1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تغيير الموازين في الكونغرس قد يؤثر على السياسة الخارجية

٢ نوفمبر ٢٠١٠

لم يكن لموضوعات السياسة الدولية شأن يُذكر خلال حملة انتخابات الكونغرس الأمريكي. غير أن نتيجة هذه الانتخابات قد تؤثر تأثيراً كبيراً على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية وعلى ملف السلام في الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/PwL9
يتوقع الخبراء فوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرسصورة من: picture-alliance/dpa

"إنه الاقتصاد يا غبي": هذه الجملة التي نطق بها بيل كلينتون خلال حملته الرئاسية في عام 1992 هي خير من يعبر عن المناخ الذي يسود الآن في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالأمريكيون لديهم ما يكفي من الأسباب للشعور بالقلق نحو اقتصادهم، وخاصة بعد أن استقرت نسبة البطالة منذ عدة شهور عند نحو العشرة في المائة، وذلك بعد انهيار سوق العقارات وعدم تعافي الاقتصاد الأمريكي منذ الأزمة المالية العالمية.

غير أن هناك موضوعات سياسية خارجية عديدة تحتل الأهمية نفسها؛ مثلاً الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في أفغانستان والتي لا يعلم أحد كيف ستنتهي، والوضع المتوتر في الشرق الأوسط حيث من الممكن أن تتجمد في كل لحظة محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والصراع المستمر حول البرنامج النووي الإيراني، وكذلك التعامل مع القيادة الجديدة التي ستتولى رئاسة الدولة الديكتاتورية النووية كوريا الشمالية.

غير أن كل هذه الموضوعات لا تلعب دوراً كبيراً في انتخابات الكونغرس، مثلما يقول توماس إ. مان، الخبير بشؤون الكونغرس الأمريكي في معهد بروكينغس في واشنطن. ويضيف مان قائلاً: "إن أغلبية الأمريكيين يشعرون باليأس والتشاؤم بسبب الحالة الاقتصادية، ولذلك فرض الاقتصاد نفسه على المعركة الانتخابية".

السياسة الخارجية غير مؤثرة

Kongresswahlen in den USA
من أجواء الحملة الانتخابيةصورة من: AP

لا تظهر من موضوعات السياسة الخارجية في المعركة الانتخابية إلا تلك التي لها علاقة بموضوعات قومية، يضيف مان موضحا، فالصين – مثلاً – تُذكر إذا تعلق الأمر بالسياسة التجارية أو التوازن النقدي العالمي؛ أما المكسيك فتُذكر عندما يدور النقاش حول الهجرة غير المشروعة وعواقبها على الاقتصاد الأمريكي. فيما عدا ذلك، يقول مان، يتمحور النقاش كله حول السياسة الداخلية، لا سيما الاقتصاد.

وفي حين لا تؤثر السياسة الخارجية على نتائج انتخابات الكونغرس، فإن ما ستسفر عنه يؤثر تأثيراً كبيراً على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية. وإذا صدقت توقعات الخبراء فسوف يستعيد الجمهوريون السيطرة من جديد على الكونغرس، بل إن لديهم فرصة صغيرة لتشكيل الأغلبية داخل مجلس الشيوخ، وكلاهما قد يغير من أسلوب السياسة الخارجية التي تنتهجها واشنطن.

"عديد من المرشحين الجمهوريين للكونغرس ينتمون إلى حركة "حزب الشاي" Tea Partyالتي تعتبر محافظة للغاية"، كما يقول الباحث السياسي دوغلاس فويل من جامعة وسيلان، ويضيف إنهم "لم يتحدثوا كثيراً عن السياسة الخارجية، ولهذا لا يعرف أحد ماذا سيفعلون في حالة انتخابهم".

غير أن هناك موضوعاً تكرر كثيراً في الحملة الانتخابية لحركة "حزب الشاي"، ألا وهو خفض العجز الأمريكي في الميزانية، الذي يستلزم "تقليل نفقات وزارة الدفاع التي تشكل نصف مصروفات الدولة تقريباً"، يقول فويل: "غير أن إضعاف السياسة الخارجية عن طريق خفض نفقات الجيش ليس في المعتاد من السياسات التي يتبناها الجمهوريون."

مستقبل الحزب الجمهوري

Kongresswahlen in den USA Barack Obama Flash-Galerie
يتوقع الخبراء فوز اليمين لأن الناخب الأمريكي غير راض عن الأداء الاقتصادي للرئيس أوباماصورة من: AP

ويرى توماس إ. مان أن هناك فرصاً واقعية أمام "عدد مهم من أنصار حركة "حزب الشاي" لدخول مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، وهؤلاء يعتنقون آراء متطرفة إلى حد ما فيما يتعلق بالنفقات المحدودة للحكومة، كما يتسمون بموقف معاد للعولمة والمنظمات الدولية". ويضيف مان: "إذا أصبحت لهذه المجموعة الكلمة العليا في الحزب فسيكون في أمريكا حزب من يسار الوسط مقابل حزب محافظ إلى أقصى حد. هذا شيء مقلق للغاية".

وأياً كانت نتيجة النزاع الداخلي في الحزب الجمهوري، فمما لا شك فيه أن وجود أغلبية من اليمين في الكونغرس ستؤثر على السياسية الخارجية الأمريكية. صحيح أن الرئيس يتمتع بصلاحيات واسعة في السياسة الخارجية واستقلالية أكبر من المجال الداخلي، إلا أنه لا يستطيع تجاهل الكونغرس الذي يقر الموازنة الحكومية، وبالتالي بإمكان البرلمان أن يمارس ضغطاً سياسياً على الرئيس.

عوائق كبيرة أمام الاتفاقيات الدولية

كما أن الكونغرس يضطلع بدور مهم في الإقرار بالمعاهدات الدولية. وبالرغم من الأغلبية الواضحة التي يتمتع بها الديمقراطيون لم يستطع الرئيس باراك أوباما خلال الشطر الأول من فترة رئاسته أن يمرر اتفاقية حماية المناخ في الكونغرس. وهكذا فإن المستقبل سيكون مجهولاً أمام معاهدة "ستارت" الجديدة، وهي الاتفاقية التي تعقب معاهدة نزع السلاح النووي التي وقعها ميخائيل غورباتشوف مع الرئيس الأسبق رونالد ريغان الذي ينظر إليه الجمهوريون بعين الإكبار والتقدير.

إن الفوز المتوقع للجمهوريين في انتخابات الكونغرس قد يجعل السياسة الخارجية الأمريكية أكثر تعقيداً، وقد يُصعِّب على الخبراء توقع الاتجاه الذي ستسير فيه. ولكن الأهم، يقول توماس إ. مان، هو استقراء "قلق الأمريكيين وغضبهم وتشاؤمهم بخصوص مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وأنهم فطرياً يصوتون ضد الحزب الذي يمسك بدفة السلطة في البلاد".

ميشائيل كنيغه / سمير جريس

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات