1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المباراة الثالثة ... أنغولا ـ البرتغال أو عندما تختلط كرة القدم بالسياسة

ناصر جبارة١١ يونيو ٢٠٠٦

"غزلان أنغولا السود" يشاركون لأول مرة في نهائيات كأس العالم ويسعون إلى تحقيق حلم صعب. منافسهم ووصيف بطل الأمم الأوروبية البرتغال نسي نكسة لشبونة وينظر بتفاؤل إلى تحقيق نتائج إيجابية

https://p.dw.com/p/8boH
اللاعبون الأنغوليون والحلم الصعبصورة من: AP

في حانة تقع في حي "فيدينغ" البرليني تختلط مساء اليوم كرة القدم بالسياسة. إذ أن روّاد هذه الحانة المنسيّة الذين ينحدرون غالبا من القارة السمراء ينتظرون أن يحذو فريق "الغزلان السود" (لقب منتخب أنغولا) حذو مدربه لويس أوليفيرا كونسالفيش ويحوّل الحلم إلى حقيقة في مباراته الأولى التي سيخوضها ضد البرتغال. كما أن الجميع هنا يعرف، سواء صاحب الحانة فابريسيو أو زوّاره الملتفون حول جهاز التلفاز أن وصول بلدهم أنغولا إلى نهائيات كأس العالم جاء كإحدى أهم مفاجآت التصفيات في القارة الإفريقية، ولكن أيضا بفضل جهود المدرب ورئيس الجهاز الفني للمنتخب كونسالفيش. وعلى الرغم من الماضي الاستعماري الذي يربط أنغولا بالبرتغال والصراع الدامي الذي مزق البلاد لمدة 27 سنة، إلا أن كرة القدم ما زالت الشغل الشاغل لعشرات آلاف الشباب، سواء في العاصمة لواندا أو في الأقاليم. ويقول لويس (39 عاما) وهو أحد زوار الحانة إنهم ينتظرون اليوم مباراة لا تقتصر أهميتها على الرياضة وكرة القدم فحسب، بل أيضا على الرسالة السياسية التي ستؤديها. ويضيف لويس مرتجفا أن الفريق الأنغولي ينازل بالذات فريق دولة احتلته لمدة 400 سنة وتركته في سبعينيات القرن الماضي فريسة لحرب أهلية وويلات استمرت قرابة ثلاثة عقود.

مهمة صعبة

Fußballspieler Akwa Angola
المهاجم أكواصورة من: dpa

ولكن إذا ألقينا نظرة على مجموعة المنتخب الأنغولي التي تضم فرق عريقة مثل البرتغال والمكسيك ولكن أيضا إيران، فإنه يمكن القول إن حلمه وهو تخطي الدور الأول لن يكن سهل التحقيق. صحيح أن "الغزلان السود" استطاعوا بجدارة ضمان صدارة المجموعة الرابعة في تصفيات القارة الإفريقية، حارمين المنتخب النيجيري أعرق الفرق الإفريقية من الالتحاق بالمنتخبات الـ 32 المشاركة في المونديال، إلا أننا لا نستطيع أن ننسى أن هذا المنتخب يشارك لأول مرة في نهائيات كأس العالم وأنه خرج من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي نظمت في مطلع العام الجاري في مصر.

كونسالفيش إلى الأبد

ويلعب في صفوف المنتخب الأنغولي عدد من المواهب من أبرزهم المهاجم فابريسيو مايكو الملقب بـ أكو ولعب في فريق بنفيكا ليشبونة قبل انتقاله إلى نادي الوكرة القطري. ويكسب اللاعبون الأنغوليون رزقهم في دوريات بعض الدول مثل البرتغال ودول الخليج العربي، ولكن أيضا في كبريات الأندية الأنغولية وخاصة بترو لوندا وبترو وامبو. ويقود المنتخب الأنغولي المدرب القدير لويس أوليفيرا كونسالفيش الذي يعود إليه الفضل في تأهل "الغزلان السود" لأول مرة إلى نهائيات المونديال. وجاء هذا الإنجاز ليزيد ثقة اللاعبين بمدربهم، حتى أنهم طالبوا بمنحه حق تدريب الفريق إلى الأبد. وعلى الرغم من الصدمة التي أصيبت بها أنغولا إثر خروج منتخبها من بطولة كأس الأمم الإفريقية، إلى أن تأهلها لنهائيات مونديال 2006 بعث الحماس والشغف في نفوس مشجعي كرة القدم في البلد الواقع في جنوب غرب إفريقيا.

وماذا عن سكولاري؟

WM Fußball Portugal Trainer Luiz Felipe Scolari
مدرب المنتخب البرتغالي سكولاريصورة من: AP

أما المنتخب البرتغالي فقد تمكن من إحراز الفوز في تسع مباريات من مجموع إحدى عشر مباراة في التصفيات. ومن الجدير بالذكر أن الفريق البرتغالي هو صاحب أكبر عدد أهداف في التصفيات، إذ تمكن لاعبوه من تسجيل 35 هدفاً. ومن أبرز نجوم المنتخب البرتغالي وأكثرهم قدرة على الأداء هم ريكاردو كارفلهو وفيرناندو كوتو لاعبا خط الدفاع وديكو ولويس فيغو صانعا ألعاب خط الوسط، بالإضافة إلى المهاجمين كريستيانو رونالدو ونونو جوميس. أما المدرب فهو البرازيلي لويس فيليب سكولاري الذي تسلم مهمة تدريب المنتخب البرتغالي عام 2002. وكانت جهود سكولاري خلال فترة عمله كمدرب لفريق البرازيل قد توجت بالنجاح بعد أن تمكن هذا الفريق من الفوز بلقب بطل العالم في البطولة، التي أقيمت عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. ويسعى المدرب المخضرم سكولاري إلى تحسين أداء الفريق البرتغالي، الذي خرج بعد مباريات الدور الأول من البطولة السابقة.