1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المرأة التونسية ودورها في إنجاح "ثورة الياسمين"

٨ مارس ٢٠١١

لعبت المرأة التونسية دورا في إسقاط نظام ابن علي. مراسلة دويتشه فيله ترصد لنا هذا الدور الذي لعبته المرأة في تونس لإسقاط النظام وسعيها للحفاظ على مكتسبات "ثورة الياسمين".

https://p.dw.com/p/10VE5
المرأة التونسية لعبت دورا فعالا في الثورةصورة من: Khedhir / DW

تعتبر المرأة التونسية شريكا فاعلا وعاملا أساسيًا في نجاح الثورة التونسية والإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.فقد جابت العالم صور من غمرة المظاهرات والاحتجاجات تظهر فيها النساء خاصة الشابات منهن حاملات للشعارات وللافتات التي تنادي برحيل ابن علي وبحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وإبعاد رموزه عن الحياة السياسية في تونس.

فتيات و شابات، طالبات وعاطلات عن العمل، كن في مواجهة أعوان الأمن يتنشقون القنابل المسيلة للدموع ويتلقين ضرب الرصاص دفاعا عن الكرامة و الحرية.

موقع دويتشه فيله توجه بالسؤال عن مدى حضور المرأة التونسية في فعاليات ثورة الياسمين للشابة مروى رقيق وهي فتاة تونسية تعمل مساعدة للإخراج فقالت :"لا فرق بين الشاب والشابة في المشاركة في الثورة لقد ساهم كل من موقعه في إبادة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي .أنا نفسي كنت انقطع عن عملي لأذهب إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة لأشارك المتظاهرين احتجاجاتهم وارفع اللافتات وكنت حاضرة هناك يوم 14 يناير 2011 يوم هروب ابن علي".

و تعتبر مروى رقيق أن مشاركة المرأة التونسية في إنجاح الثورة لا تقف عند حدود الخروج في المظاهرات ورفع الشعارات، فالمرأة التونسية كانت تشارك في الثورة حتى أثناء بقائها في البيت من خلال تشجيع أطفالها على الخروج للدفاع عن الكرامة والحرية .كما أن هناك نساء كثيرات ممن كن يطبخن الطعام للمحتجين المعتصمين في ساحة القصبة أمام مقر الوزارة الأولى المطالبين برحيل رموز النظام السابق .

وتضيف مروى رقيق لموقع دويتشه فيله :"لكن رغم أن كل امرأة وشابة تونسية تعد عنصرا مساهما في نجاح ثورة الياسمين إلا أنني أظن أن أكثر من ساهمن في هذه الثورة من النساء هن أمهات الضحايا والشهداء ،فهن من دفعن نحو ثورة أعمق وأكثر شجاعة. فقد خرجن في كافة مناطق الجمهورية لإذكاء جذوة الغضب و دفع الشباب نحو غضب اكبر ما ساهم في نهاية الدكتاتور زين العابدين بن علي".

الشابات فوق أكتاف الشباب رافعين شعار الثورة

رماح المثلوثي شابة في سن الثلاثين لم تفوت أي يوم من أيام الثورة إلا وخرجت تدافع عن "حقها في الحياة"،على حد تعبيرها. رماح نقابية من ولاية المهدية وقد صرحت لموقع دويتشه فيله أنه:"لا فرق بين الرجل و المرأة فقد صنع ثورة الياسمين رجال تونس ونساؤها ،لقد كانت الفتيات تحملن على أكتاف الرجال رافعات لافتات تنادي بإسقاط النظام الجائر. كنا مع الشباب في الصفوف الأولى نحتمي بهم أحيانا ويحتمون بنا أحيانا أخرى. كان يجمعنا هدف واحد وهو إسقاط الدكتاتورية".

Frauen und die Revolution in Tunesien
التونسيات يكافحن حاليا لصد خطر التيارات الأصولية بعد سقوط نظام زين العابدين بن عليصورة من: Khedhir / DW

تقول رماح إنها كانت تصور ما يحدث أثناء المظاهرات قبل سقوط النظام و تمرر ما تصوره للتلفزيونات حتى يشاهد العالم ما كان يقع من تجاوزات وليرى التونسيون ما كان يقترفه نظام ابن علي من تجاوزات في حق شعبه. وهذا في حد ذاته نوع من أنواع النضال. إذ تضيف رماح أن كل الشابات اللواتي لم يستطعن الخروج للاحتجاج في الشارع كن مطالبات بتمرير المعلومات عبر الانترنت للمحتجين و للمترددين في الخروج .

و تضيف رماح لموقع دويتشه فيله:" في لحظة من لحظات الثورة اضطرت نساء القصرين حيث سقط عدد كبير من الشهداء إلى الخروج لدفن الشهداء لأن الشباب والرجال كانوا مستهدفين من قبل ميليشيات النظام السابق ومن يخرج إلى المقابر يتم قنصه .و بالتالي فقد كانت النساء هن من يحملن الجثث و يدفنها. ليست مسألة هينة على المرأة أن تتحمل عبء الدفن وهي التي جرت العادة ألا تدخل المقابر أثناء مراسم الدفن وأظن أن هذه أكبر مسؤولية تحملتها المرأة التونسية أثناء الثورة في البلاد".

المرأة التونسية تدافع عن مكاسب الثورة

وإن كان أمر الرئيس التونسي المخلوع قد انتهى يوم 14 يناير 2011، إلا أن المرأة التونسية واصلت خروجها للشارع دفاعا عن أهداف أخرى هي الحرية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على مكتسباتها وما حققته من حرية ومكانة في المجتمع. لهذا ترى الإعلامية رحمة همادي أن المرأة التونسية خرجت للشارع بعد الثورة وقادت مسيرات ومظاهرات تريد من خلالها إثبات ذاتها.

Frauen und die Revolution in Tunesien
لولا المرأة لما نجحت الثورة التونسيةصورة من: Khedhir / DW

وتؤكد رحمة همادي في هذا السياق لموقع دويتشه فيله:" بعد أن تحققت الحرية من النظام الدكتاتوري كان على المرأة التونسية أن تنظم مسيرات في الشارع لتصد عنها خطر التيارات الأصولية التي كانت تدعو لبقائها في المنزل وقد نظمت جمعية النساء الديمقراطيات مسيرات متتالية لتدعم مكانتها وتتصدى لقوى جذب إلى الوراء تهدد تطور وضع المرأة التونسية ".و تضيف همادي أن الخلفية السياسية للمرأة التونسية "متواضعة" مقارنة بالرجل، لذلك فهي الآن لا تغيب عن أي مظاهرات أو مسيرات أو اعتصامات لتتطلع على خفايا السياسة وتفهم ما يجري في كواليس الحياة السياسية حتى يتسنى لها المشاركة بصفة فعالة في اختيار من يحفظ حقوقها ويدعم مكانتها في المجتمع.

ولكن ثمار الثورة كانت رجالية ولم تحصل المرأة في أول حكومة انتقالية بعد الثورة إلا على وزارتين وهذا ما اعتبرته رحمة همادي انتقاصا من حق المرأة التونسية فهناك نساء كثيرات محنكات وقادرات على الفوز بمناصب سياسية.

التاريخ يسجل بطولات الرجال وينسى النساء

منجي الخضراوي نقابي تونسي يؤمن بأن المرأة هي "الضمانة الوحيدة التي قادت نجاح الثورة التونسية" ،ويقول إنه لولا المرأة لما نجحت الثورة التونسية .

يقول منجي خضراوي متحدثا لموقع دويتشه فيله:"لن اذكر النساء المثقفات اللواتي ساهمن دون شك وعن وعي سياسي وثقافي في إذكاء الثورة، لكني سأتحدث عن النساء الفقيرات في الأحياء الشعبية وأرياف وسط غرب تونس .هؤلاء النسوة هن من أرسلن أطفالهن فداء للحرية والديمقراطية .هؤلاء النسوة هن من كن الدعامة لتشجيع الشباب للخروج دفاعا عن الخبز والكرامة .كانت الأم تعلم أن ابنها ذاهب للموت لكنها كانت تزغرد حين يستشهد لأنها تعلم أنها قدمت اغلي ما لديها فداء لهذا الوطن ثم تواصل تهديد النظام بان لديها أطفالا آخرين قادرين على الذود عن الوطن".

Tunesien Demonstration Tunis Ben Ali 18.01.2011 Flash-Galerie
صورة من: picture alliance/dpa

لقد كانت المرأة على امتداد أيام الثورة عامل تحفيز نفسي وهي القوة المعنوية التي لولاها لما نجح الشباب في تجاوز عتبة الخوف والوقوف في وجه النظام الجائر.

لكن منجي الخضراوي يضيف في هذا السياق :"للأسف التاريخ يظلم المرأة التونسية كثيرا .فلطالما تحدث تاريخ البلاد التونسية عن بطولات الرجال لكنه تناسى دائما بطولات نساء .كثيرات كن دعامة أساسية في استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي قديما ومن الاستبداد الذي عاشته تونس في عهد ابن علي حديثا. لا بد أن يعترف التاريخ بأن ثورات البلاد صنعتها النساء و لولاهن ما كانت بطولات الرجال ".
ثورة الياسمين كانت ناعمة لوجود الجنس اللطيف فيها ولحيوية المرأة واستماتتها هذا ما يؤمن به الكثيرون في تونس . وإن كانت المرأة قد ساهمت بالقدر نفسه مع الرجل في إنجاح الثورة، فإن النساء التونسيات اليوم أكثر تخوّفًا من المستقبل، خصوصًا مع إمكانية ترشح أحزاب سياسية ذات توجهات أصولية تريد إجهاض ما حققته الثورة للمرأة التونسية من حرية و ديمقراطية.

لذلك يرى الكثيرون أن من مسؤولية المرأة، الآن وأكثر من أي وقت مضى، تتمثل في المقاومة والاستماتة للمحافظة على مكاسبها ودعم مكانتها في المجتمع والسعي لاكتساب المزيد من الحقوق والحريات .

مبروكة خضير – تونس

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد