1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليمن بين مخاطر الحرب الأهلية والبحث عن مخرج سلمي للأزمة

٢٩ مايو ٢٠١١

مماطلات الرئيس علي عبدالله صالح ومناوراته من أجل البقاء في السلطة والنجاة من المساءلة القانونية بعد رحيله تضع البلاد على أعتاب حرب أهلية كارثية. الاشتباكات الأخيرة بين قبيلة حاشد ورجال صالح مؤشر على احتمالات صراع أهلي.

https://p.dw.com/p/11PwF
مناورات الرئيس صالح تدفع البلاد إلى آتون حرب أهليةصورة من: dapd

ذكرت مصادر مقربة من قبيلة حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر أن رجال القبيلة وقبائل أخرى موالية لها هزمت قوات خاصة موالية للرئيس علي عبدالله صالح وسيطرت على معسكر للجيش ومجمع عسكري في منطقة نهم خارج العاصمة صنعاء في عمليات جرت ليلة الجمعة /السبت (28/أيار مايو). كما أعلنت ذات المصادر أن معارك أخرى جرت مع القوات الحكومية في موقعين آخرين جنوب العاصمة. تأتي هذه الأنباء في ختام أسبوع دموي شهدته العاصمة اليمنية صنعاء سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الخاصة الموالية للرئيس اليميني ورجال القبائل المنتفضة. وتنذر هذه الوقائع باحتمال انزلاق اليمن إلى آتون حرب أهلية، ما يثير قلقا إقليميا ودوليا. و يبدو أن الرئيس صالح يسعى إلى استعادة زمام المبادرة بملاحقة حركة الاحتجاج ملوحا بالحرب الأهلية، في نفس الوقت يتمسك المحتجون بمطلب رحيله "طال الزمن أم قصر"، حسب ما قال المنسق الإعلامي لحركة شباب الثورة فهد المنيفي لدويتشه فيله. لكن المعارضين اليمنيين ينظرون إلى التطورات الأخيرة نظرة أخرى حيث يستبعدون سيناريو الحرب الأهلية.

الصراعات الراهنة لا "ترتقى إلى مستوى الحرب الأهلية"

و رغم أن المعارضة التقليدية في البلاد تعي حجم المخاطر المحدقة باليمن، إلا أنها تستبعد انزلاق البلاد إلى مثل هذه

الكارثة، كما يقول محمد أحمد المخلافي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني المعارض، في حديثه لدويتشه فيله. ويضيف المخلافي في ذات السياق قائلا: "واضح أن علي عبدالله صالح يستمر في محاولاته الفاشلة من أجل إدخال البلاد في آتون حرب أهلية".

لكن الصراع القائم والانقسام في المجتمع لا يرتقيان إلى مستوى حرب أهلية، حسب قول المخلافي ويصف الصراع الحالي بأنه "صراع بين إرادتين، إرادة شعب وإرادة حاكم". و يشير المتحدث إلى أن الجولة الأولى من المحاولات لزج البلاد في حرب أهلية قد فشلت في ضوء وجود إرادة شعبية قوية للتغيير و"وعي تام يظهره الشعب اليمني لمخاطر الانقسام". بيد أن لا يستبعد من ناحية أخرى أن "تؤدي مناورات صالح إلى استمرار سفك الدماء وظهور حالة من الفراغ في السلطة" والتي يصفها بأنها مؤشرات "لمخاطر أخرى"، ما يلقي بمسؤوليات كبيرة على عاتق أطراف النزاع المتعددة.

استبعاد خطر انزلاق اليمن في الحرب الأهلية

Jemen Proteste Demonstrationen gegen die Regierung
شباب الثورة الدعامة الاساسية لمنع نشوب حرب أهلية في البلادصورة من: picture-alliance/dpa

ويشارك غونتر أورت، الخبير الألماني في الشؤون اليمنية، رأي المعارضة اليمنية فيما يخص احتمالات نشوب حرب أهلية في البلاد ويقول في حديث مع دويتشه فيله إنه "لا يرى أن اليمن يتجه بشكل فعلي إلى حرب أهلية" رغم أن الكثير من المراقبين الأجانب للشأن اليمني قد توقعوا سقوط اليمن في كارثة الحرب الأهلية. ويبرر أورت موقفه بالقول: "لقد التزمت الحركة الاحتجاجية في اليمن ومنذ البداية بمبدأ سلمية الاحتجاجات. وهو دليل على وعي عميق لدى الكثير من الشرائح في المجتمع اليمني. كما هو دليل أيضا على القناعة بأن العنف لا يؤدي إلى نتيجة". ويشير غونتر أورت إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح قد "خسر كل أوراقه داخليا وإقليميا ودوليا". وما يدعم موقف أورت هو بيان قمة الثماني التي انعقدت يومي الخميس والجمعة (26/ و 27/ أيار مايو) في مدينة دوفيل الفرنسية والذي ندد بالعنف في اليمن من جانب السلطة داعيا الرئيس صالح إلى تسليم السلطة بشكل سلسل وسريع. هذا ويعتقد غونتر أورت أن رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية الأخيرة قد افقده ثقة قادة المنطقة الذين كانوا يشكلون الدعامة الأساسية لحكمه طوال العقدين الأخيرين على الأقل.

"شباب الثورة" الدعامة الأساسية لتحول سلمي

Proteste in Jemen Flash-Galerie
الرئيس علي صالح خسر كل اوراقه داخليا وإقليميا ودولياصورة من: dapd

ويتفق الدكتور محمد أحمد المخلافي مع غونتر أورت على أن "الشباب الثائر" يشكلون الدعامة الأساسية لتغيير سلمي في اليمن بعيدا عن ويلات و مآسي حرب أهلية. في هذا السياق يقول فهد المنيفي، المنسق الإعلامي لشباب الثورة في صنعاء في حديث مع دويتشه فيله " إن ما حصل في الأيام الأخيرة زاد الشباب حماسا وإصرارا وصلابة في ساحات وميادين البلاد". ويشير المنيفي إلى أن صراعات الأيام الأخيرة أكدت "صحة وجهة نظر الشباب فيما يخص أهمية الاحتجاجات المستمرة لأكثر من 100 يوم". ويضيف المنيفي " لقد كنا مقتنعين بأن النظام سيقود البلاد على آتون حرب أهلية" مشيرا في نفس الوقت إلى أن تسمية يوم الجمعة (27/أيار مايو) بجمعة "سلمية الثورة" إنما هو تأكيد على نهج الشباب "الثائر" الذين طالبوا منذ البداية ومازالوا يطالبون حتى اليوم بالرحيل الفوري للنظام. ويقول المنيفي إن الشباب " يحملون المجتمع الدولي عموما ودول الخليج خصوصا وتحديدا المملكة العربية السعودية المسؤولية الكاملة لإعطائها هذا النظام المزيد من الوقت ووفرت له الغطاء والشرعية للتحرك وللقيام بمناورات ومماطلات". و أوضح المنيفي أن "يوم جمعة سلمية الثورة" قد شهد انضمام العديد من رجال النظام، و خصوصا أفراد الحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح إلى ساحات التغيير وميادين الحرية في معظم مدن البلاد.

حسن ع. حسين

مراجعة: طارق أنكاي