1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد خلافات.. الجزائر وفرنسا تتفقان على "شراكة متجددة"

٢٧ أغسطس ٢٠٢٢

أنهى الرئيس الفرنسي ماكرون زيارته للجزائر بالتوقيع على إعلان من "أجل شراكة متجددة" بين البلدين بعد 60 عاما من استقلال الجزائر. كما اتفق الطرفان على إنشاء لجنة مؤرخين مشتركة من أجل تسوية الخلافات ومواجهة الماضي.

https://p.dw.com/p/4G8mG
وقع الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي إيمانويل ماكرون على "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة".
وقع الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي إيمانويل ماكرون على "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة".صورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images

 وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم السبت (27 أغسطس/ آب 2022) زيارة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ "الناجحة جدا" والتي "أتاحت تقاربا لم يكن ممكناً لولا شخصية الرئيس ماكرون".

كما أكد تبون أنه من الآن فصاعدا، سيتمكن البلدان "من العمل معا في العديد من المجالات خارج الجزائر وفرنسا" موضحا أن "هذا الاندماج سيسمح لنا بالذهاب بعيدا جدا".

وغادر ماكرون مباشرة بعد توقيع "إعلان الجزائر" منهيا زيارة بدأت الخميس زار خلالها أيضا مدينة وهران بغرب البلاد وسمحت بإرساء "ديناميكية لا رجعة فيها" لتطوير العلاقات بين البلدين.

وينصّ "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" على رغبة البلدين في "افتتاح حقبة جديدة" وتبني "مقاربة ملموسة وبنّاءة تركز على المشاريع المستقبلية والشباب".

وبالنسبة للجزائر، فقد كرّست زيارة ماكرون دورها المركزي والاستراتيجي في شمال إفريقيا، علمًا أن الجزائر تتشارك حدودًا تمتدّ على 1400 كيلومتر مع مالي التي اضطرت فرنسا إلى الانسحاب منها مؤخرًا، وكذلك حدودًا تمتدّ على مئات الكيلومترات مع ليبيا، الغارقة في حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وجاء في إعلان الجزائر أن "الشراكة المميزة الجديدة" باتت "مطلبا يمليه تصاعد التقلبات وتفاقم التوترات الإقليمية والدولية". ويرد في النصّ أيضا أن الإعلان "يوفر إطارا لوضع رؤية مشتركة ونهج تنسيق وثيق لمواجهة التحديات العالمية الجديدة (الأزمات العالمية والإقليمية وتغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي والثورة الرقمية والصحة)".

إضافة إلى هذا الإعلان، أُبرم عدد من اتفاقات التعاون شملت خصوصا التعليم العالي والصحة والرياضة ووقّع عليها وزراء من البلدين.

وأشار تبون إلى الاجتماع الرفيع المستوى الذي جمع قادة أجهزة الأمن من الجانبين بما فيها الجيش الجمعة "لأول مرة منذ الاستقلال"، وقد انبثقت عنه قرارات مشتركة "لصالح بيئتنا الجيوسياسية".

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في وداع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (27.08.2022).
عبد المجيد تبون وصف زيارة ماكرون بـ"الناجحة جدا"صورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images

إنشاء "مجلس أعلى للتعاون"

وستنشئ باريس والجزائر "مجلسا أعلى للتعاون" على مستوى الرئيسين من أجل "تعزيز مشاوراتهما السياسية" يجتمع مرة كل عامين بالتداول بين العاصمتين لدراسة "القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الاقليمي والدولي".

من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي أن إعلان الجزائر سيتيح "تعزيز العلاقة المتقاربة من خلال إجراء حوار دائم حول جميع الملفات، بما في ذلك المواضيع التي منعتنا من المضي قدما لأنها تعود للسطح كل مرة مثل ملف الذاكرة".

واندلع خلاف عميق بين البلدين في الخريف بشأن مسألة الذاكرة حول الاستعمار الفرنسي (1830-1962). وتقرر خلال زيارة ماكرون إنشاء لجنة مؤرخين مشتركة من أجل تسوية الخلافات ومواجهة الماضي "بشجاعة" على حد تعبير الرئيس الفرنسي، و"يمكن تنصيبها في غضون الـ15 إلى 20 يومًا القادمة" وفق تبون الذي أوضع أن عملها قد يستغرق عاما قابلا للتمديد.

وبعد أشهر من الأزمة الدبلوماسية المرتبطة بهذا الماضي الأليم، أعلن الرئيسان الفرنسي والجزائري عبد المجيد تبون، منذ اليوم الأول للزيارة الخميس، ديناميكية جديدة في العلاقة بين البلدين.

كما ستعطي الجزائر وباريس "دفعا جديدا" لعلاقتهما الاقتصادية في "شراكة متوازنة لصالح البلدين" ولا سيما في مجالات التكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة والمعادن النادرة والصحة والزراعة والسياحة.

خ.س/ أ.ح (أ ف ب)