايغر"، الصادرة في مدينة بون الألمانية، أن الأمم المتحدة استلمت حتى الآن فقط 27 بالمائة من قيمة المساعدات الضرورية لعام 2016 والبالغة حجمها 3،2 مليار دولار.

للمزيد عن الوضع الإنساني عموماً والطبي على وجه الخصوص، أجرت DWعربية مقابلة مع إيفيتا معوّض، مستشارة الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط في منظمة "أطباء بلا حدود":

DWعربية: ما هي آخر المعلومات المتوفرة لديكم عن الوضع الإنساني في مدينة حلب؟

إيفيتا معوّض: تصاعد القتال في حلب خلال الأسابيع الأخيرة، أما عواقب هذا التصعيد فيتحملها سكان المدينة نساء وأطفال ومرضى ومصابين. فالغارات الجوية المستمرة تضرب شرقي المدينة (مناطق المعارضة) بينما تكثف القصف في المناطق الغربية (مناطق الحكومة)، مخلفاً الكثير من الضحايا والجرحى في الجانبين.

وفي شرق حلبيعاني الناس الأمرَّين للبقاء على قيد الحياة تحت الضربات الجوية المكثفة على المناطق المأهولة بالسكان والمباني المدنية، وطبعاً ليست المستشفيات مستثناة.

ما هي المنظمات الإغاثية – السورية والدولية - الموجودة هناك وتمد يد العون؟

ثمة الكثير من منظمات الإغاثة التي تقوم بما في وسعها لتقديم المساعدات كل منها ضمن اختصاصها.

ماذا تقدم منظمتكم بشكل ملموس في حلب؟

منذ عام 2014 تقدم "منظمة أطباء بلا حدود" الأدوية والمواد والمعدات الطبية إلى 10 مستشفيات و6 مراكز صحية و3 نقاط إسعاف أولي في حلب الشرقية وريف حلب. وكانت آخر شحنة من الأدوية والمواد ومقدارها 250 متر مكعب (ما يعادل 10 شاحنات) قد تمت في نهاية شهر أبريل/نيسان 2016، وتكفي تلك المواد لثلاثة أشهر. وكانت الشحنة التالية مقررة في نهاية يوليو/تموز 2016، إلا أنه لم يكن ممكناً وصولها إلى حلب الشرقية بسبب الحصار الذي فرضه الجيش السوري وحلفاؤه.

Syrien Aleppo Luftangriff auf Krankenhaus Feuerwehr
اندلاع النيران في مشفى البيان في حلب في الثامن من حزيران الماضي بعد استهدافه ببرميل من طائرات النظام السوريصورة من: picture-alliance/AA/E. Leys

كيف تقييم الوضع الطبي هناك: عدد الأطباء الباقيين، المستشفيات التي أوقفت خدماتها وغير ذلك؟

على الرغم من عدم امتلاكنا للصورة الكاملة عن عدد المرافق الصحية العاملة، ترتسم أمامنا - من خلال حديثنا مع طواقم بعض المرافق التي ندعمها - صورة مروعة للوضع. فهم لا يعرفون لكم من الوقت ستكفي الإمدادات لديهم، وما إن كانوا سيستطيعون مواصلة أداء العمل. إذا لم يتوقف تدمير المرافق الصحية، فستتوقف الخدمات الطبية في حلب الشرقية.

قال نائب رئيس قسم التعاون الدولي في الصليب الأحمر الألماني، كريستيان هورل، في تصريحه الصحفي اليوم إن حلب هي الآن الرأس الظاهر للمعاناة السورية، كما تحدث عن سوء الأوضاع الإنسانية في عموم سوريا. ما هي معطياتكم عن الوضع الصحي في عموم سوريا؟

للأسف مازالت الهجمات على المستشفيات مستمرة في مناطق عديدة في سوريا، وليس فقط في حلب. ففي يوم 30 يوليو/تموز تعرض مستشفى تدعمه أطباء بلا حدود في بلدة جاسم في درعا جنوب سوريا للقصف، ولقي 6 أشخاص مصرعهم بينهم امرأتان وطفلان وصيدلاني وموظف إداري للمستشفى. وقد كان المستشفى الوحيد العامل في المنطقة، ويقدم خدمات لنحو 65.000 إنسان، وتجرى فيه حتى 140 عملية جراحية شهرياً. هيكل المستشفى متضرر للغاية حالياً ولا نعلم كيف سيحصل الناس على الرعاية الطبية التي يحتاجونها. كما تم قصف مستشفى للأمومة (تدعمه منظمة أنقذوا الأطفال) يوم 30 يوليو/تموز. هذا الأمر يؤكد على ظروف العمل القاسية التي تواجهها المستشفيات والعاملون في المجال الطبي في سوريا.

ما هي أهم الحاجيات الإنسانية الأساسية الناقصة في حلب؟

قامت الجهات الطبية في حلب الشرقية بالتحضير لمخزونا للطوارئ من الأدوية والمواد الطبية لمساعدة المستشفيات في حال إن وقع حصار. وقد مكنت تلك الاستعدادات المستشفيات من مواصلة العمل برغم الحصار الذي فُرض على الأحياء الشرقية، ولكن لسوء الحظ فإن الأعداد الكبيرة من الجرحى نتيجة القصف خلال الأسابيع الماضية أدى إلى استهلاك المخزون بسرعة، وقد تنضب بعض المواد الطبية الأساسية قريباً ما لم يتم السماح بدخول المزيد من المواد إلى المدينة. وبصرف النظر عن حالات الصدمة النفسية والطوارئ فنحن قلقون أيضاً على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كمرض القلب والسكري وبحاجة للأدوية بشكل منتظم، وإلا فإن حالتهم قد تتدهور بشكل سريع.

ما المطلوب أكثر من المجتمع الدولي ويتعين فعله في هذا السياق؟

على جميع الأطراف المتحاربة احترام قواعد الحرب، وعلى كل من له تأثير أن يساعد على وقف سفك الدماء. كما ينبغي على جميع الأطراف الدولية إعطاء الأولية إلى إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى حلب. من جهة أخرى تعاني المستشفيات من نقص في التمويل، حيث من المفترض العمل على تكثيف جهود الداعمين لإبقاء تلك المستشفيات التي تقدم خدمات منقذة على الحياة.

ما هي معلوماتكم عن الانتهاكات التي يرتكبها كل أطراف الصراع، فيما يخص الوضع الإنساني عموماً والطبي خصوصاً؟

لقد تعرض العديد من المستشفيات في الجانب الشرقي من المدينة لأضرار نتيجة الضربات الجوية، كان بينها أربعة مرافق تدعمها "أطباء بلا حدود"، في حين اشتد القصف في المناطق الغربية كذلك وأدى إلى سقوط ضحايا وجرحى بحسب التقارير.

طالب منسق الأمم المتحدة للأزمة السورية، كيفن كيندي، في مقابلة مع صحيفة "غنرال أنتسايغر"، الصادرة في مدينة بون الألمانية، اليوم الاثنين بوقف القتال كل أسبوع في حلب لمدة 48 ساعة، حتى يمكن إدخال المساعدات!

الرسالة واضحة: لا تستهدفوا المستشفيات والبنى التحتية للمدنية بالقصف، واسمحوا بإخلاء المرضى والمصابين الذين في هم في وضع حرج، ولا تقطعوا إمدادات الغذاء والدواء والمواد الحيوية عن المدينة.

هل هناك تفكير في إحداث آلية لاستمرار وصول المساعدات إلى مدينة حلب، دون أن يكون ذلك رهن بالتطورات الدراماتيكية والسريعة للوضع الميداني؟

وصول المساعدات لا يمكن أن يحصل إلا إذا توقفت الاشتباكات ووافقت كل الأطراف المتحاربة على المرور الآمن لقوافل المساعدات الإنسانية.

إيفيتا معوّض، مستشارة الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط في منظمة "أطباء بلا حدود".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات