1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجوم دهوك.. غضب شعبي وحداد في العراق وسط إدانات دولية

٢١ يوليو ٢٠٢٢

وسط غضب شعبي شديد، أعلن رئيس الوزراء العراقي حالة الحداد الوطني على أرواح ضحايا القصف الصاروخي الذي استهدف منتجعاً سياحياً شمال العراق وأسفر عن مصرع وإصابة العشرات. تركيا نفت صلتها بالحادث فيما تصاعدت الانتقادات الدولية.

https://p.dw.com/p/4ESGf
أحد عمال الإغاثة ينقل جثة لشخص قتل نتيجة القصف الصاروخي
أثار القصف الذي تسبب بمقتل 9 مدنيين وإصابة 23 بجروح، غضب الرأي العام العراقيصورة من: Ismael Adnan/dpa/picture alliance

 

دانت وزارة الخارجية الألمانية الخميس (21 يوليو/تموز 2022) القصف الذي أودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في شمال العراق، داعيةً إلى فتح تحقيق طارئ في الملابسات والمسؤوليات عن هذه العملية. وقالت الوزارة في بيان "إن الهجمات على المدنيين غبر مقبولة على الإطلاق، ويجب أن تكون حمايتهم أولوية مطلقة في جميع الظروف". وأضافت أن ألمانيا "تولي أهمية قصوى لاحترام سيادة الدولة العراقية واحترام القانون الدولي".

ودعا المتحدث إلى ضرورة استجلاء ملابسات الهجوم ومعرفة المسؤول عنه بشكل عاجل، وأكد: "سوف نواصل دعم العراق بما فيها منطقة كردستان العراق، لاسيما فيما يتعلق بالأمور الأمنية واستقرار البلاد".
 

وقُتل تسعة مدنيين، بينهم أطفال، وأُصيب 23 بجروح الأربعاء في شمال العراق بقصف حمّلت بغداد أنقرة مسؤوليته، ما دعا العراق إلى استدعاء القائم بالأعمال في أنقرة والمطالبة بانسحاب القوات التركية من أراضيه.

واليوم أعلن رئيس الوزراء العراقي يوم حداد وطني على مقتل المدنيين التسعة.

وأثار القصف الذي تسبب بمقتل 9 مدنيين وإصابة 23 بجروح، غضب الرأي العام العراقي، لا سيما وأن غالبية الضحايا كانوا من المواطنين المدنيين الذين يتوجهون إلى المناطق الجبلية في كردستان المحاذية لتركيا، هرباً من الحرّ.

 تظاهر العشرات أمس الأربعاء واليوم الخميس أمام مركز لمنح تأشيرات الدخول لتركيا في مدينة كربلاء في وسط البلاد، وأحرقوا العلم التركي، مطالبين بطرد السفير التركي من العراق، وفق وكالة فرانس برس. كما تظاهر العشرات أيضاً في وسط مدينة الناصرية في جنوب العراق.

 

 

وبُثّت أغاني وطنية عبر مكبّرات صوت، فيما رفع بعض المتظاهرين لافتةً كتب عليها "أنا عراقي، أطلب طرد السفير التركي من العراق".

وترأس مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء العراقي اجتماعاً طارئاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، والذي "أدان بأشد العبارات الاعتداء التركي الغاشم الذي استهدف المواطنين الأبرياء في أحد المنتجعات السياحية بمحافظة دهوك"، بحسب ما نشر الحساب الرسمي للكاظمي على موقع تويتر:

 

وندّد رئيس الوزراء العراقي بارتكاب "القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية"، وأوفد وزير خارجيته فؤاد حسين ووفداً أمنياً إلى منطقة القصف، والذي وصف بدوره الأمر بـ"فاجعة".

وتُفاقم العمليات العسكرية التركية في شمال العراق الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد التي تتهم تركيا بانتهاك سيادة أراضيها، رغم أنّ البلدين شريكان تجاريان هامّان.

وصعّدت بغداد ليل الأربعاء النبرة بمطالبتها بانسحاب الجيش التركي من أراضيها. كما أعلنت السلطات العراقية استدعاء القائم بأعمالها من أنقرة "وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا"، بحسب بيان رسمي. 

وقرر العراق رفع شكوى لدى مجلس الأمن ضد تركيا. كما وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بحسب التلفزيون الرسمي، بإعداد ملف شامل لـ"الانتهاكات" التركية المستمرة وتقديمها إلى مجلس الأمن.
 

إدانة دولية

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تدين القصف. وقال نيد برايس المتحدث باسم الوزارة إن "قتل المدنيين أمر غير مقبول ويتعين على جميع الدول احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما يشمل حماية المدنيين".

واليوم أعربت مصر عن إدانتها بأشد العبارات للهجوم. وشددت الخارجية المصرية، في بيان، على ضرورة احترام ثوابت ومقررات القانون الدولي ذات الصلة بحماية المدنيين.

وأكدت الخارجية دعم مصر الكامل لسيادة العراق على أراضيه ومساندتها لما تتخذه الحكومة العراقية من إجراءات لحفظ أمن واستقرار البلاد ومقدرات الشعب.

كما أدان كبير مبعوثي الأمم المتحدة إلى العراق القصف ودعا إلى إجراء تحقيق.

نفي تركي  

وجددت تركيا اليوم التأكيد على عدم مسؤوليتها عن الهجوم. وذكر وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، لمحطة تي آر تي خبر التركية، أن "قوات الأمن التركية لم ولن تستهدف المدنيين إطلاقاً ... وبحسب المعلومات الواردة من قواتنا المسلحة، لم ننفذ أي هجوم ضد المدنيين (في دهوك العراقية)".

وقال أوغلو إن "على السلطات العراقية ألا تسقط في فخ التنظيمات الإرهابية بشأن هجوم دهوك". وأضاف أن بلاده تقف إلى جانب الحكومة العراقية، وتعمل على مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي قال إنها تواصل استهداف المدنيين.

واعتبرت الخارجية التركية أنّ "مثل هذه الهجمات" تقوم بتنفيذها "منظمات إرهابية"، داعيةً في بيان العراق "ألّا يقوم بإعلانات تحت تأثير البروباغندا الإرهابية". 

وشددت على أن تركيا "تكافح الإرهاب بشكل يتوافق مع القانون الدولي مع مراعاة عظمى لحياة المدنيين والبنية التحتية المدنية والصروح الثقافية والتاريخية وحماية الطبيعة".

وعلى حسابها في تويتر قدّمت السفارة التركية "العزاء على إخوتنا العراقيين الذين استشهدوا على يد منظمة PKK الإرهابية".     

 

وأكد مصدر في وزارة الدفاع التركية لوكالة فرانس برس إنّ "لا معلومات لدينا تؤكّد أو تشير إلى قصف في هذه المنطقة".

يذكر أنه في منتصف نيسان/أبريل، أعلنت تركيا التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، شنّ عملية جديدة ضدّ مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK). ويخوض هذا الحزب الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، تمرّدا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.

ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، رويترز، د ب أ)