1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"رهاب الإسلام" في أوروبا..تعاريف وإجراءات لمواجهته

إسماعيل عزام
١٥ مارس ٢٠٢٤

تدق جهات عديدة ناقوس الخطر إزاء اتساع ظاهرة معاداة المسلمين في أوروبا. وكدليل على الوعي بخطورة الظاهرة تحاول السلطات في ألمانيا وأوروبا محاصرتها. فيما يلي جولة على أبرز الإجراءات المتخذة.

https://p.dw.com/p/4dW19
مظاهرة ضد معاداة الإسلام في هولندا 5 فبراير/ شباط 2023
معاداة الإسلام في هولندا إلى اتساع، فأي دور تقوم به السلطات هناك لمواجهتها؟صورة من: Robin van Lonkhuijsen/ANP/picture alliance

الخامس عشر من مارس/ آذار من كل عام هو اليوم العالمي لمكافحة رهاب الإسلام، أو ما يعرف في الأوساط الإعلامية بالإسلاموفوبيا. ويُعرّف موقع الأمم المتحدة هذه الظاهرة بـأنها "الخوف من المسلمين والوقوف ضدهم والتحامل عليهم، بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب من خلال التهديد والمضايقة والإساءة والتحريض والترهيب ضد المسلمين وغير المسلمين، سواء على أرض الواقع أو عبر الإنترنت".

هذا العام يمثل فقط الذكرى السنوية الثالثة لتخصيص هذا اليوم لمكافحة رهاب الإسلام اعتبارا من عام 2022 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد وافقت على الاقتراح بهذا الخصوص كل الدول الأعضاء وعددها 193، ومن ضمنها الدول الأوروبية. نعرض هنا أهم الأسئلة والأجوبة عن رهاب الإسلام في ألمانيا وأوروبا.

رهاب الإسلام في ألمانيا

من أشهر التقارير التي تناولت الموضوع في ألمانيا ذلك الذي أصدرته مجموعة الخبراء لصالح وزارة الداخلية الألمانية، بعنوان "معاداة المسلمات والمسلمين في ألمانيا: تقييم الأحوال في ألمانيا"، ومن جملة ما أكد عليه التقرير وجود عداء متزايد ضد المسلمين في قطاعات عديدة من بينها التعليم والعمل ومن خلال الصورة التي ينقلها الإعلام، وهو عداء لا تقوم به المنظمات والأحزاب اليمينية وحدها، بل تمارسه أيضا عدة أطياف في المجتمع.

 اللجنة التي عينتها وزارة الداخلية الألمانية،اختارت كلمة أخرى هي معاداة المسلمين بدل العداء للإسلام، كما اختارت لها مرادفاً هو العنصرية ضد المسلمين. وعرفت اللجنة الظاهرة بأنها "نسب خصائص مبتذلة، غير قابلة للتغيير إلى أبعد حد..، وفيها تهديد إلى الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون"، ما "يسفر عن عمليات إقصاء وتمييز متعددة المستويات، وتتم هذه العمليات على الأصعدة الخطابية أو الفردية أو المؤسسية أو الهيكلية، وقد تصل حتى إلى استخدام العنف".

نصف ألمانيا ضد الإسلام

معاداة المسلمين والإسلاموفوبيا ونقد الإسلام

من جانبه، يشير المركز الفيدرالي للتثقيف السياسي (BPB)، إلى أن معاداة المسلمين تركز على الشعور الموجه إلى المسلمين كأفراد وكجماعة (ما يفهم منه التدين ونمط الحياة)، بينما تشير الإسلاموفوبيا إلى المواقف السلبية تجاه الإسلام ككل (أي كراهية للدين)، وهو ما تقوم به أحزاب ومنظمات يمينية متطرفة في العالم، خصوصا في أوروبا.

وهناك مصطلح آخر هو "نقد الإسلام"، الموجه إلى جوانب معينة في الدين دون رفض الدين بأكمله، بينما ترى المنظمات الإسلامية أن هذا المصطلح مدفوع أحيانا بالإسلاموفوبيا، وغالبا ما يكون من الصعب متابعة من ينتقدون الإسلام، خصوصا أن ذلك يندرج حسب السلطات في إطار حرية التعبير، ما لم يكن الانتقاد حاملاً أساليب قدحية أو رافضة لوجود المسلمين، كما أن "نقد الإسلام" يأتي في أحيان كثيرة من مسلمين سابقين أو ملحدين على مسافة من كل الأديان.

كيف تتم معاقبة رهاب المسلمين في ألمانيا؟

لا تتضمن القوانين الألمانية بنود قانونية حول العقاب على معاداة المسلمين، لكن وفق جواب للحكومة الألمانية على سؤال برلماني يتعلق بالعقوبات على الظاهرة، يتم استخدام عدة فصول من قانون العقوبات الألماني، منها تلك المتعلقة بالتحريض على الإهانة  أو التحريض على الكراهية والاعتداء الجسدي والتهديد، هذا وقد قامت الحكومة بمتابعة 120 حالة قضائية بهذا الشأن في ثلاثة أشهر لوحدها.

الآليات الأوروبية إزاء معاداة المسلمين

على الصعيد الأوروبي، هناك منسق المفوضية الأوروبية لـ "مكافحة الكراهية ضد المسلمين". وقد تم إنشاء المنصب عام 2015 لأجل "ضمان استجابة قوية وشاملة عبر خدمات المفوضية لمكافحة الكراهية ضد المسلمين "، ومن هذه الخدمات تمويلات في قطاع التعليم، وفي سياسات التكامل والإدماج الاجتماعي، وفي مجالات التوظيف ومواجهة التمييز. وتشغل حاليا ماريون لاليس منصب المنسقة الأوروبية.

متظاهرون من حركة بيغيدا المعادية للإسلام ترفع صورة مفبركة للمستشارة السابقة ميركل مع عبارة "اليوم نحن متسامحون.. وغدا غرباء في بلدنا"، 4 مايو/ أيار 2024
حركة بيغيدا المعادية للإسلام ترفع صورة مفبركة للمستشارة السابقة ميركل مع عبارة "اليوم نحن متسامحون.. وغدا غرباء في بلدنا".صورة من: Robert Michael/imago images

ووفق موقع المفوضية، أنشأ الاتحاد الأوروبي عدة قواعد تهدف إلى مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب، وخصوصًا من خلال القرار الإطاري لعام 2008 بشأن مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب، الذي صدر عام 2008، وهو قرار ملزم لجميع دول الاتحاد الأوروبي بتجريم التحريض العام على العنف أو الكراهية الموجهة ضد الأفراد أو الجماعات على أساس العرق، أو اللون، أو الأصل العرقي والدين. وبالتالي، فالأفراد الذين يعبرون عن الكراهية أو يدعون إلى العنف، ومن ذلك المعادية للمسلمين، يجب أن يخضعوا للإجراءات القانونية اللازمة.

كيف تنتشر معاداة المسلمين في أوروبا؟

تنتشر معاداة المسلمين بشكل كبير في أوروبا، فقد أكدت لجنة المساواة وعدم التمييز في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE)، في قرار تم التصويت عليه، الزيادة المستمرة في مظاهر الإسلاموفوبيا، "والتي وصلت إلى ذروة دراماتيكية في السنوات الأخيرة"، إذ يتم "التصنيف النمطي للمسلمين ككائنات غريبة عن الثقافة والقيم الأوروبية وغير متوافقة معها، ما يؤدي إلى المزيد من التجريح والاستبعاد".

وطالب القرار الصادر عام 2022، دول مجلس أوروبا بمعالجة الأسباب الجذرية للعنصرية والتمييز ضد المسلمين، "بما في ذلك التصنيف النمطي والتحيز والتشهير"، داعيا إلى ضرورة أن تتضمن خطط العمل  ضد العنصرية والتمييز مواجهة "الإسلاموفوبيا بشكل خاص ومعالجتها"، ولافتا أن مواجهة الظاهرة هي مسؤولية كل أعضاء المجتمع.

وزادت كراهية المسلمين في أوروبا عقب صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية إلى الحكم أو إلى البرلمان، واضحت على الأقل خمسة دول أوروبية في قبضة أحزاب يمينية تنظر بكثير من السلبية للمسلمين، ومن أكبر الأمثلة المجر، الذي وصف فيها رئيسها فيكتور أوربان اللاجئين السوريين بـ"المسلمين الغزاة"، قائلا إن "هويتنا في خطر بسبب الغزو الإسلامي"

ماذا عن الكراهية عبر الانترنت؟

كما اهتم الاتحاد الأوروبي  بمواجهة كراهية المسلمين عبر الانترنت، ومن ذلك إنفاذ قانون الخدمات الرقمية (DSA) عام 2023. ويتضمن القانون التزامات صارمة للمنصات عبر الإنترنت لمواجهة المحتوى غير القانوني، ومن ذلك خطاب الكراهية، تحت طائلة دفع غرامات باهظة، وينطبق ذلك حالياً على 19 منصة، منها أكبر منصات التواصل الاجتماعي، كفيسبوك وغوغل وتيك توك وإكس.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد