1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بطولة أمم إفريقيا: ليبيا الجديدة حاضرة مع الأقوياء

١٩ يناير ٢٠١٢

رغم الأحداث الجسام التي شهدتها ليبيا، تمكن منتخبها الوطني من حجز بطاقة التأهل لبطولة أمم إفريقيا لكرة القدم. وتعد هذه المشاركة هي الثالثة لمنتخب المحاربين، الذي يأمل من خلالها في فتح صفحة جديدة بسجل مشاركاته الإفريقية.

https://p.dw.com/p/13lwJ
شعار بطولة أمم إفريقيا 2012صورة من: CAF

في الوقت الذي لم يتوقع فيه حتى أكثر المتفائلين وصول المنتخب الليبي للنهائيات، فجر "المحاربون" مفاجأة من العيار الثقيل، وتغلبوا على كل الصعاب التي واجهتهم في التأهل لبطولة أمم إفريقيا لكرة القدم، ليكون المنتخب الليبي أبرز مفاجآت تصفيات المونديال الأفريقي لعام 2012.

وكانت ليبيا قد استهلت مسيرتها في التصفيات المؤهلة للبطولة بالتعادل السلبي مع مضيفها الموزمبيقي، ثم الفوز الصعب على ضيفها الزامبي بهدف دون مقابل عام 2010، قبل أن تندلع الثورة الليبية مطلع العام الماضي. وفي ظل الظروف القاسية والحالة الأمنية الصعبة على مدار الشهور التي استغرقتها الثورة الليبية للإطاحة بنظام معمر القذافي، كان لزاماً على المنتخب الليبي أن يخوض مبارياته الأربع الباقية في التصفيات خارج حدود بلاده.

ورغم كل هذه الظروف، حقق الفريق نجاحاً منقطع النظير في التصفيات، إذ فاز على منتخب جزر القمر بثلاثية نظيفة ذهاباً، وتعادل معه بهدف لمثله إياباً، ثم فاز على موزمبيق بهدف دون مقابل وتعادل مع المنتخب الزامبي في المباراة الأخيرة سلباً، ليحتل المركز الثاني في مجموعته برصيد 12 نقطة، مقابل 13 لزامبيا، وليتأهل الفريقان سوياً للنهائيات. وبذلك برهن المنتخب الليبي على أنه عازم على فتح صفحة جديدة في سجلات مشاركاته الإفريقية، تتزامن مع الصفحة السياسية والاجتماعية الجديدة التي تشهدها بلاده.

تحد صعب لكنه ممكن

Libysche Fußballfans
اللقب الإفريقي سيكون أحسن هدية يقدمها المنتخب الليبي لجمهوره بعد الثورةصورة من: AP

وسيكون هدف المحاربين في بطولة الأمم الأفريقية القادمة، التي تستضيفها غينيا الاستوائية والغابون بشكل مشترك، بين 21 كانون الثاني/ يناير و 12 شباط/ فبراير المقبل، هو كتابة تاريخ جديد لهم على خريطة كرة القدم الإفريقية، وتكرار الإنجاز الذي حققه المنتخب عام 1982، عندما تأهل للمباراة النهائية في البطولة التي نظمت على أرضها. ويعد المنتخب الليبي الوحيد من بين منتخبات شمال إفريقيا التي لم تفز بعد باللقب الإفريقي. لكنه يأمل في تغيير هذه الحقيقة أو على الأقل المنافسة بقوة بهدف التأهل للأدوار النهائية في البطولة، وإهداء الشعب الليبي أفضل هدية بعد ثورته.

وإذا كانت قرعة النهائيات قد جنبت المنتخب الليبي مواجهة المنتخبات العملاقة في الدور الأول للبطولة، إذ لا تضم مجموعته (الأولى) أياً من المنتخبات التي سبق لها الفوز باللقب، فإن مهمة الفريق لن تكون سهلة على الإطلاق، في ظل تواجد منتخب الدولة المضيفة – غينيا الاستوائية – في نفس المجموعة، إضافة إلى منتخب زامبيا ومنتخب السنغال العنيد، الذي أطاح بالمنتخب الكاميروني العملاق خلال التصفيات. كما يعاني لاعبو المنتخب الليبي من نقص الاحتكاك وضعف اللياقة البدنية، في ظل توقف مباريات الدوري الليبي، علاوة على افتقار مجموعة اللاعبين الممارسين في أندية محلية إلى الخبرة الكافية.

نقاط القوة: المعنويات وخبرة المدرب

وينتظر أن تكون الروح المعنوية العالية من أهم الأسلحة التي سيعتمد عليها الفريق في النهائيات، إضافة إلى خبرة المدير الفني البرازيلي باكيتا، الذي سبق له تدريب العديد من الفرق، من بينها ناديي فلامينغو وفلومينينزي البرازيليين والشباب الإماراتي والغرافة القطري والهلال السعودي والمنتخب السعودي.

Sport Fußball African Nations Cup Bata Stadion
الملعب الذي سيشهد مباراة الافتتاح بين غينيا الاستوائية وليبياصورة من: REUTERS

وعلى صعيد نجوم المنتخب الليبي، يأتي حارس المرمى المخضرم سمير عبود، البالغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً، على رأس القائمة، إذ لعب دوراً أساسياً في تأهل الفريق للنهائيات. ولم تهتز شباكه إلا مرة واحدة على مدار المباريات الست التي خاضها المنتخب في المجموعة الثالثة من التصفيات. كما يضم منتخب المحاربين عدداً من اللاعبين البارزين، مثل لاعب خط الوسط جمال محمد، المحترف في سبورتنغ براغا البرتغالي، ويونس الشيباني ومحمد المغربي، المحترفان بفريق أولمبيك خربيكة المغربي، إضافة إلى أحمد سعد وأحمد الزوي، المحترفان بالدوري التونسي.

ولضمان استعداد جيد للبطولة، خاض المنتخب الليبي، الذي حصل مؤخراً على جائزة اللعب النظيف من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، معسكرين تدريبين – الأول في ليبيا والثاني في الإمارات، ولعب مباراتين وديتين، تعادل في الأولى مع فريق نيفتشي الأوزبكي بدون أهداف، وخسر في الثانية أمام ساحل العاج بهدف دون مقابل.

يذكر أن ليبيا ستحتفل بعودتها إلى كأس الأمم الإفريقية بخوض مباراة الافتتاح ضمن المجموعة الأولى أمام غينيا الاستوائية، في محاولة منها لمحو ذكرى خسارة آخر مباراة افتتاح خاضتها في البطولة، حين خسرت بثلاثة أهداف مقابل لا شيء أمام جارتها مصر عام 2006. وبعد ذلك تعود ليبيا لمواجهة زامبيا، بعد أن تقابل المنتخبان مرتين خلال التصفيات. ثم تختتم المجموعة باللقاء الأصعب أمام المنتخب السنغالي.

هشام الدريوش

مراجعة: ياسر أبو معيلق