1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"المعارضة السورية متوجسة من الموقف التركي الجديد"

١٠ أغسطس ٢٠١١

استغربت أطياف المعارضة السورية من موقف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إثر زيارته لدمشق ورأت فيها مناورة تمنح فيها تركيا مزيدا من الوقت لنظام الأسد الذي تزاد عزلته الإقليمية والدولية كما حشود المظاهرات المناهضة له.

https://p.dw.com/p/12ElG
بشار الأسد مجتمعا بأحمد داود أوغلوصورة من: dapd

قبيل زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى دمشق اعتبر بعض المراقبين أن العلاقات التركية السورية دخلت في عنق الزجاجة وأن هذه الزيارة ستشكل لحظة فارقة، خصوصا بعدما صعدت أنقرة من لهجتها اتجاه نظام دمشق وقالت على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان إن صبرها بدأ ينفذ، بعد تفاقم عمليات القمع الذي تمارسه قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين المناهضين لنظام الأسد. زيارة داود أوغلو إلى دمشق سبقتها زوبعة سياسية وإعلامية شهدت تصعيدا كلاميا عرف ذروته حينما قال رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان إن وزير خارجيته سينقل "رسالة حاسمة" إلى دمشق ما ردت عليه المستشارة السياسية للرئيس بشار الأسد بتينة شعبان بالقول بأنه "إذا كان داود أوغلو آتيا حاملا رسالة حازمة ، فإنه سيسمع في دمشق كلاما أكثر حزما".

الآن وبعد انتهاء الزيارة، أين تقف العلاقات التركية السورية، هل تغير الموقف التركي؟ وما دلالة ما أشار إليه أردوغان بأن الدبابات السورية بدأت في الانسحاب من مدينة حماة، رغم أنها عادت إلى مواقعها بعد مغادرة السفير التركي؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحتها دويتشه فيله على الباحث والمعارض السوري أسامة قاضي رئيس المركز السوري للدراسات الإستراتجية والسياسية في واشنطن.

دويتشه فيله: تركيا قالت على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو إنها ستراقب الأحداث في سوريا في الأيام القادمة وأن سفيرها في تركيا لاحظ انسحاب الدبابات الجيش السوري من حماة. هل معنى ذلك أن أنقرة لا تزال تأمل أن يغير الأسد سياسته، ألا ترى في ذلك خذلانا للمحتجين الذين يطالبون بإسقاط نظام فقدوا فيه كل أمل؟

أسامة قاضي: هذا خذلان حقيقي من أحمد داود أوغلو، هذه التصريحات كانت دون المستوى المطلوب الذي ينتظره الشارع، وحتى دون مستوى التصعيد الدولي. أنا أستغرب أن تكون دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا تصعد ضد النظام السوري، ثم يأتي أحمد داود أوغلو فيخفف من هذا الضغط بتصريحات غير مسؤولة ومن ذلك قوله إن السفير التركي في أنقرة لاحظ انسحاب الجيش من حماه. لكن داود أوغلو وسفيره لم يقولا شيئا عن عدد القتلى المرميين في الشوارع، وكم من العائلات التي التقاها، وكم عدد الجرحى وما هو وضع مستشفى الحوراني وغيره من مستشفيات البلاد؟.

أخشى أن يفقد السوريون ثقتهم في صانع القرار التركي، وأرى أن مهلة الأسبوعين التي يريد داود أوغلو منحها للنظام السوري، تبدو وكأنها مهلة لهذا النظام ليدمر سوريا عن بكرة أبيها. لماذا أرسل سفيره إلى حماه، ولم يرسله إلى دير الزور حيث قتل أكثر من ثلاثين شخصا، وحيث كانت 15 جثة مرمية في الشوارع بالحديقة والقصور وغيرها. وكأن داود أوغلو يريد أن يرسل رسالة إلى الغرب تقول بأن الوضع لا يزال بخير في سوريا، وأن هناك بصيصا من الأمل في هذا النظام. أحمد داود أوغلو يحاول تخفيف الضغط على النظام السوري بطريقة محزنة ودون المستوى بينما الغرب كله مستعد لإسقاط شرعيته.

أردوغان صرح أن صبره نفذ، لكن بدا الآن أن صبره لم ينفذ بعد ولا يزال فيه مهلة أسبوعين من القتل. داود أوغلو غادر سوريا والدبابات منتشرة في كل شوارعها. ما على داود أوغلو إلا أن ينظر من على الحدود التركية حتى يرى الدبابات السورية منتشرة في كل مكان.

SCHLECHTE QUALITÄT SCREENSHOT Syrien Hama Gewalt Feuer Rauch Demonstrationen NO FLASH
مدينة حماه كما بدت بعد دخول دبابات الجيش السوري إليهاصورة من: picture alliance/dpa

كيف تفسر الدوافع والخلفيات السياسية لهذا الموقف التركي، وما هي مصالح تركيا في هذا الوقت بالضبط، في تقديم دعم يراه البعض "مقنعا" لنظام الأسد؟

أنا لا أدري حقيقة ما دار خلال الثلاث ساعات في الاجتماع المغلق بين داود أوغلو وبشار الأسد. لكن من الواضح أن هناك تحذيرات من إمكانية تحريك دمشق لبعض الأوراق، كحزب العمال الكردستاني، وربما تخويف بزعزعة الأمن في المنطقة. كما أن هناك نوعا من المساومة بين سوريا وتركيا وتخويفها من الدور الإيراني. هناك تنسيق أمني أو مفاوضات حول قضايا أمنية، فتركيا تخشى بدورها من زعزعة استقرارها الأمني.

دعنا ننظر إلى المسألة من وجهة نظر تركية، فأردوغان استثمر كثيرا في السنوات الأخيرة في بناء علاقة إستراتجية مع الأسد، ما هي حسابات الربح والخسارة في الرؤية التركية لتطورات الأحداث في سوريا؟ بمعنى آخر ما الذي ستخسره أنقرة لو قررت القطيعة مع الأسد؟

أعتقد يقينا أن مصلحة الأتراك الآن هي مع دولة سورية حرة ديمقراطية سواء من الناحية الإستراتجية أو الاقتصادية. حجم المبادلات بيت تركيا وسوريا بلغ مليار و700 مليون يورو، وهي مبادلات في صالح تركيا، لكن هناك إمكانية لمضاعفة هذا الرقم مرتين أو ثلاثة. والعائق أمام ذلك هو الفساد المستشري في الجسد البيروقراطي السوري. هناك العديد من الشركات التركية التي خيب أملها الفساد السوري على يد أشخاص مثل رامي مخلوف وغيره. الأتراك سيكسبون عندما يرون دولة سورية لا تهدد ولا تبتز جيرانها، وستكون هناك علاقة مبنية على المصالح والاحترام المتبادل لا الابتزاز.

هل ترى من خصوصية في الدور التركي في الأزمة السورية بالمقارنة مع الموقفين الغربي والعربي؟

يقينا هناك خصوصية، لكنها خصوصية بدأت تتلاشى شيئا فشيئا مع خيبة أمل السوريين في أحمد داود أوغلو، إنه ليس وزير الخارجية التركي الذي ينتظره السوريون. ففي كل مرة يخفف من حدة الضغط السياسي على سوريا. والخصوصية هنا يجب أن تكون لصالح الشعب السوري وليس النظام. هذه الخصوصية لا يجوز أن تستثمر ضد إرادة الأحرار في سوريا. هذه الخصوصية يجب أن تكون مع 22 مليون سوري وليس مع النظام، كما سبق لروسيا أن عبرت عن ذلك عندما استقبلت المعارضة السورية، واعتبرت أنها مع الشعب السوري وليس مع النظام السوري.

كيف تنظر أطياف المعارضة السورية إلى السياسة التركية تجاه نظام الأسد، فهناك من يرى في مجرد زيارة داود أغلو حبل نجاة ترميه أنقرة إلى الأسد؟

المعارضة السورية بشكل عام متوجسة من الموقف التركي الجديد الذي يعطي الفرصة للنظام الذي يقتل أبناءه. المعارضة مستاءة جدا من غياب تصريحات تركية قوية تدين أعمال القمع في سوريا، وهي متضايقة جدا من زيارة داود أوغلو، فالدور التركي بدأ يخيب آمال السوريين. فبدلا من ممارسة مزيد من الضغوط على النظام، بدأنا نسمع نوعا من الغزل في التصريحات التركية. فما معنى إرسال السفير التركي إلى حماه؟ إن زيارة السفير الأمريكي لحماه كانت أقوى عشر مرات من زيارة السفير التركي.

أجرى الحوار: حسن زنيند

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات