1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تداعيات حجب الإنترنت وقطع الاتصالات في مصر

١ فبراير ٢٠١١

حجْـب السلطات المصرية لاتصالات الجوال والإنترنت وتشويشها على الإرسال التلفزيوني أحدث ارتباكا في تنسيق المحتجين المصريين ضد نظام مبارك ويـُـعتقد أن هذا الحجب تسبب في أضرار جانبية كثيرة، كما يقول الخبراء.

https://p.dw.com/p/1081H
السلطات المصرية عزلت مصر عن العالم وقطعت كل وسائل الاتصال سعيا لإعاقة التنسيق بين المتظاهرينصورة من: AP Graphics/DW

اكتشف المصريون عقب استيقاظهم من النوم صبيحة يوم الجمعة 2011/01/28 انقطاعهم عن العالم الخارجي وعن التواصل فيما بينهم عن طريق الإنترنت بعد أن أمرت حكومة الرئيس مبارك بإيقاف الاتصال بكل مزودات الإنترنت العالمية، رغم أن واحدا منها ظل تحت الخدمة كما أفاد الخبير الأمريكي جيمس كوي الذي يعمل في شركة تحليل بيانات الإنترنت الأمريكية رينسيس، والتي ذكرت في موقعها أنه "تقريبا جميع عناوين الإنترنت في مصر غير قابلة للوصول إليها في كل العالم". ويتساءل الخبير الأمريكي "هل يمكنك أن تتخيل عواقب حجب الإنترنت عن اقتصاد مصر الحديث وعن سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة، وتبعات ذلك سواء في الشوارع أوفي أسواق المعاملات المالية؟".

وفي السنوات الماضية رغم أن الصين قامت بإبطاء شبكة الإنترنت إلا أنها لم تقم بحجبها بشكل كامل وبشكل مؤقت إلا في مناسبات قليلة، وقد تكرر القطع الكامل للشبكة في كل من نيبال عام 2005 وفي وبورما عام 2007، لكن ما حدث في مصر عن حجب كامل للإنترنت ولإشارات الهواتف المحمولة يوم الجمعة لم يحدث حتى خلال الاحتجاجات في إيران عام 2009 حين تم تضييق الخناق على الشبكة العنكبوتية وتعطيل أبراج نقل إشارات الهواتف النقالة.

الإنترنت والجوال أسلحة سلميّة

وذكرت شركة فودافون المصرية في بيان على موقعها أن الحكومة المصرية "أصدرت تعليماتها لجميع مشغلي شبكات الهاتف النقال بوقف الخدمات في مناطق معينة مختارة"، فللسلطات في ظل القانون المصري الحق في إصدار مثل هذا التعليمات "ونحن مضطرون للالتزام بها إلى إشعار آخر".

حجب وسائل الاتصال هذا أدى إلى تداعيات مثيرة للقلق خارج مصر للناشطين و الصحافيين الذين حاولوا بصعوبة فهم الوضع الراهن هناك، كما ذكر لدويتشه فيله عمار عبد الحميد، وهو ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان وأحد المعارضين القاطنين في الولايات المتحدة، والذي تابع قائلا: " لقد نبّهَت شبكة الإنترنت كل العالم للأوضاع القائمة في مصر منذ اليوم الأول، في حين أن الأمر استغرق أكثر من شهر ليلاحظ العالم أهمية التطورات التي حدثت في تونس، ولكن حتى في تونس لعبت الشبكة العالمية دورا في غاية الأهمية"، ويرى أن مجرد بذل السلطات المصرية قصارى جهدها لقطع الاتصالات والإنترنت يوضح أهمية هذه الشبكة من وجهة نظر السلطات.

Ägypten Kairo Proteste Demonstranten Polizei Flash-Galerie
تحذير المتظاهرين بعضهم بعضا بواسطة الرسائل القصيرة من قدوم قوات الأمن يقلل من حدوث إصاباتصورة من: AP

انقطاع رسائل الجوال قد يكون أدى إلى زيادة عدد الجرحى

كما أن قطع وسائل الاتصال أدى إلى مشكلات تواصُل فعلية في شوارع القاهرة كما يذكر عمارعبد الحميد، فأهمية تقنية الإنترنت والهواتف المحموله "تكمن في تسهيل التواصل البيني الآني والفوري بين الناشطين المتظاهرين من جهة وبينهم وبين أنصارهم في الخارج من جهة أخرى".

من ناحية أخرى قال الخبير الأمريكي روبيرت غيرا مدير مشروع "حرية الإنترنت" التابع لإحدى منظمات المحاماة الأمريكية إن انقطاع رسائل الجوال القصيرة يؤدي إلى عدم التنسيق السريع بين المحتجين مما قد يقود إلى وقوع مزيد من الإصابات في أوساطهم " فإحدى فوائد الرسائل القصيرة هو تنبيه المتظاهرين بعضهم بعضا بالابتعاد عن الخطر المتربص بهم قبيل اقتراب قوات الأمن منهم" وبالتالي تفادي إصابات محتملة.

لقد قام المتظاهرون المصريون في عقب صلاة الجمعة بالتنسيق فيما بينهم بطرق تقليدية وذلك من خلال التجمع أمام المساجد وإطلاق النداءات، ورغم ذلك تبقى وسائل الاتصالات الحديثة أداة فعالة من أجل تفادي وقوع إصابات ومن أجل التغيير نحو الديمقراطية.

ستوارت تيفين / علي المخلافي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد