1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حقوق المرأة التونسية والخوف من المستقبل

ألكسندر غوبل/ ريم نجمي٢٧ يونيو ٢٠١٣

استطاعت حركة "فيمن" والحكم على ناشطتها بالسجن تسليط الضوء على وضع المرأة في تونس منذ الثورة على بن علي وعلى المكاسب التي استطاعت المرأة التونسية الحصول عليها، والتي تعتبر رائدة في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/18v70
epa03629344 A Tunisian woman flashes the victory during ceremony marking 40 days since the killing of leader of Popular Front party Chokri Belaid, in Tunis, Tunisia, 17 March 2013. The assassination of Belaid outside his home in Tunis on 06 February triggered anti-government protests and forced Prime Minister Hamadi Jebali to resign. EPA/MOHAMED MESSARA
صورة من: picture-alliance/dpa

كان المشهد استثنائياً في العالمين العربي والإسلامي، عندما تظاهرت فتيات عاريات الصدر أمام محكمة في العاصمة تونسية. كانت الناشطات المنحدرات من فرنسا وألمانيا ينادين بالحرية لناشطة حركة "فيمن" أمينة السبوعي، التي اعتقلتها السلطات التونسية منذ 19 أيار/مايو في القيروان، بعدما كتبت عبارة "فيمن" على جدار مقبرة قريبة من جامع عقبة بن نافع والذي يعد أول جامع في شمال إفريقيا.

قضية ناشطات "فيمن" جاءت في وقت يحتد فيه النقاش حول حقوق المرأة في تونس، وهو الوقت نفسه الذي اتسعت فيه الهوة بين الرؤى المحافظة والرؤى الحداثية في تونس، خاصة فيما يخص كتابة الدستور، هذا إلى جانب تزايد الصدامات في الآونة الأخيرة بين السلفيين وقوات الأمن.

Activists of the women's movement Femen demonstrate in front of the Ahmadiyya-Moschee (Berlin's oldest Mosque) in Berlin on April 4, 2013 in Berlin. Femen called for a day of international 'topless jihad' on April 4 with Femen groups staging protests in various European cities in support of Amina, a young Tunisian woman who caused a scandal when she published photos of herself bare-chested on the internet in March. AFP PHOTO / JOHANNES EISELE (Photo credit should read JOHANNES EISELE/AFP/Getty Images)
تعتبر ناشطات تونسيات أن حركة فيمن تضر بقضية حقوق المرأةصورة من: AFP/Getty Images

"فيمن"- هل هي في صالح قضية المرأة؟

احتد النقاش في تونس في الأشهر الأخيرة حول فصل من الدستور الجديد والذي تناول وضع المرأة في تونس. ففي العام الماضي تم رفض تعبير يجعل من المرأة تابعة للرجل، وذلك بفضل ضغوط جمعيات المجتمع المدني. لكن الخوف من حدوث انتكاسة في وضع حقوق المرأة ما يزال قائماً لدى العديد من النساء، الذين يخشين من حدوث تغيير مجتمعي.

النائبة اليسارية والناشطة النسائية نادية شعبان تناضل من أجل الحفاظ على حقوق المرأة التونسية، لكنها ترفض ما تقوم به حركة " فيمن". عن تعري ناشطات "فيمن" تقول شعبان: "أي رسالة يمكن أن يحملها نشاط مماثل؟ لا أرى أي رسالة". وتضيف الناشطة الحقوقية التونسية: "يعتريني بعض القلق حول حقوق المرأة في تونس، لكن لدي الثقة أيضاً في نساء تونس. النضال من أجل حقوقنا ليس يسيراً، وسيستمر لسنوات ولن يكون خالياً من الآلام".

Tunisian women shout slogans and hold posters reading, "don't touch my rights" and "woman is the future of man" during a protest calling for the respect of women's rights and other fundemental rights in Tunis, Tunisia, on August 13, 2012. Tunisian women are rising up against a proposed article in the new constitution being drafted by the National Constituent Assembly seen by many as an Islamist ploy to reverse the principle of gender equality that made Tunisia a beacon of modernity in the Arab world when it was introduced six decades ago. The NCA parliamentary committee adopted last week a proposed article that activists say would compromise rights enshrined in the Personal Status Code (CSP) promulgated in August 1956 under Tunisia's first president, Habib Bourguiba. Photo by Nicolas Fauque/ABACAPRESS.COM # 331120_018
المرأة التونسية متفوقة على الرجل من ناحية التحصيل الجامعيصورة من: picture alliance/abaca

المرأة التونسية حاضرة بقوة

بلا شك ساهمت التونسيات بشكل كبير في نجاح الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق بن علي، وهو الأمر الذي يجعل نادية شعبان متفائلة. فقد ساهمت النساء في الثورة إلى جانب الرجال بطرق عديدة تنوعت بين التظاهر، والتدوين، والفضح الإعلامي للنظام السابق. كما أن المرأة التونسية مثقفة ومتعلمة، إذ أن عدد النساء التونسيات الحاملات لشهادات جامعية يتجاوز عدد الرجال. ويعمل عدد كبير من التونسيات في أعمال تقنية، ولديهن فرص عمل عالية جداً.

تقول المحامية والناشطة الحقوقوية راضية نصراوي: "في تونس أرى الكثير من النساء اللواتي يدافعن عما حققناه. لقد أصبح ذلك جزءا من ثقافتنا وهويتنا. أصبح من الطبيعي أن تكون النساء حاضرات في المجتمع وملتزمات سياسياً وقادرات على رفع أصواتهن". غير أن المرأة في الأوساط المحافظة تتعرض للتهميش وللتحرش الجنسي. كما أنه في العديد من المؤسسات يصعب على المرأة أن تحصل فيها على مواقع قيادية. وتضيف راضية نصراوي بالقول: "هناك العديد من النساء الناجحات على المستوى الاقتصادي. ولا أفهم كيف يمكن للبعض أن يضع مكتسبات المرأة محط تساؤل".

Tunisie, Tunis 22/10/2011 Islamist Ennahda party supporters at a closing meeting, in Tunis, Tunisia, 21 Octobre 2011. Tunisians were called to vote on 23 October to elect 217 members in the assembly that will be tasked with the drawing up of a new constitution. The counting of votes from Tunisia's historic first free elections was underway Monday October 24, 2001, with unofficial early results showing the moderate Islamist party Ennahda taking a commanding lead. Photo: Aude Osnowycz/Wostok Press/Maxppp Schlagworte Politik, Wahlen, Parteien, Religion, Islam, frau, frauen, Fahne, Ballon
الهوة تتسع بين القوى المحافظة والقوى الحداثيةصورة من: picture-alliance/dpa

حقوق المرأة ركن أساسي في تونس الجديدة

النضال من أجل مكتسبات المرأة والمساواة بين المرأة والرجل ما يزال مستمراً في تونس، بل وأصبح ركناً أساسياً في بناء تونس الجديدة، حيث يتظاهر التونسيون من أجل حقوق المرأة. وبالفعل تعيش العديد من التونسيات حياتهن اليومية كما يردن مثل المدونة يامنة البالغة من العمر 30 عاماً، والتي مازالت تؤمن بالتعايش بين الإسلام والديمقراطية.

غير أن يامنة تثير حفيظة المتشددين وذلك بإعلان ميولاتها الجنسية تجاه الجنسين معاً. ورغم ذلك فالإسلام بالنسبة ليامنة يظل ديناً يستحق الاحترام من الجميع. وتقول يامنة عن نمط حياتها: "إنها طريقتي في العيش، والتي لن أغيرها. وسأقاوم كل محاولات الحد من حريتي. فقط في تلك الحالة يمكن للمرء أن يدرك ما هي الحقوق التي يعيش من أجلها ويدافع عنها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات