1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حرب أوكرانيا تلقي بظلالها على دبابات سوفياتية في برلين!

٢٤ سبتمبر ٢٠٢٢

الجدل مستمر في ألمانيا حول تسليم أوكرانيا دبابات ألمانية. لكن هناك في برلين جدل آخر حول الدبابات، وهنا يتعلق الأمر بدبابات "جيدة خيرة" وأخرى "سيئة شريرة"، فما هي ملابسات القضية؟

https://p.dw.com/p/4H7I1
الشرطة تزيل العلم الأوكراني من فوق الدبابة السوفياتي في النصب التذكاري في برلين
النصب التذكاري السوفياتي في برلين يثير الجدل وقام محتجون بتغطية دبابة سوفياتية بالعلم الأوكراني صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

هل على ألمانيا دعم أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة وبالتالي الدبابات أيضا؟ منذ بداية الحرب يحذر المستشار الألماني أولاف شولتس من اتخاذ مسارات منفردة، ويشير شولتس كما وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينه لامبريشت، إلى المحادثات والتوافقات داخل حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

ولكن يبدو أن الكلمة الأخيرة في هذا الشأن لم تقال بعد، وينطبق ذلك على ألمانيا، حيث لا يزال الجدل مستمرا حول الدبابات. ومع ذلك لا يقصد من كل ذلك النقاش والجدل مساعدة أوكرانيا على هزيمة المعتدي الروسي.

هل لا تزال الدبابات السوفياتية صالحة للعرض في برلين؟

هناك دبابات من نوع آخر، دبابات تعود إلى نهاية الحرب العالمية الثانية وتم استخدامها في معركة برلين عام 1945. وكرمز لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، تقف هذه الدبابات كجزء من نصب تذكاري على بعد 500 متر من بوابة براندنبورغ في برلين. لكن هل لا يزال هذا النصب صالحا في ضوء حرب أوكرانيا؟

النائبة البرلمانية شتيفاني بونغ، من كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في برلمان ولاية برلين، توضح لـ DW بأن "النصب التذكارية يجب أن تبقى قائمة، لكنني أطالب بإزالة الدبابات والبنادق السوفياتية القائمة في ألمانيا". لكن بونغ تعرف أن تحقيق ذلك شبه مستحيل. حيث تعهدت ألمانيا بموجب اتفاقية 2 + 4 حول توحيدها، بالحفاظ على النصب التذكارية السوفياتية الموجودة في ألمانيا والعناية بها.

دبابات T34 السوفياتية معروضة في النصب التذكاري في برلين
دبابات T34 السوفياتية معروضة في النصب التذكاري في برلين وهي تثير الجدل حول إزالتها أو إبقائهاصورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance

معدات حربية في أماكن عامة!

لكن النائبة بونغ تأمل أن تثير نقاشا حول المعدات الحربية في النصب التذكارية الموجودة في أماكن عامة مفتوحة. وتقول "إذا أردنا أن نؤخذ على محمل الجد في أوروبا فيما يتعلق بهذه القضية، لا نستطيع الاختباء خلف الالتزام القانوني، إذا كانت الظروف السياسية قد تغيرت بشكل جذري".

يجب أن يكون المرء واضحا من الناحية الأخلاقية، عندما يريد أن يوضح لأولاده والجيران الأوروبيين، أن المعدات الحربية الروسية في ألمانيا ينبغي أن تكون رمزا للسلام "في الوقت الذي تكافح فيه روسيا ضد أوروبا وقيمنا منذ أعوام وتقود حربا شرسة بأفظع أعمال العنف في أوكرانيا؟

دول البلطيق مثال يحتذى؟

وفي الأثناء يدور نقاش حول هذا الموضوع المتعلق بالنصب التذكارية السوفياتية، في العديد من الدول. وبونغ سعيدة بذلك وتشير بشكل خاص إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة ودول البلطيق التي أصبحت مستقلة عام 1991، وأزالت النصب التذكارية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية السابقة.

"دول البلطيق تشير إلى أن زمن المعدات الحربية الروسية والنصب التذكارية للنصر قد ولّى زمنها" بعدما أصبحت أدوات للقتل ولقمع الناس وممارسة السلطة عليهم. وتؤكد بونغ أن رئيسة وزراء أستونيا كايا كالاس أيضا تشاركها هذا الرأي.

زهور ورسائل تضامن مع أوكرانيا أمام السفارة الروسية في برلين
أعرب كثيرون في برلين عن تضامنهم مع أوكرانيا من خلال وضع زهور ورسائل تضامن أمام السفارة الروسية في برلينصورة من: Marcel Fürstenau/DW

27 مليون ضحية سوفياتية!

يرى المؤرخ وصاحب مبادرة المعرض الدائم عن الحقبة النازية في برلين، فيلاند غيبل، أن هناك طابعا قتاليا حربيا للدبابات. ولكنه ضد إبعاد دبابات T34 من النصب التذكاري السوفياتي في برلين، ويقول "إنها هناك لأن ألمانيا هي التي أشعلت الحرب العالمية الثانية، وقتل 27 مليون شخص من الاتحاد السوفياتي" ومن بين هؤلاء الضحايا حوالي 8 ملايين من أوكرانيا التي كانت حينها جزءا من الاتحاد السوفياتي، يضيف غيبل في حواره مع DW.

لقد كان ذلك زمنا ولحظة تاريخية مختلفة تماما، يقول مؤلف العديد من الكتب عن تاريخ ألمانيا وبرلين، ويتابع غيبل "هزم الجنود السوفيات النازيين في أسوأ الظروف" ومن أجل تكريم ذلك والاعتراف به يجب أن يبقى النصب التذكاري السوفياتي في برلين كما هو، بما في ذلك الدبابات الموجودة ضمن النصب.

علامة ضد جرائم بوتين

يتألم المؤرخ فيلاند غيبل، لمشاهد الحرب وملايين الأوكرانيين الذين يخافون على حياتهم. وبعد اندلاع الحرب بقليل تطوع لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في مركز استقبالهم في محطة برلين الرئيسية للقطارات. وهو يشعر بفزع كبير من حرب بوتين، لدرجة أنه يريد عرض دبابة روسية في برلين، ويقول "أريد أن أفعل شيئا ما لمواجهة الجريمة".

وخطرت له فكرة عرض الدبابة الروسية التي تم الاستيلاء عليها، وكانت معروضة في يونيو/ حزيران في العاصمة البولندية وارسو وبعدها في العاصمة التشيكية براغ.

حطام دبابة روسية معروضة في براغ
عرض حطام دبابة روسية في براغ ، اقترح المؤرخ الألماني فيلاند غيبل بعرض حطام دبابة أم السفارة الروسية في برلين أيضاصورة من: Libor Sojka/CTK/dpa/picture alliance

دعم أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة

ومن خلال عرض حطام دبابة روسية  من طراز T72 في برلين يريد المؤرخ غيبل (72 عاما) أن يوجه رسالة أخرى أيضا، مفادها أن الأوكرانيين قادرون على تدمير مثل هذه الدبابة. "وستكون مساعدة عظيمة، إذا دعمت ألمانيا أوكرانيا بأسلحة ثقيلة أفضل" يقول غيبل. لكن هذا ما ترفضه الحكومة الألمانية حتى الآن.

كما تم رفض طلب غيبل بجلب حطام دبابة روسية من أوكرانيا وعرضها أمام السفارة الروسية في برلين. وقد رفضت السلطات المحلية المسؤولة ذلك "لأنه في المعدات الحربية المدمرة، مات أناس أيضا، وبالتالي فإن عرضها غير مناسب". لكن غيبل لم يستسلم لقرار الرفض، حيث لجأ إلى القضاء ليفصل في القضية.

وصية بوتشا

لكن غيبل متفائل، لأنه يمكن في أحياء أخرى من برلين إثارة موضوع حرب أوكرانيا من خلال الفن بدون أي مشاكل. ففي حي شارلوتنبورغ- فيلمرسدوف المعروف، تم افتتاح معرض بعنوان "وصية بوتشا" بحضور السفير الأوكراني السابق أندريه ملينيك.

وغيبل مستمر في متابعة مشروعه ودفعه إلى الأمام، حيث زار مؤخرا كييف وروج لمشروعه لدى وزرات الخارجية والدفاع والثقافة الأوكرانية. وعُرض عليه في كييف "تحويل دبابة مدمرة إلى قطعة فنية للمتحف". ومن أجل نقل دبابة مدمرة من أوكرانيا إلى ألمانيا يحتاج غيبل إلى وثيقة تنص على أن "هذه القطعة المحطمة لا يمكن إعادة استخدامها في الحرب"، وحتى مثل هذه الوثيقة يمكن للسلطات الأوكرانية أن توفرها له.

حطام سيارة في معرض وصية بوتشا في برلين
في هذه السيارة قتلت ثلاث نساء وفتاة أوكرانية في هجوم روسيصورة من: Brühl/Bezirksamt Charlottenburg-Wilmersdorf

هل عرض حطام دبابة عمل شعبوي؟

النائبة في برلمان ولاية برلين، شتيفاني بونغ، المنزعجة من وجود دبابات T34 السوفياتية ضمن النصب التذكاري في برلين، لا توافق على عرض حطام دبابة مدمرة أمام السفارة الروسية في برلين. "برأيي يعد هذا الأمر، أي استخدام الحرب لجذب الانتباه، وسيلة شعبوية محضة؛ ولأسباب أخلاقية أيضا لا يمكن اختيار هذه الوسيلة" توضح بونغ.

سلاح العدو، سيان ضمن أي سياق كان، ليس رمزا مناسبا ضد الحرب ولا لأفكار أوروبا السلمية، حسب رأي بونغ التي تضيف بأنه "بدل ذلك ينبغي عرض صور ضحايا الحرب وأجزاء من الكنوز الثقافية التي تم تدميرها وتوثيق جرائم الحرب، كإدانة لسياسة روسيا الخارجية".

مارسيل فروستناو/ ع.ج