1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ثورة الياسمين في عيون عرب ألمانيا

٢٨ يناير ٢٠١١

ينظر العرب في ألمانيا إلى ثورة تونس بإعجاب كبير، ويرون أنها سوف لا تقتصر على تونس وحدها، بل ستنتقل إلى بلدان عربية أخرى. إذ أن الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي فجرت ثورة الياسمين ما زالت مهيمنة في البلدان العربية الأخرى

https://p.dw.com/p/106SG
ثورة الياسمين تلقى صدى لدى الجالية العربية في برلينصورة من: picture-alliance/dpa

لم تمر أحداث الثورة التونسية على العرب في ألمانيا مرور الكرام، فقد تابع الكثير منهم أحداث "ثورة الياسمين" في تونس، وكانت مثار جدل ونقاش بينهم، للإجابة على أسئلة في مقدمتها ما إذا كانت عدوى هذه الثورة ستنتقل إلى شعوب عربية أخرى، أو أنها مجرد "حالة تونسية خاصة".

ورغم الجدل حول بعض الاختلافات بين تونس وبلدان عربية أخرى، إلا أن جميع هذه البلدان باتت تجمعها قواسم عدة: عدم توافر العدالة الاجتماعية واعتماد حكومات هذه البلدان سياسات الاحتكار وفرض سياسة الدولة البوليسية على الشعوب العربية.

عدوى انتقال "ثورة الياسمين"

Khaled El-Schurbagy
خالد الشوربجي: الحاكم العربي سيسقط بسهولة بعد ثلاثين عاماً من التسلطصورة من: DW/Ghanen

يرى العرب المقيمون في ألمانيا، الذين التقتهم دويتشه فيله، أن تونس كانت خارج كل التوقعات، قياساً بما يحدث في مصر من وقفات احتجاجية منذ سنوات، وأيضاً ما يحدث في بلدان عربية أخرى من مناوشات مع حكوماتهم. عن ذلك يقول فادي إليا، وهو سوري يعيش في ألمانيا منذ نهاية الثمانينات: "إن ثورة الياسمين كانت بحق مفاجأة، وبرهنت على أن الشعوب في لحظة ما قد تتحول إلى وحش هادر، وهذا إنذار للحكام العرب". أما خالد الشوربجي من مصر، وهو يعيش في ألمانيا منذ بداية التسعينات: "لم أكن أتخيل أن يحدث مثل هذا في تونس، حيث كنت أرى تونس من أجمل البلاد من خلال الإعلام". وعن انتقال عدوى ثورة الياسمين إلى مصر التي تشهد موجة مظاهرات واحتجاجات واسعة تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، يقول الشوربجي: "تمنيت أن يحدث ذلك في مصر منذ سنوات، كان لدي أمل ان تنتقل هذه العدوى مباشرة إلى بلدان عربية أخرى".

محمد بن عماري من موريتانيا يعيش في ألمانيا منذ منتصف الثمانينات يرى أن تونس أطلقت شرارة الثورة من أجل كرامة الإنسان العربي، التي باتت موضع إهانات حكام الشعوب العربية. ويضيف عماري بالقول: "أتمنى أن تنتقل هذه الشرارة إلى بلدان عربية أخرى بأسرع وقت ممكن. ورغم البطء الشديد لانعكاس تداعيات الثورة التونسية على بعض البلدان العربية، فإنني ما زلت أعلق آمالي على أن تتفاعل الشعوب العربية مع هذه الثورة".

"هدية تونس إلى الشعوب العربية"


أحمد المنسي المقيم في ضواحي العاصمة برلين منذ سقوط الجدار الذي قسمها لعقود طويلة يرى في "الثورة التونسية هدية إلى جميع الشعوب العربية". ويضيف المنسي قائلاً: "إن ثورة تونس تذكرني بثورة 1952، ثم أن الثورة التونسية بمثابة هدية من الشعب التونسي إلى الشعوب العربية وعليهم أن يقبلوها ويتفاعلوا معها".

ويوافق إليا أحمد المنسي الرأي في أن "ثورة الياسمين هدية غالية من الشعب التونسي للشعوب المقهورة" معتبراً أنها تعتبر "تحذيراً للحكام العرب المحتكرين للسلطة، الذين يقفون على أبواب توريث أبنائهم للسلطة، ويظنون أن عصر الثورات قد انتهى". ويقول إليا إنها كانت مفاجئة بالفعل أن تنطلق الثورة من تونس في وقت كانت فيه الأنظار كانت تتجه إلى مصر وسوريا واليمن، التي تشهد أوضاعاً اجتماعية وسياسية صعبة. "انطلقت الثورة بالفعل من تونس، لتشكل إنذاراً للحكام العرب الآخرين".

"الدرس لم ينته بعد"


Fadi Ilia Geschäftsmann
فادي إليا:ثورة الياسمين انذار للحكام العربصورة من: DW/Ghanen

إن درس ثورة الياسمين ما زال مستمراً على الرغم من تصريحات كثير من المسؤولين العرب بأن هذا سوف لا يمس بلادهم. عن ذلك يقول بن عماري: "إن ثورة الكرامة الحديثة ولدت من رحم الشعب التونسي، وأعتقد أن الدرس لم ينته بعد. إن الطفل ما زال في المهد، لكنه سرعان ما يكبر من حيث لا يتوقع هؤلاء الحكام".

أما الشوربجي لا يثق في هؤلاء الحكام المتكبرين، مؤكداً على أن هؤلاء الحكام قد لا يستوعبوا الدرس، لأنهم غير قادرين على التغيير، الذي كان يجب القيام به منذ زمن طويل". ويضيف الشوربجي بالقول: "لا أظن أن الحاكم العربي وحاشيته سيتغيرون بسهولة بعد ثلاثين عام من ممارسة التسلط على شعوبهم".

على عكس الشوربجي يرى إليا أن "هؤلاء الحكام في حالة ذعر والدليل على ذلك السرعة في طرح مسكنات لشعوبهم من خلال التراجع عن بعض الإجراءات الحكومية على الصعيد الاقتصادي". وهنا يعلق بن عماري بالقول: "إن درس ثورة الياسمين أفقدت هؤلاء الحكام التوازن، كما أن الدرس مازال في بدايته ولم ينته بعد".

إن سياسة الاحتكار التي يمارسها الحكام العرب وعائلاتهم، ونظام الدولة البوليسية المفروض على الشعوب العربية، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية، وتقييد الحريات، كل هذه عوامل فتحت وستفتح أبواب الجحيم والغضب في البلدان العربية.

هاني غانم ـ برلين

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد