1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بريطانيا ما بعد بلير تستعد للابتعاد تدريجيا عن الولايات المتحدة

دويتشه فيله + وكالات (ل.م) ١٠ مايو ٢٠٠٧

يتوقع المحللون أن يتغير اتجاه السياسة البريطانية بعد استقالة توني بلير وتولي حكومة براون القادمة مقاليد الحكم في المملكة المتحدة. المراقبون يجمعون على أن بروان "لن يجلس في أحضان الرئيس الأمريكي بوش مثل سلفه بلير".

https://p.dw.com/p/ANxR
"براون لن يستطيع الجلوس في أحضان بوش مثل بلير"صورة من: AP

يتفق المحللون الأوروبيون وخبراء الشؤون البريطانية على أن استقالة توني بلير تدشن انتهاء حقبة سياسية هامة في تاريخ المملكة المتحدة، لان بلير هيمن على آلية صناعة القرار السياسي البريطاني في السنوات العشر الأخيرة بشكل واضح. ووفقا لآراء المراقبين فإن رئيس الوزراء المقبل جوردون براون، الذي حظي مؤخرا بنفس شهرة بلير على ساحة السياسة البريطانية، سيكون مضطرا إلى شرح سياساته وإظهار انه قادر على بث الحياة من جديد في أنصار حزب العمال، خاصة بعد أن أدت الانتخابات المحلية الأخيرة في اسكتلندا وانجلترا وويلز، والتي تلقى فيها حزب العمال هزيمة نكراء، إلى زيادة تعزيز الاعتقاد بين أنصار براون بان المخرج الوحيد من ذلك هو أن يرسل حزب العمال "رسالة جديدة" إلى الناخبين البريطانيين.

قطيعة كاملة مع عصر بلير؟

Blairs letzter Parteitag - Großbild
توني بلير خلال آخر مؤتمر لحزب العمالصورة من: AP

وفي غضون ذلك ينتشر وسط المحللين الشعور بأن على براون أن يقوم "بشيء جذري" لتقوية عزيمة حزب العمال ولكسب الناخبين التقليديين مجددا. كما يعتقد البعض أن الإسراع بالانسحاب من العراق سيكون احد أوائل قرارات براون كرئيس للوزراء. وفي هذا الخصوص قال احد المراقبين: "نظرا للوضع المزري لن افاجأ اذا قرر براون سحب القوات وإعادتها إلى الوطن في أسرع وقت ممكن".

وبالرغم من أن براون صوت لصالح الحرب على العراق ومولها إلا انه ابتعد عن تأييد تواجد بريطانيا في العراق بشكل علني. كما يعتقد معلقون سياسيون أن براون يعاني من ضغوط داخلية لينأى بنفسه عن سياسات بلير، لا سيما وأن الجيش البريطاني اعترف بان وجوده في العراق "يزيد الأمور سوءا فقط".

"براون لن يجلس في أحضان بوش مثل بلير"

وفي معرض تعليقه على النهج المرتقب لبروان قال معلق آخر انه بالرغم من ان براون عاش على الضفة الثانية للمحيط الأطلسي، حيث يقضي إجازته في منتج كيب كود الأمريكي، إلا انه "لن يجلس في أحضان الرئيس الأمريكي بوش مثل بلير".

ولم يعط براون، الذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه أكثر وزراء الخزانة نجاحا في تاريخ بريطانيا الحديث، مؤشرا واضحا عن نهج سياسته الخارجية في المستقبل. إلا أن براون سيضع في اعتباره استطلاعات الرأي، التي توضح أن أكثر من 50 بالمائة من الناخبين، يريدون "قطيعة كاملة" عن سنوات بلير، كما أنه سيسجل قلقا متزايدا في حزب العمال وفي الشعب بالمعنى الواسع تجاه الخسائر البشرية والمالية في حرب العراق.

دعم مشروط للسياسة الأمريكية؟

blairbush_kommen.jpg
علاقة بوش الوثيقة ببلير ألحقت ضررا بمصداقية بريطانيا في العالمصورة من: ap

وفضلا عن ذلك يعتقد المحللون أنه سيكون على بريطانيا العمل على إعادة توازن سياستها الخارجية بين الولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي. وعلق أحد الخبراء على هذه الحاجة الماسة قائلا: "بالنسبة للمستقبل المنظور لن يكون هناك دعما بريطانيا غير مشروط للمبادرات الأمريكية في السياسة الخارجية."

كما يعتقد المحللون أن أي علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة من المحتم أن تلقي بظلالها على الدور البريطاني داخل منظومة الاتحاد الأوروبي، حيث ذكر محلل بارز أن "أي علاقة وثيقة مع أوروبا ليست فقط هي مطلب للسياسة الخارجية البريطانية ولكن من المحتمل أيضا أن يحث الرؤساء الأمريكيون في المستقبل بريطانيا على ذلك". فمن المحتمل أن ترغب الحكومات الأمريكية المستقبلية أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بإسهامات حقيقية في أجندة السياسة والأمن الدوليين وتستطيع بريطانيا أن تلعب دورا مهما في تقديم هذا الدعم الأوروبي".

إلا أن نظرة براون المتشككة إلى الاتحاد الأوروبي وبصفة خاصة اعتراضه على اليورو جعلت من الصعب على شركائها الأوروبيين أخذ المملكة المتحدة على محمل الجد. وفضلا عن ارتباطه، الذي لا مفر منه بسنوات بلير، فإن انتظار براون الطويل من أجل تولي مقاليد الحكم قد يعني أيضا أنه لن يكون رئيسا للوزراء لفترة طويلة، كما يتوقع المراقبون.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد