1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"المجلس العسكري عمل على استنزاف طاقة الثورة تدريجيا"

١٥ يونيو ٢٠١٢

طغت ردود الأفعال على قرار المحكمة الدستورية بحل البرلمان على المشهد السياسي المصري. DW أجرت مقابلة مع باحثين سياسيين في ألمانيا للتعرف على قراءتهم للأوضاع وكيف ستؤثر على نتائج الانتخابات.

https://p.dw.com/p/15G2u
Field Marshal Mohamed Hussein Tantawi, head of Egypt's ruling military council, points to a painting as he accompanies Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan, not pictured, at the defence ministry in Cairo, Egypt, Tuesday, Sept. 13, 2011. Erdogan, intent on broadening Turkey's influence in the Middle East and the Arab world, started a visit to Egypt and will also visit Tunisia and Libya, two other countries where popular uprisings have ousted autocratic leaders. (AP Photo/Amr Nabil, Pool)
صورة من: AP

أثار قرار المحكمة الدستورية المصرية المتعلق بقانون العزل وحل مجلس الشعب ردود فعل غاضبة في الشارع المصري. ونددت مجموعة من القوى الليبرالية واليسارية والعلمانية اليوم الجمعة (15 يونيو/ حزيرن 2012) بالمجلس العسكري الذي اعتبرته "قائد الثورة المضادة". كما وصف عدد من المراقبين قرار حل مجلس الشعب وبطلان قانون العزل السياسية بـ "انقلاب عسكري".

وتتفق الباحثة السياسية في جامعة برلين الحرة ابتسام حسين مع هذا الرأي حيث قالت في مقابلة مع  DW: "هذا انقلاب عسكري تدريجي قائم على فكرة استنزاف الطاقات. فقد تم النظر للثورة في تحليلي الشخصي على أنها طاقة غضب عارمة، وتم التعامل معها بشكل مرحلي لتشتيت هذه الطاقة، بحيث لا تصبح قادرة على التبلور مرة أخرى". وتدلل الباحثة السياسية المصرية على هذا الأمر بقانون الضبطية القضائية الذي اتخذ قبل أيام من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة غداً السبت، والذي يمنح رجال المخابرات العسكرية والشرطة العسكرية حق الضبطية القضائية للمدنيين.

هل قرار المحكمة الدستورية حق يراد به باطل؟

من ناحية أخرى، ترى حسين أن حكم المحكمة الدستورية له شقان: قانوني وسياسي، مشيرة إلى أن القانون الذي تمت بموجبه الانتخابات البرلمانية هو بالفعل قانون مطعون في دستوريته لكنها تضيف قائلة: "القانون من حيث الشاكلة والمظهر لا علاقة له باضطهاد مجلس الشعب أو أعضائه، لكن من الناحية السياسية، هذا المجلس ليس هو المجلس الوحيد المطعون في دستوريته".

وتشير في هذا السياق إلى أن هناك عدة برلمانات طعن في دستوريتها في عهد مبارك ولم يتم التحرك من أجل حلها، كما تطرح التساؤل حول السبب في اتخاذ هذا القرار قبل أيام من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، موضحة أن الأمر يصب في مصلحة المجلس العسكري، الذي كان أعلن أنه سينسحب في نهاية الشهر الجاري ويسلم السلطة وينهي "مرحلة الوصاية ....لكنه اتخذ هذا القرار الآن ليبقى في السلطة".

ARCHIV - Die Kandidaten zur Präsidentenwahl in Ägypten, der Islamist Mohammed Mursi (l./Foto vom 17. Mai 2012) und der frühere Mubarak-Minister Ahmed Schafik (Foto vom 14. Mai 2012). Bei der Präsidentenwahl in Ägypten läuft es auf eine Stichwahl zwischen dem Islamisten Mohammed Mursi und dem früheren Mubarak-Minister Ahmed Schafik hinaus. Ein Mitglied der Wahlkommission sagte am Freitag (25.05.2012) in Kairo, die beiden Politiker lägen nach der Auszählung von 90 Prozent der Stimmen mit Abstand vor den Mitbewerbern. Das offizielle Ergebnis der Wahl werde erst am Sonntag (27.05.2012) veröffentlicht, fügte er hinzu. EPA/KHALED ELFIQI (zu dpa 1012 am 25.05.2012) +++(c) dpa - Bildfunk+++
من سيستفيد من قرار المحكمة: أحمد سفيق أم محمد مرسي؟صورة من: picture-alliance/dpa

هل يرجح قرار المحكمة الدستورية كفة أحد المرشحين؟

وتوضح أن المجلس العسكري أراد أن يضمن أن يظل مسيطراً، وهو ما أصبح أسهل الآن حتى في حال فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات، حيث لن تصبح جميع السلطات في يد الإخوان المسلمين الذين كانوا يسيطرون على المجلس، وهو ما يسهل بالتالي سيطرة المجلس العسكري على الحياة السياسية في مصر.

ويتفق معها أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة برلين الحرة حمادي العوني، الذي يرى أن هذا القرار يبدو وكأنه ورقة ضغط جديدة للدفع بمرشح النظام القديم أحمد شفيق. ويعلق العوني على قرار الإخوان بالاستمرار في المعركة الانتخابية قائلاً في حوار مع موقع DWعربية: "هدد الإخوان المسلمون بسحب مرشحهم وطالبهم الثوار الشباب بذلك حتى يفقدوا الانتخابات شرعيتها، لكن محمد مرسي يريد السلطة، يريد أن يصبح رئيس مصر. وبرنامجه الوحيد هو منع النظام القديم من العودة".

"الإخوان المسلمون خسروا كثيراً في الفترة الماضية"

لكن ابتسام حسين لا تتوقع أن يفوز محمد مرسي في الانتخابات، لأنها ترى فيه "مرشحا ضعيفا يفتقد للكاريزما"، كما أنه في رأيها غير قادر على تقديم برنامج انتخابي ملموس لكيفية رئاسة الدولة، على عكس أحمد شفيق الذي تعتبره قادرا على تقديم معطيات محددة في خطابه. وحسب قراءتها للأوضاع في الشارع المصري، ترى الباحثة السياسية أن الإخوان المسلمين قد خسروا الكثير في الفترة الماضية.

Ägypten Parlament Kairo
تعرض الإخوان لانتقادات شديدة بسبب "اداء نوابهم في مجلس الشعب"صورة من: picture-alliance/dpa

وتوضح الباحثة قائلة: "كلنا يعلم أن الإخوان لم ينزلوا التحرير سوى في 28 يناير، كما أنهم قاطعوا مليونيات فقط ليثبتوا تفوقهم، ونظموا أخرى لنفس الغرض، ودخولهم البرلمان جاء على حساب مجازر في ميدان التحرير لم يتحرك لها ساكن، بالإضافة إلى أدائهم الهزيل في البرلمان. كل ذلك في ذاكرة الشعب، وهناك قدر كبير من الشماتة عند قطاعات واسعة من الشعب المصري الذين ينظرون للإخوان على أنهم باعوا الثورة المصرية".

لذلك ترى حسين أن فرص شفيق في الفوز أكبر في إطار المعطيات الحالية، لأن هناك قطاعات كبيرة في مصر تأكد لها أن الإخوان داخل البرلمان لا يمثلون حلم الثورة، وأن أداءهم كان أقل من المتوقع. ورغم اعتبار البعض له أنه من "فلول" النظام القديم إلا أنها تتوقع فوزه قائلة: "لا يجب أن ننسى أن الشعب اختار عصام شرف كرئيس للوزراء رغم أنه أيضاً كان وزيراً في عهد مبارك، وكان وزيرا للمواصلات اضطر للاستقالة على إثر حوادث مواصلات كبرى". وتوضح الباحثة السياسية أن هناك قطاعاً من الشعب ينظر إلى شفيق حالياً على أنه "أحلى المرين".

ويختلف معها العوني، أستاذ السياسة تونسي الأصل، الذي يتوقع فوز مرسي، الذي يلعب بكارت عدم العودة للنظام السابق. لكنه يتوقع أن تسود الاضطرابات البلاد، ولا يتوقع أن تمثل نتيجة الانتخابات الحل، أياً كان الفائز. ويضيف في هذا السياق: "ستستمر الثورة، فالثورة المضادة موجودة منذ اليوم الأول، وإن كان لم يطلق عليها هذا التعريف. وكل من الثورة والثورة المضادة استخدم وسائله. وأخشى أن يستمر الأمر على ما هو عليه لشهور قادمة".

سمر كرم

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات