جولة استكشافية في منزل المستشار هيلموت شميت
شغل هيلموت شميت منصب المستشار الألماني في الفترة من 1974-1982. وكان شميت وزوجته لوكي مولعان بالفنون. في جولتنا هذه نعرفكم على تفاصيل بيت المستشار الذي تحول إلى تحفة فنية نادرة.
يزخر مدخل منزل هيلموت شميت بالمقتنيات الفنية، ويمكنك القيام بجولة إفتراضية في المنزل من خلال زيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة التي تدير المنزل. وتبدأ الجولة ببهو المنزل والدرج، وكما هو واضح في الصورة المرفقة يظهر شغف الزوجين بالأعمال الفنية، وتتضمن مقتنياتهما أعمالا لفنانين مغمورين ولآخرين مشهورين أمثال: مارك شاغال، إيميل نولدي، وأوسكار كوكوشكا.
توفي المستشار في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ورغم مرور أكثر من عام على رحيله لا زالت غرفة مكتبه تنبض بالحياة حتى ليكاد منظرالغرفة يوحي لك بأن المستشار قد غادر للتؤ مكتبه. أشياء كثيرة، بدءا من آلة حلاقة الذقن والمرآة إلى شمعة ذاب نصفها، وعلبة سجاير بنكهة النعناع، كل تلك الأشياء تعطيك انطباعا بأن هذا المنزل قد تحول إلى متحف.
نظراً لجذور عائلة "شميت" التي تنتمي إلى مدينة "هامبورغ"، التي تقع على سواحل بحر الشمال فقد صممت العائلة "حانة" استوحتها من البارات والحانات التي تجدها عادة في الموانىء البحرية، كما ستجد المعدات التي تستخدم في إبحارالسفن وحبال مربوطة على شكل عقدة البحار. وستصادفك هدايا تذكارية أحضرها البحارة من خارج البلاد.
تحيط بمائدة الطعام جدرن مزدانة باللوحات الفنية، وتتوضع التماثيل المنمنمة على الطاولات الجانبية، وهذا يسمح لمخيلتنا بتخمين الوجبات التي كانت تُقَدم على هذه المائدة، وبهذا تُتَاحُ لنا الفرصة للإطلاع على أدق التفاصيل التي لايمكن لأي سيرة ذاتية عادية أخرى أن تكتشفها و تقدمها لنا.
احتفظ هيلموت شميت بمجموعة ضخمة من التسجيلات الموسيقية ووضعها قرب المدفأة الجدارية. ومع تقدمه بالسن أصيب بضعف في السمع ما أدى إلى عزوفه عن الاستماع للموسيقى. قام بإهداء مجموعة مقتنياته الموسيقية إلى مدرسة لتعليم الموسيقى والرقص في هامبورغ.
كان السيد هيلموت شميت وزوجته السيدة "لوكي" شغوفين بممارسة لعبة الشطرنج، سواء أكان ذلك في منزلهما أو أثناء قضاء إجازتهما (كما يبدو في الصورة المرفقة في جزر الكناري التي تقع على الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا). ذات مرة قال شميت: "تعلمت الشطرنج مُذ كنت طفلاً، ووالدي كان معلمي، ومنذ ذلك الحين لم أتعلم أي جديد في ميدان هذه اللعبة".
كان شميت عازف بيانو من الطراز الرفيع. وفي حقبة الثمانينات من القرن الماضي شارك في حفل موسيقي. وخلال تسجيل سيمفونية من تأليف الموسيقار موزارت، شارك شميت بالعزف مع "غوستوس فرانتز" و"كريستوف آيشينباخ" وهما من أشهر عازفي البيانو في ألمانيا. ظل شميت يعزف على البيانو حتى آخر لحظة من حياته رغم ضعف السمع الذي ألم به.
خلال جولتنا الافتراضية لم نجد غرفة واحدة في المنزل تخلو من الكتب. استضافت الزاوية الدافئة من غرفة المعيشة على مر السنين شخصيات عالمية من بينها ملك إسبانيا خوان كارلوس وزوجته الملكة "صوفيا"، كما استقبلت الأمين العام لمجلس السوفييت الأعلى الزعيم ليونيد بريجينيف، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر.
أحبت السيدة "لوكي"، زوجة المستشار شميت، الأزهار والنباتات وعملت على تأسيس جمعية ألمانية تهدف إلى حماية النباتات والأزهار المهددة بالانقراض. في الصورة المرفقة "بيت زجاجي لحماية النباتات المدارية في حديقة منزلها في مدينة هامبورغ، ويطلق الآن على تلك الحديقة اسم "حديقة السيدة لوكي".
منظر شجرة التفاح، وشجيرات زهرة الكاميليا البيضاء وبركة الماء، هو مشهد أعد خصيصاً من أجل السيد "هيلموت شميت" لينظر إليه من خلال النافذة وليستمتع به أثناء عمله في المكتب. يمكنك أن تقوم بجولة إفتراضية من خلال زيارتك للموقع الإلكتروني الخاص بمؤسسة"هيلموت و لوكي شميدت". www.helmut-und-loki-schmidt-stiftung.de الكاتب: زيلكه فونش/ غالية داغستاني