1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيير شتاينبروك: منافس المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل

فولفغانغ ديك/ أخيم زيغيلو٥ سبتمبر ٢٠١٣

يُعتبر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار الألماني، بيير شتاينبروك، سياسيا ذكيا. ورغم أن نتائجه في استطلاعات الرأي ليست جيدة، إلا أنه لا يزال يأمل في الفوز بالانتخابات البرلمانية الاتحادية المقبلة.

https://p.dw.com/p/19aku
صورة من: picture-alliance/dpa

كان المستشار الألماني السابق من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هيلموت شميدت، قد قال عام 2011 حول رفيقه بيير شتاينبروك: "إنه يستطيع ذلك". ولم يشد شميدت بقوله هذا بقدرات شتاينبروك في لعبة الشطرنج فقط التي لعبها الاثنان آنذاك بكل حماس، وإنما ما دفع شميدت إلى قوله هذا كان تطور شتاينبروك، ابتداء من عمله كسكرتير في المستشارية وفي مناصب وزارية عدة، وصولا إلى توليه منصب رئيس الوزراء في ولاية شمال رينانيا فستفاليا، ومنصب وزير المالية في الحكومة الألمانية الاتحادية الذي تولاه عام 2005.

وتولى شتاينبروك منصبه الأخير بعد فترة قصيرة من هزيمته كمرشح رئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية في ولاية شمال رينانيا فستفاليا أمام مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي. إلا أن مرشحة هذا الحزب آنذاك لمنصب المستشار الاتحادي أنغلا ميركل احتاجت بعد الانتخابات البرلمانية الاتحادية إلى التعاون مع الاشتراكيين الديمقراطيين لتشكيل حكومة اتحادية قادرة على العمل. واقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي تولي بيير شتاينبروك منصب وزير المالية. وكافح شتاينبروك في هذا المنصب بالتعاون الوثيق مع المستشارة ميركل من أجل مواجهة الأزمة المالية آنذاك.

Motiv: Peer Steinbrück während seines Auftritts auf dem Fest 150 Jahre SPD in Berlin am 17.08.2013 Foto: Wolfgang Dick Rechte: sind alle zeitlich und örtlich unbegrenzt der Deutschen Welle übertragen
بيير شتاينبروك في الاحتفال بمرور 150 عاما على تأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطيصورة من: DW/W. Dick

عقبات شتاينبروك السياسية

يُعتبر شتاينبروك فضا وغير دبلوماسي، فكثيرا ما يعبر عن أفكاره بصورة مباشرة جدا. وعندما دار الأمر حول تهريب الأموال إلى سويسرا مثلا بهدف تجنب دفع الضرائب، تحدث شتاينبروك عن تدابير قسرية ضد سويسرا، مما أثار اضطرابات دبلوماسية شديدة.

وعندما شغل شتاينبروك منصب وزير المالية ورئيس الوزراء في ولاية شمال رينانيا فستفاليا، أيد "خطة 2010" التي نصت على إصلاحات عنيفة أراد المستشار الاشتراكي الديمقراطي آنذاك غيرهارد شرودر خلالها إعادة بناء سوق العمل وتخفيض نسبة البطالة العالية آنذاك، وذلك عن طريق تخفيض المساعدات المالية الحكومية وتوسيع قطاع العمل المؤقت والأجور المنخفضة. إلا أن هذه الخطة لم تعد بالفائدة على شتاينبروك، إذ أن نسبة 20 بالمائة من العمال في ألمانيا يجدون حاليا صعوبات في تمويل معيشتهم.

وعليه يؤكد بيير شتاينبروك الآن قائلا: "هناك شيء قد تطور على نحو خاطئ، فالمجتمع مهدد بالتفسخ". وعليه، فإنه يؤيد اقتصاد سوق مبني على أسس اجتماعية ويرتكز مجددا على الصالح العام. ويشمل هذا أيضا مطالبته باعتماد مبدأ الحد الأدنى لأجور العمل.

SPD Kanzlerkandidat Peer Steinbrück spricht am 29.08.2013 in Berlin bei der Vorstellung seines 100-Tage-Programms vor der Bundespressekonferenz. Foto: Michael Kappeler/dpa
بيير شتاينبروك يلقي كلماته بكل حماسصورة من: picture-alliance/dpa

بداية متعثرة للحملة الانتخابية

نجح الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة أنغلا ميركل والحزب الديمقراطي الليبرالي في الانتخابات البرلمانية الاتحادية عام 2009 في الحصول على عدد كاف من الأصوات لتشكيل حكومة بدون مشاركة الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيها. وأصبح من بيير شتاينبروك نائبا بسيطا لم يتمكن من التأثير على اتخاذ القرارات السياسية. ولم يأمل شتاينبروك آنذاك في تولي منصب سياسي مهم مجددا.

إلا أن كل شيء أصبح مختلفا عن ذلك، إذ أن مندوبي مؤتمر حزبه الاستثنائي انتخبوه مرشحا لمنصب المستشارية في الانتخابات البرلمانية الاتحادية عام 2013. إلا أن سرور شتاينبروك بذلك لم يستغرق فترة طويلة، إذ أصبح معروفا أنه حصل على أكثر من مليون يورو مقابل إلقاء المحاضرات في بنوك وشركات استشارية للشؤون المالية. وعلاوة على ذلك انتقد شتاينبروك راتب المستشار، واصفا إياه بأنه منخفض جدا. وأكد أنه يرفض شرب الخمر الرخيص. وأضر كل هذه التصريحات بسمعة شتاينبروك، كمناضل اشتراكي ديمقراطي من أجل تحقيق مصالح العمال والشرائح الفقيرة في المجتمع الألماني.

Katrin Goering-Eckart of Germany's environmental party Die Gruenen (The Greens) and Chancellor candidate of the Social Democratic party (SPD) Peer Steinbrueck address a news conference in Berlin July 11, 2013. REUTERS/Tobias Schwarz (GERMANY - Tags: POLITICS)
الشريك المطلوب: بيير شتاينبروك مع كاترين غورينغ إكيرت من حزب الخضرصورة من: Reuters

ورغم أن نتائج استطلاعات الرأي ليست جيدة بالنسبة لشتاينبروك، ورغم تضاءل فرصه في دحر أنغلا ميركل، إلا أن بيير شتاينبروك لم يفقد شجاعته واستمر في الأسابيع الماضية في نشر برنامجه الانتخابي الرامي إلى رفع ضرائب الأغنياء ووضع حد للعلل الاجتماعية في ألمانيا عن طريق ذلك وإلى تشجيع تشغيل النساء وتطوير نظام رعاية الأطفال وتحسين ظروف التقاعد.

وتراجع شتاينبروك عن اعتبار الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة أنغلا ميركل شريكا له. "السيدة ميركل تدير ألمانيا فقط ولا تقدم إلا قليلا"، كما يقول. ويرى شتاينبروك الآن في حزب الخضر شريكه المطلوب لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.