1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد أن غيّبه ضجيج القطارات.. "دويتشه بان" تبحث عن صوت جديد

٣٠ نوفمبر ٢٠١٨

في رحلة طويلة وشاقة شهدت مشاركة مئات المتنافسين، بدأت شركة القطارات الألمانية "دويتشه بان" بالبحث عن صوت جديد لمخاطبة عملائها في محطاتها البالغ عددها أكثر من 10 آلاف، بعد أن ضاع صوتها المألوف في ضجيج القطارات.

https://p.dw.com/p/39DsF
Deutschland Hauptbahnhof Magdeburg
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene

"على الرصيف رقم 3 يصل القطار السريع رقم 16 القادم من ميونخ والمتجه إلى نورمبيرغ. مقصورات الدرجة الأولى في القسم أ حتى ج. يرجى الحذر عند دخول القطار"، صوت يعرفه الكثيرون عبر مكبرات الصوت في محطات القطارات الألمانية. ورغم ذلك، تضيع الكثير من التفاصيل المهمة وسط ضوضاء محركات القطارات ومكابحها.

هذه مشكلة مألوفة لعملاء شركة "دويتشه بان"، شركة السكك الحديدية في ألمانيا. ولهذا السبب، ومن أجل إطلاع الركاب بصورة أفضل على مواقيت المغادرة والتأخيرات والإلغاءات، قررت الشركة البحث عن صوت جديد ليطل عبر مكبرات الصوت.

استغرق البحث عن الصوت الجديد عدة أشهر، راجعت الشركة خلالها طلبات المتقدمين، حتى استقرت في نهاية المطاف على ستة أشخاص فقط، تمت دعوتهم مؤخراً إلى حضور اختبارات في مدينة فرانكفورت.

وفي قاعة عرض سينمائي خالية، يجب على الستة، وهم ثلاثة رجال وثلاث نساء، إظهار مهاراتهم الصوتية في سيناريوهات مختلفة أمام هيئة تحكيم من موظفي "دويتشه بان" وأعضاء المجلس الاستشاري للعملاء، في صورة لا تختلف كثيراً عن برامج المنافسات الغنائية التي تعرض على شاشات التلفاز.

وركزت النقطة الأساسية في الاختبار على تحديد مدى وضوح أصوات المرشحين في السيناريوهات المختلفة. وكان السيناريو الأول عبارة عن محطة كبيرة مزدحمة. ويقول مهندس الصوت أوليفر شاتز: "هذا ما يحدث في فرانكفورت... لقد سمعت الأمر على هذا النحو - لا يمكنك استيعاب أي شيء". ثم يقوم المهندس برفع صوت الضوضاء، ويخلطه فيما بعد بتسجيل صوت الرجل الأول. لا يستطيع المرء أن يسمع ولو كمة واحدة.

الصوت الثاني صوت امرأة، كان أكثر وضوحاً. على الأقل يمكن سماع نوع القطار "إنترسيتي إكسبرس". أما الثالث فكان صوت رجل آخر، يمكنك فقط معرفة أن القطار من المقرر أن يغادر في الساعة "الرابعة و...".

وجاء الصوت السادس والأخير، وكان صوت امرأة، بمثابة انفراجه كبيرة: "القطار يغادر الساعة الرابعة والربع". وعبر تطبيق على الهاتف الذكي، تبدأ لجنة التحكيم المكونة من 20 عضواً في تقييم أصوات المشاركين على مقياس من عشر درجات، وفقاً لمدى وضوح الصوت. ثم يتم تكرار الاختبار لمحاكاة الضجيج في محطة متوسطة الحجم، ثم في ثالثة صغيرة جداً. والإعلانات عموماً تصبح أكثر وضوحاً.

لكن لا يتفق الجميع على من هو صاحب الصوت الأوضح، إذ يقول أحد أعضاء لجنة التحكيم: "وجدت أصوات الذكور الأعمق أكثر وضوحاً". ويرد عضو آخر: "فهمت أصوات النساء بشكل أفضل".

ما سر سفر الرئيس الكوري الشمالي بالقطار إلى الصين؟

وفي النهاية، تختار هيئة المحلفين ثلاثة مرشحين، رجلين وامرأة، لخوض المرحلة التالية. ومن المقرر أن يتم اتخاذ القرار النهائي بحلول نهاية 2018، ليبدأ الفائز في التسجيل في عام 2019.

وقد تستغرق هذه العملية شهوراً، وفقاً لما ذكره كارستن فيده من "دويتشه بان"، وهي عملية شاقة، حيث يتعين تسجيل مقاطع صوتية فردية بواسطة جهاز كمبيوتر بطريقة معينة من شأنها أن تجعل من الممكن ربطها معاً لتكوين كلمات وجمل. ويتم اتباع نفس العملية في المساعدين الرقميين "أليكسا" الخاص بشركة أمازون و"سيري" الخاص بشركة "آبل".

وفي السابق، كان يتم تسجيل كلمات كاملة، ولكن هذا يمكن أن يتسبب في مشاكل عندما لا يكون هناك تسجيل جاهز للإبلاغ عن نوع معين من اضطرابات السفر. ولم تنجح التقنية السابقة في جميع المحطات، لكن ذلك من المقرر أن يتغير، مما يعني أن الصوت الجديد لـ"دويتشه بان" سُيسمع في 10 ألاف محطة في أنحاء البلاد.

وأظهرت بعض الدراسات أن أصوات الإناث أسهل في فهمها في ظل انبعاث ضوضاء عالية في الخلفية. ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه الدراسات تنطبق تحديداً على محطات القطار، حسبما يقول فيده. ويشير فيده إلى مدى أهمية أن يبدو الصوت مألوفاً، وأن يمثل "دويتشه بان" بطريقة إيجابية. فلا يمكن أن يكون عنيفاً، ويقول: "طريقة بروس ويليس في المحطة ليست هي ما نريده".

وتقول جمعية "برو بان"، التي تمثل ركاب النقل العام في ألمانيا، إن سماع صوت الإعلان ليس القضية الوحيدة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات التي تُذاع على الركاب من خلال مكبرات الصوت.، إذ يوضح كارل بيتر ناومان، المتحدث باسم "برو بان": "يجب أيضاً أن تكون المعلومات التي يتم نقلها صحيحة ولا تناقض معلومات أخرى، مثل تلك الموجودة في وسائل الإعلام الإلكترونية".

ويضيف ناومان أنه إذا كان الإعلان يقول إن القطار سيتأخر تسع دقائق ولكن التطبيق يقول إن التأخير سيتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، فإن ذلك لن يكون مفيداً لأي شخص. ويعتقد ناومان أيضاً أن تكنولوجيا مكبر الصوت تحتاج إلى تحسين بحيث يصبح الصوت مسموعاً حتى لو اقترن بضجيج مرور قطار، على سبيل المثال. هذا شيء آخر تحرص عليه "دويتشه بان". ويختتم ناومان بالقول: "إنهم يسيرون على الطريق الصحيح... نأمل في الحصول على نتيجة جيدة".

ع.غ/ ي.أ

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد