1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تردد بعض الدول الأوروبية في استقبال معتقلي غوانتانامو

١٢ فبراير ٢٠١٠

جددت منظمات وشخصيات إنسانية أوروبية ودولية مطالبة واشنطن بإغلاق معسكر غوانتانامو في كوبا ودعت ألمانيا والدول الأوروبية لاستقبال سجناء أبرياء لبدء حياة جديدة فيها. وتحدث معتقل سابق عن تجربته كنموذج الاندماج الناجح.

https://p.dw.com/p/LzqU
معسكر غوانتانامو الأميركي في كوبا:متى سيغلق؟صورة من: dpa

بعد ثماني سنوات على زجَّ معتقلين إسلاميين في معسكر غوانتانامو الأميركي في كوبا، جدَّد ممثلو منظمات إنسانية ألمانية وأوروبية ودولية تنشط في ألمانيا وفنلندا واللوكسمبورغ مطالبتهم الحكومات الأوروبية بمساعدة الحكومة الأميركية على إطلاق سراح 45 معتقلا في، وتوفير ملجأ لهم في بلدانها.

ولا يزال هؤلاء بعد سنوات من الاعتقال الغير قانوني قابعين في المعسكر الأميركي رغم عدم وجود اتهامات دامغة ضدهم. وتكمن مشكلتهم في أنهم غير قادرين على العودة إلى أوطانهم مخافة تعرضهم إلى الاعتقال، واخضاعهم للتعذيب، وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.

منظمة العفو الدولية مستاءة من الدول الأوروبية

وتعتمد الحكومة الأميركية على مساعدة الحكومات الأوروبية لإغلاق معسكر غوانتانانو. ونفذت بعض هذه الدول مثل فرنسا وايرلندا والبرتغال والمجر وبلجيكا وأخيرا سويسرا الاتفاق المشترك الموقع بين واشنطن والاتحاد الأوروبي في هذا الصدد، وقدَّمت لثمانية وأربعين معتقلا سابقا أطلق سراحهم فرصا مضمونة للعيش فيها.

وقالت ممثلة العفو الدولية لشؤون مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان جوليا دوخرو إنه "على الرغم من أن مجموعة من الدول سارت في الطريق الصحيح المطلوب، إلا أن ما يخيِّب الآمال هو استعداد عدد قليل من الدول الأوروبية فقط لتأمين العيش والحماية للسجناء السابقين في غوانتانامو". واستغربت أن تكون الدول المترددة حاليا هي تلك التي رفعت صوتها عاليا من أجل إغلاق المعسكر في إشارة ضمنية إلى ألمانيا بصورة خاصة.

Amnesty International fordert die Schließung von Guantanamo
إحدى التظاهرات التي نظمتها العفو الدولية للمطالبة بإغلاق معسكر غوانتانامو.صورة من: AP

وأوضحت دوخرو أن المعتقلين ال 45 يأتون من بلدان مثل ليبيا وتونس وسورية والصين وروسيا، "وهؤلاء لا يستطيعون العودة إليها بسبب المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا إليها". وقالت إن الولايات المتحدة "تبحث عن دول مضمونة تقدم لهؤلاء إمكانية بناء حياة جديدة لهم". واستدركت قائلة إن من الصحيح أن الحكومة الأميركية هي المسئولة بالدرجة الأولى عن إيجاد حلول لهؤلاء، "لكن لدى المجتمع الدولي فرصة الآن للإسراع في إغلاق معسكر غوانتانامو بالقبول بإيواء قسم منهم". وتابعت أن المعسكر "يبقي رمزا لغياب العدالة وانعدام دولة القانون".

"لا وجود لمبرر بعدم الإفراج عن 45 معتقل"

ومعلوم أن الرئيس باراك أوباما لم ينفذ وعده بإغلاق المعسكر في 22 كانون الثاني/يناير الماضي، وإذا لم تقرر دول أخرى استقبال معتقلين سابقين فسيبقى هؤلاء في دائرة خطر ممارسة التعذيب ضدهم. وحضَّت دوخرو الدول الأوروبية المترددة بأن تُقرن أقوالها ضد المعسكر بالأفعال.

واعتبرت المحامية صوفي فيللر من مركز الحقوق الشرعية أن لا تبرير هناك لعدم الإفراج عن المعتقلين ال 45 الذين لا يزالون معتقلين في معسكر غوانتانامو، مبرزة أنهم يشكِّلون عددا صغيرا جدا من اللاجئين الذين يبحثون عن ملجأ لهم في أوروبا، خاصة وأن بينهم أكاديميون يتحدثون لغات عدة وينتظرون فرصة سانحة لبدء حياة جديدة على حدِّ تعبيرها.

سجناء سابقون نجحوا في الاندماج

وعرض أحد السجناء السابقين في المعسكر واسمه مؤزم بيغ، ويعيش في بيرمينغهام ببريطانيا منذ عام 2005 مع زوجته وأربعة أطفال، نماذج ناجحة عن اندماج السجناء السابقين في أوروبا قائلا إن أقلية من المعتقلين تابعت الكفاح المسلح بعض إطلاق سراحها. إلا أن معلومات أمريكية أشارت أن عددا من الذين أطلق سراحهم من معتقلي غوانتانامو عادوا وحملوا السلاح وواصلوا أنشطتهم ضد المصالح الأمريكية والغربية. وهذا خطر يدفع الرأي العام وحكومات عدد من الدول الأوروبية إلى التردد في استقبال هؤلاء المعتقلين، خصوصا وأن لا أحد يمكن أن يعطي ضمانات بعدم عودة المعتقلين إلى أنشطة إرهابية في حالة ما إذا كانوا مارسوها في الماضي.

Obama verkündet Pläne für Guantanamo
قبل نحو سنة أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما رسميا أنه سيغلق معسكر غوانتانامو دون أن يفي بوعده بعدصورة من: AP

إلا أن أكد المحامي الأميركي زخريا كاتزنيلسون الذي سبق وزار عددا من سجناء المعسكر أن الرجال ال 48 الذين أطلق سراحهم في عهد الرئيس أوباما لم توجه إليهم أية تهمة بوجود علاقة لهم بالإرهاب. وقال إنهم إما عادوا إلى أوطانهم أو حصلوا على ملجأ لهم في دول مثل بالاو وبيرمودا. وأكد أن ظروف السجن في غوانتانامو لا تزال كما كانت تقريبا ولم تتحسن في عهد أوباما إلا بشكل طفيف.

للولايات الألمانية صلاحية البث في ملفات اللجوء

إلى ذلك نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه وجود تغيير في موقف الحكومة الألمانية من توفير ملجأ فيها لسجناء سابقين في غوانتانامو. وقال ردا على سؤال لدويتشه فيلله "لا علم لي بمثل هكذا التغيير، وموقف الحكومة واضح ويتمثَّل في استعدادنا لدراسة وضع كل حالة على حدة". وتكمن الإشكالية في ألمانيا حسب قول المراقبين في النظام الفيدرالي الذي يعطي حكومات الولايات الألمانية صلاحية قبول أو رفض استقبال لاجئين سياسيين.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد